تحت شعار القدس أقرب أحيا اليمنيون ذكرى يوم القدس العالمي والذي اقترحه ودعا إليه الإمام الخميني قبل أربعين عاما تخليداً وتذكيراً بالقضية الفلسطينية والقدس الشريف ، وتأكيدا على أنها كانت وما تزال وستظل قضية كل الأحرار من العرب والمسلمين في العالم ، ولا يمكن التفريط بها ، أو المساومة والمقايضة عليها ، أو التخلي عنها ، باعتبارها من الثوابت الراسخة التي لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف التنازل عنها أو خذلانها ، وستظل القضية المصيرية الأولى حتى يتحقق النصر للشعب الفلسطيني وتتحرر فلسطين والمقدسات من دنس الغزاة الغاصبين من أحفاد القردة والخنازير .
في 48ساحة جماهيرية في 15محافظة يمنية خرج ملايين اليمنيين لإحياء يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك لهذا العام ، ليؤكدوا للكيان الصهيوني المحتل وللشيطان الأكبر أمريكا ، ولأنظمة التطبيع واليهودة والتصهين في المنطقة العربية وعلى رأسهم آل سعود وآل نهيان وآل خليفة بأن فلسطين التي يتآمرون عليها ويسعون لفرض الاحتلال والهيمنة الصهيونية عليها من خلال ما يسمى بصفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي المخلوع دونالد ترامب والممولة من خزائن السعودية والإمارات كانت وستظل وستبقى عربية – عربية ، ولن يكون لليهود وأذنابهم أي مقام عليها ، ومهما بلغ حجم التآمر والتكالب عليها فإن الله غالب على أمره ، وسيحبط كل المؤامرات والمخططات القذرة التي تحاك ضدها من أدعياء العروبة والإسلام الذين يشكلون حاضنة ورافعة لتنفيذ مخططات الأعداء في المنطقة العربية .
خرج اليمنيون رغم المعاناة التي يتجرعونها نتيحة العدوان الغاشم والحصار الجائر ، خرجوا استجابة لدعوة قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد المسيرة القرآنية ، خرجوا ليؤكدوا للعالم المنافق بأن فلسطين والقدس حاضرة في وجدانهم وأن انتصارهم لقضيتهما المصيرية مقدم على انتصارهم لقضيتهم ومظلوميتهم ، ومهما بلغت بهم الخطوب ومدلهمات الأحداث جراء تفاقم تداعيات العدوان والحصار بعد أكثر من ست سنوات ؛ فإن القدس ستظل في صدارة أولويات اهتماماتهم وسيظل تحريره وبقية المقدسات الإسلامية وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة هدفا وغاية لهم لا فرار ولا مناص ولا تراجع عنها .
هذا الخروج اليماني المشرف في هذا اليوم التاريخي الذي توجه فيه بوصلة العداء للعدو الحقيقي اللدود للعرب والمسلمين للعدو الصهيوني المحتل الغاصب ، ويضع العالم أمام القضية الفلسطينية العادلة التي ما تزال تراوح مكانها ، نتيجة التآمر العالمي عليها والانحياز الفاضح لصف الكيان الصهيوني ، يعد رسالة وفاء لكل أبطال المقاومة الفلسطينية ولكل الأحرار في العالم الذين يقفون موقف الحق والعدل والإنصاف تجاهها ، وهي أيضا رسالة دعم وإسناد لهم لمواصلة الصمود والمواجهة لهذا الكيان الغاصب والتصدي لكافة محاولاته البائسة لتهويد فلسطين والقدس ، وطمس هويتهما العربية والإسلامية .
بالمختصر المفيد: فلسطين والقدس أقرب لكل الأحرار في هذا العالم ، وهي أقرب للتحرير والتحرر من دنس ورجس الكيان الصهيوني الغاصب ، وسيظل الانتصار للقضية الفلسطينية وتحرير فلسطين – كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني هدفا وغاية لهم وفي طليعتهم أحرار وشرفاء أبناء الشعب اليمني الذين أثبتوا أنهم الأقرب لفلسطين والقدس والفلسطينيين ، وأسهموا من خلال مواقفهم الإيمانية القومية الأصيلة الثابتة في نصرة فلسطين والفلسطينيين في تعرية وفضح وكشف حقيقة أولئك الأوغاد الخونة العملاء المأجورين الذين ظلوا يكذبون على فلسطين والفلسطينيين ويتظاهرون بتأييدهم ومساندتهم ودعمهم لها من باب الزيف والتدليس والخداع والدعاية الإعلامية ، وفي الأخير ذهبوا للتطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف به كدولة مستقلة والدخول معه في علاقات ثنائية ، والذهاب نحو تمرير ما يسمى بصفقة القرن ، وممارسة الضغوطات على دول المنطقة لتحذو حذوها في مسار التطبيع والتصهين واليهودة والخيانة .
صوما مقبولاً ، وذنباً مغفوراً ، وعملاً متقبلاً ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .