هكذا هكذا هُمُ الشهداءُ
كلما أظلم الزمان أضاؤوا
أسبق الناس للمعالي وأهدى
من إلى الله شدُّه الإنتماءُ
أصدق المهتدين قولا وفعلا
وسواهم على المدى أُسراءُ
كلما حادت الخطى أرشدوها
وبأصحابها إلى الدرب فاؤوا
كم يعيدوننا إلى الله سرا
ويزكي هنا النفوسَ الحياءُ
هكذا أُرسلوا نجوما هداةً
حين تصفو من الغواة السماء
وعلى عصبة الشياطين شهبا
كم أبادت وأحرقت من أساؤوا
كيف نُحيي لكم هنا اليوم ذكرى
نحن موتى وأنتمُ الأحياءُ
إنما نستقي الهدى من سناكم
كلَّ ذكرى فنحن دوما ظماءُ
أيها الباذلون أزكى نفوسا
حار من جودكم بهن.. السخاء
كل ذكرى تلوح فيها دماكم
يصقل الذاكرينَ هذا العطاء
كل ذكرى نزيد منها اخضراً
مثلما ينتضي الزروعَ الماء
يزهر الدرب والخطى إن أهلت
كل ذكرى وتحتفي الأنحاء
هكذا يُصطَفَى لأعلى مقامٍ
من إلى الأرض للشهادة جاؤوا
يارجال الرجال كل ثناءٍ
كل شعرٍ يقال فيكم هراء
أي شعرٍ لوصفكم سوف يرقى
كيف يروي سناكم الشعراء
أي مدح سيرتقي لمقام
لاتدانيكمو به الجوزاء
قد كتبتم ملاحما لاتضاها
سطرتها على النجوم دماء
أنتمو خلف كوننا الآن نشدوا
بانتصاراتكم ونحن هواء
كل نصرٍ مدى الحياة وأنتم
دون كل الورى له الآباء
أنتمو السر خلف كل صمودٍ
أنتمُ الصوت والورى أصداء
ما ذهبتم سُدى كسرتم قرونا
كم وكم خلفها طغى استقواءُ
وكما شئتمو دحرتم جيوشا
لم ينل طواغيتها ماشاؤوا
كلما في الثرى دفنا شهيدا
ثَبتَت حول قبره الأرجاء
أيها الممسكون بالخلق حاشا
أن يميدوا وأنتمو شهداء
يا جبال الجبال حاشا وكلا
تعتلي فوقكم هنا الأسماء
منكم البذل والعطاء ومنا
أيها الخالدون منا الوفاء
طيب الله كل وقت ثراكم
كلما عطرت فجرنا الأشذاء
والسلام السلام منا عليكم
أيها الخالدون والعظماء
#الذكرى_السنوية_للشهيد 1443هـ