أنس القاضي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
أنس القاضي
حول التغيير الجذري وطبيعة ومهام الحكومة الجديدة
الجولة الجديدة من الحرب الاقتصادية على اليمن
تذكيرٌ ووعيدٌ لمملكة العدوان
اللوبي الصهيوني في بريطانيا
اللوبي الصهيوني في بريطانيا
تأثير رحيل الرئيس الإيراني على السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية
الحركة الطلابية وحركة المقاطعة في الولايات المتحدة وتداعياتها الاقتصادية العلمية على الكيان الصهيوني
الحركة الطلابية وحركة المقاطعة في الولايات المتحدة وتداعياتها الاقتصادية العلمية على الكيان الصهيوني
عن ضرورة المصالحة الوطنية وبناء دولة لكل اليمنيين
الإمبريالية الفرنسية في البحر الأحمر!
التدخلات البريطانية في الجمهورية اليمنية
التدخلات البريطانية في الجمهورية اليمنية
الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين:ما تفعله اليمن في مواجهة الهيمنة الغربية مقدمة حقيقية لتحرير فلسطين

بحث

  
الرأسمالية في الصدقات!
بقلم/ أنس القاضي
نشر منذ: 3 سنوات و 7 أشهر و يومين
الأربعاء 21 إبريل-نيسان 2021 02:26 ص


 

الرأسمالية كظاهرة مادية وكتطور اقتصادي استغلالي، في حالة تنابذ مع الأخلاق ومختلف السلوكيات المؤنسة والأعمال الإيمانية والدوافع الروحية. تسعى الرأسمالية لنقض الروحي والحلول محله. والصدقات المعروفة في الشريعة المحمدية ومختلف المشارب الدينية والأعراف البشرية هي إحدى هذه الممارسات التي تعمل الرأسمالية على تخريبها، وهذا الخراب بات واقعاً، وفي شهر رمضان أشد!

حينما شرع الله الصدقات فقد وضع لها ضوابط لحساسية أن تعطي إنساناً دون مقابل للتأثير النفسي عليه، وعلى المعطي الذي قد ينتابه الشعور بالتمنن، وفي ذلك يقول الحق: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى"، وجاء سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله لتهذيب الصدقات قائلا فيما صح عنه مضمونا مع اختلاف الروايات: "ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه". كما روي عن سيدنا المسيح عليه وأمه السلام قوله: "فمتى صنعت صدقة فلا تصوّت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة لكي يُمجدهم الناس".

الرياء في الصدقات هو الخطير، فاستكمالا للآية الكريمة السابقة يقول الحق سبحانه وتعالى: {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}. وهذه الآية الكريمة أشد انطباقاً على واقع اليوم، فالرياء لم يعد فقط كجانب تشتهيه النفس كمصلحة معنوية، بل بات الرياء إلى جانب المصلحة المعنوية وسيلة إعلامية من أجل مصلحة مادية خدمة للتراكم المالي.

أمست الصدقات التي تقدم للفقراء والمساكين، وخاصة في شهر رمضان المبارك، وسيلة للترويج لدول وأنظمة ولرجال الأعمال ولأصحاب مشاريع وشركات ومنظمات وهيئات وبرامج تلفزيونية وقنوات وحملات "تطوعية خيرية" في ظاهرها... أما الكفر باليوم الآخر فلم يعد كفراً بالبعث والحساب، فمن يرائي في الصدقات من أجل مصلحة رأسمالية فهو يقوم بذلك لا يلقي بالاً للجزاء الأخروي ولا يقصد ما عند الله في نيته، فيكون حاله ممارسةً كمن يكفر بالبعث اعتقاداً.

تطورت تقنيات التصوير والإعلام والنشر وإطلاع الناس على أعمال بعضهم، فتطور الرياء والنفاق، حتى ليكاد الفقير المتعفف الذي يظنه الجاهل غنياً يُفضح ويُشهر به. كما أن تطور وسائل التواصل الاجتماعي ضاعف شهوات النفس في حب الشهرة والرياء، فالإنسان اليوم يُمكنه أن يعد بالأرقام كل من اطلعوا على عمله كمشاهدات على الفيديوهات و"إعجابات" على "المنشورات" و"التغريدات"!

هذا حال غالبية الصدقات والمتصدقين في واقعنا، ومازال هناك أصحاب إيمان وإنسانية وذوق يخفون عن الناس وعن المساكين أعمالهم ويقصدون وجه الله وخدمة الإنسان تقديراً لجوهره الإنساني.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
سند الصيادي
أجندةُ أمريكا وَ لاءاتُ اليمن
سند الصيادي
عبدالفتاح علي البنوس
مجالس الذكر ..نفحات إيمانية
عبدالفتاح علي البنوس
د.حمود عبدالله الأهنومي
يخبرُنا عن الجنة كأنه عائدٌ منها للتو
د.حمود عبدالله الأهنومي
حسن الوريث
مشاركة عبثية وخيانة لدماء الشهداء
حسن الوريث
عبدالعزيز البغدادي
تساؤلات حول من يُعزّز استقلال القضاء؟
عبدالعزيز البغدادي
إبراهيم الوشلي
إعتذار..!
إبراهيم الوشلي
المزيد