إن إحياء الذكرى السنوية للشهيد بتكريم أسر الشهداء والعناية بروضات الشهداء وتعهدها بالزيارة، وإقامة المعارض الخاصة بصور الشهداء، هو أقل ما يجب أن نقدمه لأولئك الخالدين العظماء، الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والسيادة، من أجل أن نعيش أعزاء، كرماء، وفي سبيل أن نعيش في أمن وأمان وطمأنينة واستقرار، وما ننعم اليوم به من استتباب للحالة الأمنية في المحافظات الحرة هو ثمرة من ثمار تضحيات هؤلاء العظماء، التضحيات التي لا تقدر بثمن والتي ستظل محط تقدير واهتمام الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها، ومحط احترام وتقدير كل الشرفاء والغيارى من أبناء شعبنا اليمني الصابر الصامد.
الشهداء العظماء الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى هذا الوطن وجادوا وجاهدوا بأنفسهم في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة وضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء والتضحية والفداء فحازوا على التكريم والعطاء الرباني وظفروا بالوسام الإلهي الأغلى وهو وسام الشهادة، هم حاضرون معنا ودائما ما نستحضر مآثرهم ومواقفهم وسفرهم الجهادي الذي تشرئب له الأعناق وفي مقدمتهم الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي ورئيس الشهداء الشهيد الرئيس صالح علي الصماد رضوان الله عليهم، وكوكبة الشهداء العظماء الذين كان لهم سبق الجهاد وسبق الشهادة في سبيل الله.
وفي هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، الذكرى السنوية للشهيد، الذكرى السنوية لأولئك الأبطال العظماء الذين كان لعظيم تضحياتهم الفضل بعد الله في الانتصارات التي تحققت وما تزال تتحقق في مختلف جبهات العزة والكرامة يزداد زخم ارتباطنا بهم واستذكارنا لبطولاتهم ومواقفهم التي خلدها التاريخ في أنصع صفحاته، وهو تعبير عن الوفاء الذي نكنه للشهداء العظماء، من صدقوا الله عهدا، فباعوا له أنفسهم، وهو جل في علاه اشتراها منهم، مقابل عطاء جزيل جدا، ومكانة رفيعة، مكانة لا تليق إلا بهم، ولا يبلغها إلا من نهج نهجهم، وسلك مسلكهم، وسار على دربهم، درب الجهاد في سبيل الله، الجهاد لإعلاء كلمة الله، الجهاد ضد قوى الطاغوت والإجرام والتوحش، الجهاد ضد أعداء الله من الغزاة البغاة المحتلين ومن تحالف معهم وقاتل في صفهم وتحت رايتهم.
الكل معني في هذه المناسبة بالعناية والاهتمام بأسر الشهداء، فالمسؤولية لا تقتصر على مؤسسة الشهداء، حكومة الإنقاذ مطالبة بتنفيذ ما أعلنت عنه العام الماضي ولم ينجز حتى اللحظة والمتمثل في منحهم قطعتي أرض ومنحهم الأولوية في التوظيف والتعليم المجاني في مختلف مراحل التعليم العام والجامعي، والأولوية في الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية من باب الوفاء والتقدير والعرفان للشهداء الأبرار، ومن باب رفع الروح المعنوية لذويهم، فهؤلاء هم مصدر فخرنا وعزتنا وعنوان شموخنا وانتصاراتنا التي كانوا هم جذوتها التي أثمرت ما نحن فيه اليوم من نصر وتمكين وعزة وشموخ.
في الذكرى السنوية للشهيد أجدها اليوم فرصة للتأكيد على ضرورة السير على خطى الشهداء العظماء من خلال السير قدما نحو تعزيز عوامل الثبات والصمود والمواجهة من خلال رفد الجبهات بالمقاتلين وقوافل العطاء والمدد لمواصلة خوض معركة النفس الطويل، معركة التحرير التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية ضد تحالف قرن الشيطان بقيادة مملكة المنشار ودويلة الإمارات العبرية، ومن خلفهما أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وبقية الأوغاد حتى يكتب الله لوطننا وشعبنا النصر والتمكين.
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار الأحياء عند ربهم يرزقون، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين، والخزي والعار للغزاة البغاة المعتدين والمرتزقة المنافقين.