|
بحثاً عن ضوء للسلام في رأس السنة الشمسية!
بقلم/ عبدالعزيز البغدادي
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و 19 يوماً الثلاثاء 04 يناير-كانون الثاني 2022 09:18 م
منذ بدء العدوان البشع على بلادنا اليمن والجوار البائس يسعى بسياساته وأخلاق حكامه المحكومين إلى إبقائه غارقاً في التعاسة مستعينين بأدوات محلية صارت في غفلة من الزمن تمثل أهل الحل والعقد في هذا البلد وهم من يترفع المرء عن وصفهم بما يستحقونه صوناً لذائقة القارئ وتخفيفاً على المجتمع الذي لا يُبَرَّأ من تبعات الخنوع المعبِّر عنه قبوله بالأمر الواقع والتصفيق لرموزه بدلاً من مواجهة كلٍّ بتبعات أفعاله.
نعم أي مجتمع يقبل أن يكون رهن إرادة من يسمون أهل الحل والعقد أو ولي الأمر غير الدستور والقانون في القرن الواحد والعشرين ليس مجتمعاً حياً ، والأدهى أن جزءا كبيرا ممن يطلقون على أنفسهم النخب السياسية الذين مضى على تجوالهم سبع سنوات بين الرياض عاصمة تنفيذ العدوان وعواصم غسل الأموال القذرة وكل البلدان الداخلة ضمن ما يسمى التحالف الذي تديره دوائر للاستخبارات العالمية تنفيذاً لمخطط واضح القذارة ضد اليمن وشعبه ، والأكثر مدعاة للسخرية أن حسني النية من هذه النخب ما زالت تصدق ما تقول أو يقال لها بأن ما يجري إنما هو حرب بين شرعية ومليشيات وكأن العالم في حالة من الغفول تجعله يصدق بوجود مليشيات تحتاج للقضاء عليها إلى تحالف يضم أقوى دولة في العالم عسكرياً (أمريكا) التي أُعلن عن بدء العدوان من عاصمتها وبريطانيا والكيان الصهيوني وبتمويل أغنى دولتين في المنطقة مالياً (السعودية ، الإمارات) وبقية الدول المشاركة سواء مباشرة أو من خلال ما تقدمه من مساعدة لوجستية وأسلحة بمليارات الدولارات ليتحول العدوان بعد سبع سنوات من حرب إعادة كنز الشرعية السعودية المنتقاة بعناية إلى حرب دفاع عن أمن المملكة فكلما أطلقت المليشيات مقذوفا حسب تصريحات الناطق الرسمي لهذه المملكة الكرتونية كلما صعَّد من تصريحاته مناشدا العالم الوقوف في وجه المليشيات التي تهدد الملاحة العالمية ومصادر الطاقة في العالم حسب قوله ، أي أن هذا البلد العربي في وجوده المعلن ليس أكثر من خزان للنفط على أصحابه الحقيقيين أن يهبُّوا لحمايته.
إنها أحجية يعجز معها المرء عن التمييز بين الموقع الجغرافي والاجتماعي والسياسي للدولة عن المليشيات وأين تقع الشرعية، وهنا نتساءل من أي موقع يبدأ من يحبُ السلام البحث عن الطريق الموصل اليه ؟
وحدهم اليمنيون الأحرار يمتلكون القدرة على معرفة كلمة السر المؤدية إلى السلام الحقيقي لا الاستسلام ومدخلها ببساطة شديدة وقف العدوان الداعم لطرف يزعم أنه يمثل الشرعية ولا ندري من أعطى السعودية وأمريكا والتحالف الشرير الحق في تحديد الشرعية ، أما من يردد بأن هادي قد طلب العون من المملكة فمردودٌ عليه لأسباب منها : 1- أن الرئيس الذي يستعين بدولة أجنبية لتعتدي على وطنه بحجة إعادته للحكم أو لأي سبب خائن على افتراض أنه شرعي تنتهي شرعيته ويحاكم . 2- لا شرعية لهادي وخاصة بعد تقديم استقالته لأسباب أوضحناها مراراً. 3-الفيديو المنشور على اليوتيوب يؤكد عدم علم هادي لا بالتحالف ولا بالعدوان الذي بدأ غاراته خلال تهريبه من عمان إلى المملكة.4- ديباجة ميثاق الأمم المتحدة تمنع الدول من التدخل في شؤون غيرها ويعتبر تدخلها عدوانا والميثاق يلزم منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتعامل مع الأطراف بحيادية فليس لها تسمية طرف بأنه شرعي وإنما عليها العمل على وقف الصراع المسلح والدعوة إلى حوار بإشراف دولي محايد. 5- من أبجديات القانون الدولي والمنطق أن أي دولة تعتدي على دولة أخرى بحجة دعم نظام تسميه شرعيا دولة معتدية لا يحق لها المشاركة في أي حوار كطرف وسيط أو محايد وإنما باعتبارها طرفا في الصراع يتحمل نتيجة ما قام به من عدوان ويكون الحوار بينه وبين المعتدى عليه. 6- من البديهي أن وقف العدوان والحرب في أي نزاع هو المؤشر الأول لإثبات حسن النوايا تشرف عليه جهة محايدة حقاً ، أما الحوار اليمني اليمني فيتم بإشراف دولي محايد وتحت مظلة الشعب الذي من حقه محاسبة أي طرف مشارك في الصراع فهو صاحب الشرعية يتصرف بها ويمنحها لمن يستحقها وتسحب ممن أخل بها ، وله عن طريق مجلس نيابي منتخب انتخاباً حراً ونزيهاً بعد استقرار الأوضاع سن قانون للعدالة الانتقالية يتضمن محاكمة من خان وطنه أو تلقى من أي دولة أموالاً أو ساعد على احتلال جزء من أراضيه ومواقعه الاستراتيجية وشواطئه وفرط في سيادته لمصلحة أي دولة ومحاسبة أي طرف يتبين أن له يدا في تأييد العدوان أو تبريره بالفعل أو القول ، أو تسبب بأي شكل في استمراره أو استخدامه شماعة لتحقيق مآرب غير وطنية أو أساء استخدام السلطة خلال العدوان والحرب واستغل الفراغ السياسي للقيام بأعمال غير مشروعة أو سخَّر الوظيفة العامة لمصالح شخصية أو حزبية أو فئوية ، وكل هذه جرائم لا تنتهي بالتقادم ويجب المحاسبة عليها دون تهاون أو انتقائية ، كما يتضمن تحديد شروط العفو العام وقواعد منحه ، هذا جوهر شرعية الدول ، وأي جهد دولي صادق يدعم هذا الاتجاه مقبول وإلا فتدخله مشبوه وغير مشروع ، كما أن التجاذبات وتبادل الأكاذيب والمؤامرات وتذاكي المستفيدين من معاناة اليمنيين والمتاجرين بدمائهم ليست سوى ذخيرة لاستمرار العدوان والحرب وإذكاء الإبادة الممنهجة للشعب بكل وسائل الإبادة وأساليبها وذلك ما يجري منذ بدء العدوان ومستمر حتى اللحظة والكل خاسر مهما كانت الأوهام.
سلام على كل من لا يخون
ومن لا يداري الخؤون
سلامٌ على من يحب السلام
ومن يستحث الخطى كي يسود. |
|
|