لا حَيَّ لا قَيّومَ إلا اللهُ
الفاطرُ الدَيَّانُ جَلَّ عُلاهُ
مَلِكُ السما والأرضِ ما من ذرَّةٍ
في الكونِ إلا سَبَّحَتْ إيَّاهُ
الواحدُ، الصَمَدُ، الغنيُّ، المُرتَجَى
القاهرُ، الحَقُّ، المُبِينُ، اللهُ
وهوَ العزيزُ، هوَ الحكيمُ، هو الذي
آتى (الحسينَ البدرَ) ما آتاهُ
آتاهُ علماً من لَدُنْهُ وحكمةً
ولنا اصطفاهُ وخصَّنا بهُداهُ
ولأنَّهُ (ابنُ البدر) يعني: أنَّهُ
ابنُ الذِكرِ.. والقرآنُ من رَبَّاهُ
أعلامُ أهلِ البيتِ يجتمعون في
معناهُ.. يمتزِجونَ في مَبنَاهُ
فرأيتُ (زيداً) في (الحسين) مُجسّداً
ورأيتُ (زينَ العابدين) أباهُ
* * *
لا يحسَبَنَّ الكافرون بأنَّهُم
سَبَقوا.. فثَمَّ اللهُ.. ثَمَّ اللهُ
والله أعلَمُ حيثُ يجعلُ سِرَّهُ
ويُقَدِّرُ الزمَنَ الذي يرضاهُ
في حين زاغَ المسلمون عن الهدى
وبغى عليهم من أذَلَّ اللهُ
وأكُفُّ أمريكا قد امتَدَّت إلى
الدينِ الحنيفِ وشوَّهَتْ معناهُ
جاءت بمشروعِ اليهودِ تقودُهُ
وتُحارِبُ الإسلامَ حيثُ تراهُ
في حين صار الصمتُ حكمةَ كلِّ من
عجزوا عن القولِ السديدِ وتاهوا
والناسُ كلٌّ غارِقٌ بهُمومهِ
والدِينُ.. ضِعنا حين أغفلناهُ
والقادَةُ الزعماءُ ذَلّوا وانحنوا
كُلٌّ أباحَ سلاحَهُ وحِمَاهُ
أقوى زعيمٍ كان أضعفَ نعجةٍ
تقتادُهُ امريكا بضربِ قَفَاهُ
وسعَتْ لِتُبعِدَ كلَّ شعبِ مُسلمٍ
عن دينِهِ.. وتقولُ: طَوَّرنَاهُ
ولشعبنا عاشَتْ تبثُّ سُمومَها
والله كان بلُطفِهِ يرعاهُ
إن أضعَفَتْ إسلامَهُ وجَدَتْ بِهِ
قِيَمَ القبيلةِ رادِعاً تنهاهُ
وهويّةُ الإيمانِ درعُ وقايةٍ
حصنٌ بعزّتِهِ حمانا اللهُ
فاستنفَرَتْ سِرَّاً.. وثَمَّةَ قاهِرٌ
لا شيءَ يعزُبُ عنهُ أو يخفاهُ
ولغزونا بدأتْ تُهيِّءُ نفسَها
وتُريدُ أمريكا.. (وَيَأْبَى اللَّهُ)
الجيشُ إن هَجَمتْ.. أسيرُ رئيسِهِ
ورئيسُهُ كَلٌّ على مولاهُ؛
في ذلك الظرفِ العصيبِ لشعبنا
بـ(حسين بدر الدين) جاءَ اللهُ
فضلاً من الله العظيم ومِنَّةً
(وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) اللهُ
رجُلاً بحجمِ العصر وعياً، حكمةً
فهماً، يقيناً لا مَدَىً لِمَدَاهُ
ليَشُدَّنا لله فهوَ إلهُنا
الرحمن لكِنَّا تناسيناهُ:
يا قوم تُوبوا إنَّما أنا مُنذِرٌ
ما مِن إلهٍ واحدٍ إلا هُوْ
وهو القويُّ، هو العليمُ بضعفنا
وهو العليُّ وليُّ من والاهُ
فاستغفروا، توبوا إليهِ وسبِّحوا
ولهُ الجأوا، وادعوهُ: واغوثَاهُ
أنتُم تعيشونَ الوعيدَ هُنا.. ولم
تتضرَّعوا خوفاً ولم تتناهوا!
أنخافُ أمريكا ونعصي الواحدَ
القهَّارَ وهو أحقُّ أن نخشاهُ!!
عودُوا إلى القرآن.. ثم تحركوا
من نورِهِ.. (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ)
واستقرئوا الأحداثَ من آياتِهِ
فالله بـ(الفُرقانِ) قد سمَّاهُ
من يَبغِ حَلاً من سواهُ.. كباسِطٍ
كفّيهِ في ماءٍ ليَبلُغَ فَاهُ
عُودُوا لإحياءِ الجهادِ فريضةً
إنَّ الجهادَ حياةُ من أحياهُ..
ومضى يُنزِّهُ ذا الجلالِ مُسبِّحاً:
حاشا.. تعالى اللهُ.. جَلَّ اللهُ
كانت من القُرآن، للقُرآنِ، في
القُرآنِ، بالقُرآنِ كلُّ خُطاهُ
مشروعُهُ القُرآنُ، مُنطلَقاتُهُ
القُرآنُ، والقُرآنُ كلُّ رُؤاهُ
في مُحكمِ الآياتِ عاشَ فأصبَحَتْ
أبصارُنا تتلُوهُ حين تراهُ
مُتألِماً لضياعِ أُمّةِ جَدّهِ
أنَّى تضِلُّ وقد هَداها اللهُ
ويكادُ بالحَسراتِ يُذهِبُ نفسَهُ
حُزناً.. تبوحُ بحزنهِ عيناهُ
الله من إخلاصهِ وشعورهِ
من عطفهِ وحنانهِ.. اللهُ
الله من إيمانهِ وجهادهِ
وعطائهِ ووفائهِ.. اللهُ
اللهُ يا أللهُ من ذوَبَانِهِ
في ربِّهِ.. اللهُ يا أللهُ
من صبرهِ وثباتِهِ ويقينِهِ
أللهُ يا أللهُ يا أللهُ
كانت شجاعتُهُ شجاعةَ جَدّهِ
خارَتْ قُوى الدنيا أمام قُواهُ
مُتحَرِّكاً بخُطى النبيِّ، ووارِثاً
آياتِ (موسى).. و(الشعارُ) عصاهُ
ألقَى (الشِّعارَ) فكان أولَّ موقفٍ
دَوَّى بسمعِ الظالمين صداهُ
فأحسَّها المُستكبرون قِيامةً
شَخَصَتْ لها الأبصارُ والأفواهُ
وتوجَّهوا للحرب، وهو رأى بِها
شرَفاً عظيماً ربُّهُ أولاهُ
كانوا إذا عجزوا أتوا بوساطةٍ
ليُحاوروهُ لعلَّهُ وعساهُ
قالوا: لقد غَضِبَ المُلوكُ، أجابَهُم:
فلتغضبِ الدنيا ويرضى اللهُ
قالوا: لقد حشدوا الجيوشَ وأقبلوا
فأجاب: (هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ)
قالوا: وأمريكا تُحيطُ بجمعكُم
فأجابهُم: وبِها يُحيطُ اللهُ
قالوا: ستُقتلُ.. قال: إن فُزنا بِها
فُزنا بأعظمِ ما تمنَّيناهُ
قالوا: ألا تخشى؟ أجابَ: بدِيننا
شِركٌ عظيمٌ أن نخافَ سواهُ
وهل أستشرتَ (البدرَ)؟ قال: أطعتُهُ
نعمَ المُجاهدُ إنَّهُ أوَّاهُ
أنا و(المسيرةُ) من ندى بركاتِهِ
وثمارِ ما غرَسَتهُ فيَّ يداهُ
ما جئتُ إلا حاملاً مشروعَهُ
وورثتُ بعضَ البعضِ من تقواهُ
ذهبوا لـ(بدر الدين) يستفتونَهُ
فأجابَهُم: سبحان من زَكَّاهُ
الله أعطانا (الحسينَ) كرامةً
ومن العلومِ جميعها أعطاهُ
نُصحي لكُم: كونوا بجانبِهِ و(إِ
لَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)
عادوا إلى التصعيدِ ظنَّاً أنَّهم
إن يقتلوهُ سيُطفئون سناهُ
وقفَ (الحسينُ) وثُلَّةٌ مِمَّن هَدَى
الله العزيزُ.. ومَن بِهم آواهُ
ليُجَسِّدوا الدينَ الحنيفَ بعِزِّهِ
وشموخهِ ويُقدِّموهُ كما هُوْ
شقّوا طريقَ التضحياتِ وفجَّروا
نهرَ العطاءِ وصَوَّبوا مَجرَاهُ
واشتدَّ (مَرَّانُ) العظيمُ بصبرهم
إذْ قاتَلتْ أحجارُهُ وثراهُ
و(حسينُ بدر الدين) كان يفوقُهُ
بثباتِهِ بالله.. بل عَدَّاهُ
إن قِيلَ: إنَّا مُدرَكُون.. أجابَهُم:
كلّا.. ونصرُ اليوم من (كَلَّاهُ)
كلّا.. فلن تفنى مسيرتُنا وإن
قُتِلَ الجميعُ (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ)
هذي مسيرتُهُ ونحنُ جنودُهُ
وقد اشترى مِنَّا، وقد بِعناهُ
هذي المسيرةُ سوف تجرفُ كلّ من
لقتالها زلّت بهِ قدماهُ
وهُنالِكُم صَعَدَ (الحسينُ) لربِّهِ
والله ينصرُ من يشاءُ اللهُ
* * *
الآن.. أعوامٌ مضتْ لرحيلِهِ
أين الحسينُ؟ وأين من عادَاهُ؟!!
ها قد غدا موتاً يؤرِّقُ نومَهُم
يصحَونَ منهُ.. يُشاهدون أخاهُ!!
سيظلُّ يُنذِرُ كُلَّ باغٍ أنَّهُ:
لا حَيَّ لا قيّومَ إلا اللهُ