عندما رأى المرتزِقةُ أنفسَهم محاطين بقبضتكم الحديدية ومخنوقين برعب ما اقترفوه من الخيانة لم يجدوا سبيلاً للهروب الآمن سوى ملابس المرأة اليمنية؛ إيماناً منهم بعظيم مكانتها في قلوبكم، وعندما عبروا من بين أيديكم بأمانٍ سجّلكم التاريخ وللأبد كأشرف مقاتلين عرفتهم البشرية في موضوع احترام المرأة.
وعندما صاحت أختٌ يمانيةٌ جراء إساءة مسَّتها من قبل الجنجويد في الساحل كان المرتزِقة في ذلك المساءِ يتبادلون معهم النكت في معسكر واحد، وكان إعلامَهم يبرّرُ المسألةَ ويهوّنُها، بل ظهر أحدُهم على الهواء يعلن عن استعدادِهم لتقديم الاثنتين والثلاث من نساء اليمن للجنجويد، لا بل ووجدناهم يقلِّدونهم الأوسمة.
بينما كان الغضب يكادُ يضيءُ ناراً بين جوانحكم ولا والله ما هدأ لكم بال حتى وجدناكم بالنيابة عن كُـلّ يمني ويمنية تنقضون عليهم كالجان ومع أن بنادق المرتزِقة -ويا لخزيهم- شاركت بنادقَ الجنجويد، إلا أن بنادقَكم ظلت تسبّح الله بالرصاص المذلّق حتى شكرتها الأرضُ وهوامُ البر.
ولما كانوا يقدمون الإحداثيات لاستهدافِ منازلكم وقتل عوائلكم وأطفالكم كنتم وما زلتم تحرسون أمنَ منازلهم؛ كي ينام أطفالُهم ونساؤهم بأمان الله.
فشتان ما بينكما شتان!!
دمتم رجالَ الله ذخراً لكل الأرض اليمنية ولكل العِرض اليمني، وغداً يدركُ الجميعُ بأن المرتزِقة نذيرُ شؤم ولا خيرَ فيهم لأحد، فمن لا خيرَ فيه لداره لا خيرَ فيه لجاره، والسلام.