بالأمس، راجعت ذكريات الفيسبوك لسبع سنوات ماضية، فوجدتها تؤجل البهجة من عام إلى عام.. لكننا لن نواصل الحلم بالسلام والأمن والغاز والبترول والكهرباء والمرتبات والاستقرار. لن نحلم لأننا واقعيون جداً في ما يتعلق بالحياة والكرامة التي هي بمثابة الخط الفاصل بين الحضارة والصحراء.. بين اليمن والسعودية.. بين الانتماء لوطن والانتماء لأسرة.. بين التحرر من الوصاية ونيل حرية القرار والمصير.
نعم.. الحرب تجعلك تنسى اسم عطرك المفضل، وطعم معجون الأسنان، ورائحة المكوى على ثوبك الأبيض، ولزوجة الصابون الذي كنت تغسل به يديك لإزالة الدهون. تنسى أشياء كثيرة، ولم تعد تتذكر سوى رائحة الغاز بعد أن ملأ دخان الحطب عينيك. حتى ذلك الصوت: «يا عظيم الرجا صاحب البيض جا» لم تعد تسمعه، فتتساءل: أين اختفى صاحب البيض؟
لكن كل ذلك سيعود بمجرد كسر عنق العدوان، الذي لم يتبق فيه سوى فقرات قليلة، وكل ما مررنا به سننساه حين نحتفل بالنصر على هذا العدوان.
تظن السعودية أنها كسرت جموحنا وحجَّمت طموحاتنا، ولن نطمح أكثر من أن نعيش ولو بأبسط أدوات العيش، وأننا سنقنع بهذا الوضع مقابل هدوء صواريخها وإيقاف القتل اليومي الذي تقوم به في اليمن. وهي واهمة في ظنها كما هي واهمة في انتصارها.
وقد هدأ العدوان كثيراً بعد أن كسر المقاتلون اليمنيون شوكته، ومرغوا أنفه في التراب طيلة سبع سنوات، ولم يعد يتبختر بصواريخه وبارجاته كما كان يفعل في بداية تحالفه البغيض حين كان يمارس القتل الجماعي، فقد عرف حجمه، وعرف العالم بشاعته ووجهه القبيح.
* نقلا عن : لا ميديا