مما نتناصَحُ به ونضعُه بين يدي العلماء والخطباء والجماعات الدينية في الساحة بكُلِّ مسمياتها، أن الدفعَ باتّجاه ترشيد الخطاب الديني من قبل الجهات المعنية في الدولة، بما يَصُبُّ في خدمة اليمن ومصالحه العليا، لا يعني استهدافَ التعايش أَو التنوع المذهبي والثقافي، كما يتصور البعض، وإنما يعني العملَ على الارتقاء الذي من خلاله يستمرُّ التعايُشُ والتنوع، ولكن في صورته الحضارية المشرقة.
المرجو تعايُشٌ قائمٌ على أَسَاس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك وتحمل المسؤولية الجماعية، فاليمن مسؤوليةُ الجميع، وهو تنوع قائمٌ على أَسَاس التجديد المُستمرّ والتطوير الذي يعملُ على التغيير نحو الأفضل في القناعات والتصورات والسلوك، بما يرضي الله، ويحقّق التعاون على الخير وتتوطد أواصر الأُخوَّةِ أكثر.
ولهذا -ومن وجهة نظرنا- الأمر يتطلب أن تتظَافَرَ الجهود في التغيير من الواقع إلى الأفضل في جانب الخطاب الديني والمواقف العملية، ويرافقُ هذا إنكارَ أيِّ خطأ يسعى أصحابُه للإقصاء والإلغاء أَو استهداف التنوع والتعايش الراقي في المجتمع، وهذا لا يمنع.
وكل خطوة في مسيرة التصحيح والبناء، لا بُـدَّ بلا شك أن تكونَ واعيةً ومدروسةً، وهو ما نؤكّـدُ عليه على الدوام، وهو توجُّـهُ قيادتنا العزيزة في البلد، فهي مع التصحيح والارتقاء، ولكن دون تصادم ولا عشوائية، بل لا بُـدَّ من الحكمة والتوازن، وجمع الأُمَّــة في إطار المشتركات الجامعة والأَسَاسيات محل إجماع (دينية أكانت أَو وطنية) وتجنب كُـلّ تصرف من شأنه حصول الخلل أَو الضرر بأي شكل من الأشكال..
* كاتب سلفي