حين يقع المواطن العربي المسلم ضحية التدجين، تراه يدور بين الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي محدثاً الجميع عن حبه للسلام، ينادي بثقافة الحياة والتعايش ونبذ الحروب والنزاعات، ولا مشكلة في هذا أبداً، فما من شيء أجمل من السلام ونبذ الحروب.
لكن المشكلة أنه يوجه نداءه لطرف واحد فقط دون الآخر، إذ يطالب كل مناهض للصهيونية الأمريكية بالتوقف عن مناهضتها، ويدعو لنزع السلاح من الشعوب (العربية والمسلمة) وتجريدها من كل عناصر القوة، وهو أخرس تماماً عند الحديث عن أمريكا و«إسرائيل».
هذه الدعاية الصهيونية الخبيثة تعمل على ترسيخ صورة مقلوبة عن الحقيقة في أذهان الناس، يكون فيها الأمريكي و»الإسرائيلي» من دعاة السلام وبائعي الورد، أما العربي أو المسلم فهو إرهابي متطرف لا يعرف سوى الكراهية..!
يعاملوننا كأننا أغبياء، كأننا صم بكم عمي لا نفقه ولا نعقل، بينما خبر واحد يكفي لإدراك الحقيقة بكل خلفياتها وجوانبها المختلفة.
عندما خرج المستوطنون الصهاينة في ما تسمى مسيرة الأعلام المستفزة، رفعوا لافتات كتب عليها «الموت للعرب»، «المسلم أفضل في القبر» وغيرها من العبارات التطرفية العنصرية بحق العرب والمسلمين على حد سواء.
هذه العبارات عدلت الحقيقة المقلوبة عن مصدر الإرهاب والتطرف، وأعتقد أنها بمثابة بصقة في وجه كل أحمق يدعو إلى التدجين.
أما الأهم من ذلك، أنها أكدت أن الوحشية الصهيونية تهدد حياة كل إنسان عربي أو مسلم في أقطار الأرض، أي أن السلام محرم على الشعوب مادامت إسرائيل في الوجود.
لم يقولوا الموت لليمن، أو الموت لسوريا ولبنان، لم يقولوا الموت للحوثيين أو حزب الله، بل قالوا الموت للعرب جميعاً، وللمسلمين في كل أقطار الأرض.
إذن، بعد هذه الصراحة لن يحصر المعركة بين إسرائيل وفلسطين إلا شخص لديه خلل في دماغه.
يا جماعة، مشكلتي ليست مع المطبعين المرتمين في أحضان أمريكا و»إسرائيل»، فأولئك مصابون بمتلازمة حب الانبطاح التي لا علاج لها.
إنما مشكلتي مع من يظنون أنهم في مأمن من إجرام الكيان الغاصب، ويعتقدون أن ما يدور في فلسطين مجرد معركة بين مقاومة واحتلال.
افهموا يا جماعة.. من يسفك الدماء في فلسطين، هو السفاح نفسه الذي يسفكها في اليمن وسوريا والعراق وكل الدول العربية والإسلامية.
مثلاً شهداء اليمن الذين قتلتهم غارات العدوان ليسوا ضحايا «ابن سلمان»، بل ضحايا أربابه الصهاينة والأمريكان.
هم استخدموا المهفوف قاتلاً مأجوراً، إلا أن المفارقة العجيبة أنه هو من يدفع لهم.
المهم.. حتى الحمير باتت تعرف أن الصهيونية وراء نكبات الأمة كلها دون استثناء، ولذلك قامت قوات الكيان الصهيوني باعتقال حمار في مدينة القدس المحتلة بتهمة التخريب والقيام بأعمال عدائية، لينبهر العالم بأحدث تقليعات الاستخبارات الصهيونية المتطابقة مع العقلية الإصلاحية التي اعتقلت منذ زمن حمار نهم.
يعني اختلت عقولهم وتشابهت الحمير في أعينهم.. وسلامتكم.
* نقلا عن : لا ميديا