في مثل هذا اليوم من العام 2016م، ضحك ملوك الخليج وأمراؤها على شعوبهم باقتراب اقتحام صنعاء، فأطلق المغفلون «هاشتاج» على منصة «تويتر»، تحت عنوان: «العيد في صنعاء إن شاء الله».
أطلقوا هذه الكذبة وصدقوا أنفسهم، وكانوا متفائلين جداً بأنهم سيقضون العيد في صنعاء، إلى حد أن بعضهم قال إنه يتمنى زيارة صنعاء من زمان، وها قد حانت الفرصة، وهو فرحان لأنه سيقضي العيد في صنعاء ويقوم بسياحة في بعض المحافظات.
كانت منشوراتهم تبدو جادةً لمن لا يعرفهم، وكنا نهزأ من أحلامهم لأننا نعرفهم، ونعرف مستوى تفكيرهم، ونعرف قدرات جنودهم، وارتعاشة أيديهم على الزناد حين يواجهون مقاتلاً يمنياً قفز على شريطهم الحدودي، ودخل إلى عقر دارهم ليؤكد لهم أنهم واهمون.. وقد رأينا شباناً يمنيين في العشرينيات من العمر، يحاصرون كتائب بأكملها، ويلوون أعناق الدبابات، ويصوِّرون مشاهد الفرار السعودي.
وبدلاً من أن يقضوا العيد في صنعاء، قضى أبطالنا عيدهم في الربوعة ونجران، متجاوزين كل الإرهاب والأسلحة الثقيلة التي دججوا بها حدودهم، فلم تحمهم تلك التحصينات من مقاتلينا الذين داسوا على ترابهم وعلى كرامتهم. ووصلهم صوت عيسى الليث: «صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب».
نحن في العام السابع للعدوان السعودي بكل جيوشه التي استأجرها من أقطار الأرض لقتالنا.. فهل استطاعوا الوصول إلى صنعاء بعد كل هذه السنين المليئة بالقصف والقتل بأعتى الأسلحة المتطورة، براً وبحراً وجواً؟ وهل داسوا على شبر واحد من تراب اليمن، بينما مقاتلونا اقتحموا حصونهم ببنادقهم الشخصية فقط، وبعدالة قضية الشعب اليمني.. لقد فعلوا ذلك انتصاراً لليمن، وقد انتصروا.
قبل إطلاق ذلك الهاشتاج الغبي، بأسبوع واحد، ظهر شخص كويتي اسمه عايد المانع، قال إنه سيُركِع الشعب اليمني.. وهو يعلم أن الشعب اليمني لم يركع وقد تحالف عليه العالم، ولم يرفع لافتة استغاثة واحدة، ولم يخرج منه لاجئ واحد.
بحثت في جوجل عن صورة عايد المانع، وحين رأيته تذكرت قول المتنبي: «يا أطيب الناس نفساً، وأليَن الناس رُكبة».
الشعب اليمني ليس له رُكبَة، لذلك لا يركع.. ولأن هذا المانع اعتاد على الركوع والانحناء، اعتقد أننا نشبهه، ظناً منه أن رجالنا وجيشنا كجيشهم الذي لم يصمد سوى يوم واحد أمام الدبابات العراقية.. وهو معذور، لأنه يجهل تركيبة الشعب اليمني الذي يرحب بالنار ولا يقبل العار.
* نقلا عن : لا ميديا