من يحمل اليقينَ الراسخَ بقضيته المحقة العادلة.. يشعر بالانتصار والفخر حتى لو وجد نفسه صريعاً فوق الرمضاء مضحياً من أجل قضيته..
لكن العميل الخائن يعيشُ حالة الضنك الدائم والغربة الموحشة رغم أنه يسكُنُ القصورَ في عواصم الارتزاق التي يتسكعُ فيها.. لا سعادةَ له ولا راحة بال.. بل أصبح كل ذلك المتاع الذي حصل عليه من الملذات والأموال عذاباً نفسياً شديداً يتضاعف بمرور الأيام..
وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ، إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ..
وكذلك لا يدخلُ الاستعمارُ بلداً إلا وله من أهلها أحذيةٌ يدوسُ بهم على أرضه.. وأبواقُ نفاق يبرّرون جرائمه، ويشوهون كُـلَّ من يقف في مواجهته..
وهم سيكونون من ضحاياه حتماً.. فالأحذيةُ ستتمزَّقُ وتُقذَفُ إلى مزبلة التاريخ.. والأبواقُ ستحترقُ وتصبح عبئاً عليه، ويقوم بتصفيتها لاستثمار موتها؛ مِن أجلِه كما كانت حياتها مِن أجلِه..
والتاريخ يشهد والحاضر كذلك.. والمستقبل كفيلٌ بمزيد من الشواهد..
وفي ذلك عبرةٌ لنا ولخصومنا لو كانوا يعقلون..