|
رسالة إلى الشهداء
بقلم/ عدنان الجنيد
نشر منذ: سنتين و 11 شهراً و 9 أيام الجمعة 17 ديسمبر-كانون الأول 2021 07:42 م
إلى ساداتنا الشهداء العظماء ، والأماجد الكرماء..
لقد رفعتم رؤوسنا إلى السماء ، وأصبح لنا الفخر بكم بما لنا إليكم من الانتماء ..
هانحن اليوم نحيي ذكراكم، بل نحن من نحيي نفوسنا الميتة بهداكم وذكراكم ، فأنتم الأحياء ، وأنتم من تحيون قلوب موتاكم الذين مازالوا في الدنيا لم يركبوا سفينة الشهادة ؛ لترسوا بهم في ساحل الحضرة العنْديَّة حيث الحياة الحقيقية الأبدية ..
فللهِ دَرُّكم أيها الشهداء !
وما أرقى جهادكم وأعظم عطاءكم وأكرم جودكم !!
لقد لقَّنْتُم بسواعدكم الأبيَّة وضرباتكم الحيدرية أعداءكم من النصارى واليهود ، وأحذيتهم القرود من الإماراتيين وبني سعود ، وأدواتهم في الداخل من المنافقين وكُلِّ عميلٍ وحقود ..
أنتم – أيها الشهداء – بقِيّةُ السابقين ، وقدوةُ اللَّاحقين ، وأسوةُُ لكل المجاهدين ، وهم [رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ] * [وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ] * وهو الذي لم يَذِلْ ، ولم يخضع لأعدائه ، ولم ينكسر ..
سادتي الشهداء ، أنتم من تفانيتم بمحبة الدين والوطن والأرض ، ولهذا أثمر حبكم الكبير، بأن ضحيتم بالنفس والمال وبكل غالٍ وخطير، فلم يُثْنِكُمْ عن الجهاد والشهادة أَيُّ شيءٍ من رغباتكم وشهواتكم الدنيوية، ولا أزواجكم وأولادكم وكل محبوباتكم الأُسريَّة ؛ لأنكم قد بِعْتُم نفوسكم من ربِّ البرية ، ولولا تضحياتكم الجسيمة وبذلكم لأرواحكم العظيمة من أجل نصرة دينكم وبلدكم وأرضكم ، لكان تحالف العدوان – عبر دواعشه ومرتزقته ومن تبعهم من كل عميلٍ وخوَّان – قد هتكوا الأعراض ، وقتلوا وذبحوا الشيوخ والنساء والولدان في يمن الإيمان ، ناهيك عن نهبهم للثروات والخيرات ، واحتلالهم للأرض ؛ لتكون طعمةً للصهاينة والأمريكان..
فلا ينكر فضلكم أيها الشهداء إلا جاحد، ولا يهمل أُسَرَكم وأولادكم إلا جاهلُ لا يعلم بما قدمتموه من تضحياتٍ ومواقفَ ومشاهدَ حتى نلتم الشهادة في سبيل الإله الواحد..
التحية لكم أيها الشهداءُ العظماءُ الأحياءُ في كل وقتٍ وحين ..
والتقدير والإجلال لأمهاتكم وآبائكم الذين غَذُّوكم محبة سيد الأنبياء والمرسلين وممد الأولياء المتقين، ورَبُّوكم على الاقتداء بإمام المجاهدين وسَيِّدِ الوصيين أميرِ المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين ..
وأخيراً، أسأل الله تعالى أن يجعلنا مِمَّنْ سار على نهجكم، وشرب من رحيق كأسكم ..
وسلامُ من الله عليكم، وعلى كل من آوى أو انتمى إليكم، وتعلَّق بكم وبحضرتكم، وكان منكم وإليكم. |
|
|