يحيى اليازلي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
يحيى اليازلي
كتاب سلطة المثقف والسياسي للدكتور محمدالحوثي
وقفة مع رياض الصايدي الشاعر الملتزم
مستويات الومضة المنظومة لدى أحمد بن زيد المحطوري
محمد العابد في هذا الغائب
قراءة في عناوين عبدالعزيز المقالح
قراءة في عناوين عبدالعزيز المقالح
الشاعر/ عبدالرحمن مراد ل « 26 سبتمبر » نحن في أشد الحاجة إلى تطوير أساليب تفكير العقل العربي
الشاعر/ عبدالرحمن مراد ل « 26 سبتمبر » نحن في أشد الحاجة إلى تطوير أساليب تفكير العقل العربي
قراءة ثانية لعناوين عبدالحفيظ الخزان
واحدية هنا أو هناك في قصيدة «ولكن بيتي معي» لابتسام المتوكل
المنظومة النصية الصمودية للشاعر باسم مساوى
«أبهى العرب» قصيدة في المديح النبوي للشاعر عبدالرحمن مراد

بحث

  
مجزرة تنومة الكبرى للباحث حمود الأهنومي
بقلم/ يحيى اليازلي
نشر منذ: 3 سنوات و شهرين و 30 يوماً
الجمعة 03 سبتمبر-أيلول 2021 08:28 م


(1)
عندما تبحث عن حقيقة نشوء كيان غريب في الجزيرة العربية اسمه "السعودية" سنجده بدأ تنفيذا لغاية بريطاينة باتفاق بين عبدالعزيز بن سعود مع محمد عبدالوهاب، وهما قاطعا طريق شريران؛ إلا أن ابن عبدالوهاب لديه قليل من علم الحديث أخذه من كتب ابن تيمية. واتفقا أن يشكلا وجهين لنظام واحد اسمه السعودية، وأن على كل منهما نصرة الآخر، ابن سعود ينصر ابن عبدالوهاب بالمال، وهذا الأخير ينصر الأول بالفتاوى. وشكلا مليشيا تكفيرية مؤدلجة مكونة من مجاميع من الطلاب الذين يعدهم عبدالوهاب كدعاة، منهجهم التكفير وطاعة ولي الأمر وإن جلد ظهورهم وإن سلب أموالهم وسبى نساءهم... وتقوم عقيدتهم على فتاوى ابن تيمية، وأساسها معاداة الشيعة وتكفير وقتل من خالفهم. وكل ذلك تم برعاية بريطانية، والهدف حماية مصالح الإمبريالية وتشكيل سياج حماية لـ"إسرائيل"، على أن نشوء "إسرائيل" ومملكة بني سعود تم في الفترة نفسها.
(2)
صدر كتاب ''مجزرة تنومة الكبرى'' بطبعته الثالثة النسخة المنقحة لمؤلفه الدكتور/ حمود الأهنومي.
محتويات الغلاف: العنوان الرئيسي: ''مجزرة تنومة الكبرى''، عنوان فرعي: "مذبحة حُجاج اليمن في تنومة وسدوان على يد عصابات ابن سعود عام 1923".
الكتاب فيه ثلاث مقدمات للمؤلف للطبعات الثلاث. في المقدمة الثالثة تحدث المؤلف عن هذه الجزئيات:
سبب اختياره هذا الموضوع، أهميته، أهدافه، الدراسات السابقة، منهج البحث، هيكل البحث، مصادر البحث، ثم كلمة عن الحُجاج والنجديين.
الكتاب جاء في أكثر من 300 صفحة، ومقسم إلى سبعة فصول وخاتمة، وهي: الأوضاع السياسية في الجزيرة العربية قبل المجزرة، مجزرة تنومة: الزمان والمكان والأسباب، وقائع المجزرة، مواقف مختلفة من المجزرة، الشهداء والناجون، النتائج والآثار والتطورات المترتبة على المجزرة، الأدب اليمني والمجزرة، والاستنتاجات والتوصيات.
الأوضاع في الجزيرة
باعتقادي أن هذا الباب مهم جدا ومن خلاله سنستشف إجابات على تساؤلات يثيرها العنوان، أهمها: لماذا لم يتم الرد على هذه المجزرة من إمام اليمن في حينه؟ وما الذي ترتب على عدم الرد؟
اليمن:
كان جنوب اليمن خاضعا للاحتلال البريطاني. أما في شماله فقد بويع الإمام يحيى حميد الدين إماما بعد وفاة والده الإمام المنصور بالله، وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، وإعلان الإمام يحيى في صنعاء استقلاله، في فترة هي أسوأ ما مر على اليمن في تاريخها المعاصر، فالأخطار بها محدقة، والباحثون عن الزعامة كانوا متربصين بالإمام الدوائر.
الحجاز:
كان يتولاها الشريف حسين، ثار على الأتراك وأمده الإنجليز ووعدوه بتمليكه العرب، لكنهم تملصوا وذهبوا قبل أن تنتهي الحرب.
جيزان وما جاورها:
عقد محمد الإدريسي معاهدة مع إيطاليا، واستخدمه الإنجليز لمواجهة خصومهم حتى وفاته. وعقب ذلك حدثت منازعات داخل البيت الإدريسي، استغلها الإمام يحيى في تحرير "الحديدة" و"الصليف" و"ميدي". ولما رأت إيطاليا ذلك كفت يدها عن الإدريسي ولجأت للحماية السعودية.
عسير:
ضمن أراضيها "أبها" و"خميس مشيط" و"تنومة". يحكمها حسن بن عائض. استطاع بن سعود إخضاعها لسيطرته، فاستنجد ابن عائض بالشريف حسين، فاستعادا أبها.
(3)
لقد اجتهد الباحث الدكتور حمود الأهنومي في جمع البيانات، وقام بتوفير نسبة جيدة منها كما يقول وخرج بهذا الكتاب القيم. وقد نوه في الصفحة الرابعة بأهمية توثيق أسماء الشهداء والناجين في تلك المجزرة، ودعا كل من لديه أية معلومة عن أي شهيد أو ناج منها أن يرسل بها إليه.
حمود الأهنومي فقيه وباحث له أبحاث ومؤلفات كثيرة، ومنها هذا الكتاب، وبذل فيه مجهودا كبيرا، واشتغل على جمع بياناته من مصادر وثائقية ونزل لتحقيقها ميدانيا، بعدما كادت القضية تنسى وتدفن تحت ركام زمني وإهمال فأيقظها.
عملية قتل جماعي تمت بوحشية، نفذها المجرم ابن سعود ومرتزقته من إخوان الغطغط التكفيريين بحق أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني، في مكانين متقاربين في الطريق إلى الحج، هما واديا تنومة وسدوان. وكان الحُجاج قد تجاوزوا مسافة كبيرة من صنعاء إلى مكة. حدث ذلك قبل 100 عام تقريبا. تم الانقضاض عليهم في فترة الظهيرة بينما كانوا يتناولون طعام الغداء.
مذبحة مرعبة ينفطر لها القلب حزنا وبكاء. وكلما جئت أكتب سطرا عنها أصاب بالهلع والرعب وتسود الدنيا في وجهي فلا أستطيع إكمال ما بدأت. وها أنذا أحاول أن أكتب بقلب حزين، لا أستطيع تخفيف هول تداعي المشاهد في مخيلتي. كلما أمسكت الكتاب أقفلته، وأحاول لأجل إيصال هذه المظلومية الكبرى إلى العالم.
مذبحة لا يجب أن تنسى، وجريمة كبرى لا يجوز أن تمرر دون عقاب، ويجب أن تضاف إلى كشف جرائم العدوان السعودي التي تلت تنومة خلال قرن وإلى مذابح السبع السنوات من العدوان، التي ارتكبها بصواريخه وقصف المساكن وصالات الأعراس وصالات العزاء والأسواق... كل ذلك تم وبالوحشية نفسها وبالفتاوى نفسها ونفذتها السلالة الإجرامية والجماعة الإرهابية نفسها، من الغطغط الجدد والقدامى والقدامى جدا. إن كل ما يحدث في العالم اليوم من عمليات انتحارية وتفجير وقتل مدنيين نساء وأطفالاً كلها وهابية نجدية غطغطية.
ثلاثة آلاف حاج يلبسون ثياب الإحرام، كانوا في الطريق إلى الحج، وكانوا ينوون أن يؤدوا فريضة الحج وقد مضوا إلى الحج. ولكن عبدالعزيز بن سعود صنع لهم كمينا وأرسل مجموعة كبيرة جدا من السفاحين القتلة المجرمين لكي يقتلوهم قبل أن يصلوا إلى مكة، فتقطعوا للحُجاج في منطقة اسمها تنومة، فقتلوهم رميا بالرصاص، وطعنا بالسيوف، ثم ذبحوهم، ونهبوا أموالهم.
قال الباحث إن شهداء تنومة قتلوا مرتين، مرة في المجزرة على يد السعودية، ومرة بنسيان قضيتهم من أبناء بلدهم اليمن. ويعزو الباحث كل المجازر التي ارتكبها النظام السعودي في العالم العربي والإسلامي إلى جماعة الوهابية التي أسسها محمد بن عبدالوهاب التميمي النجدي الذي كان مجايلا لعبدالعزيز بن سعود وقد عقد معه صفقة سياسية عقائدية بأن يحمي كل منهما الآخر. وصار ابن عبدالوهاب وابن سعود وجهين لمملكة شيطانية واحدة اسمها السعودية وتحت حماية النظام البريطاني. 
الجدير ذكره أن الوهابية جماعة اتخذت من الفكر الظلامي التكفيري لابن تيمية منهجا لها، والذي يعتبر كل مخالفيه مشركين وكفارا يجب قتلهم. وكان لهذه الجماعة فرق إجرامية خطرة يعملون تحت إمرة ابن سعود، أخطرها فرقة إخوان الغطغط، وهم مجموعات من الهجر موزعين في كل منطقة، مهمتهم القتل والتشنيع بكل من يخالف ابن عبدالوهاب وابن سعود.
(4)
في الفصل الخاص بالأدب اليمني حول مجزرة تنومة سنجد مرثيات طويلة لشعراء معاصرين للمذبحة سجلوا أحداثها وتفاصيلها وتأثيراتها ووجدان ثكلاها، ولشعراء عقب حدوثها، وشهادات لناجين منها، وشهادات لأبنائهم وأحفادهم، وفيما بعد وشعراء معاصرون لهذا الكتاب شاركوا بقصائد باكية ثائرة استمدت جذوتها من أصداء مئوية الذكرى.
وعلى صعيد التفاعل مع إصدار الكتاب تم إنتاج فيلم درامي يحكي قصة ''تنومة دماء منسية''، وهو عمل جيد مع تقديري للمجهود، إلا أنه ليس بمستوى العنوان، والكاميرا لا تتحرك من ست جهات، والمشاهد لا تشبه الواقع، والسيناريو لا ينظر إلى الخارطة ولا يلفت إلى الوثيقة التاريخية، والخلفيات لا تعبر عن الثقافة، وليس فيه أفكار ذكية توصل الجمهور إلى حالة من القناعة فضلا عن التأثر.
* نقلا عن : لا ميديا
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
صلاح الدكّاك
قراءة في خطاب «مخيف».. يمن البصيرة كتاب حرية غير منقوص
صلاح الدكّاك
عفاف محمد
صقر اللاحجي .. شعر في جبهات النزال وملاحم الأبطال
عفاف محمد
خليل المعلمي
شكّل حالة خاصّة في المشهد الإبداعي والثّقافي العربي:الذكرى الثانية والعشرين لرحيل الشاعر الكبير عبدالله البردوني
خليل المعلمي
فؤاد المحنبي
فرعون واحد أم فراعنة في القرآن الكريم؟!
فؤاد المحنبي
لا ميديا
في رواية «رأس الحسين» الدم يتحول موجا هادرا يثير الحيرة والأسئلة
لا ميديا
الجبهة الثقافية
الزامل تراث عتيق يتجدد في ميادين الجهاد
الجبهة الثقافية
المزيد