مأرب في أيدينا أكثر من أي وقت مضى، وردود أفعالهم تدل على أننا أمام نصر غير عادي. وهنا أقصد أن النتائج المترتبة عليه تتعدى النطاق الجغرافي لمأرب شمالا وجنوبا، كما أن الإرجاف الذي يقوم به إعلام المرتزقة عندما صور معركة مأرب على أنها حاسمة ومصيرية، سيؤدي إلى مضاعفة الهزيمة عدة مرات عما هي عليه، وبالتالي بعد الانتصار في مأرب سنجد أن مناطق عدة ستتحرر بشكل سريع ومتتابع.
لقد زجوا بمعظم عتاولتهم وإرهابييهم في معركة مأرب، وهذا من الأمور المبشرة؛ فهذا سيؤدي فيما بعد إلى خلو باقي المدن المحتلة من الكفاءات، ولن يجد مقاتلونا صعوبة في النيل من الصعاليك المتبقين في باقي المناطق. وهذا ما حصل في مناطق حدودية عندما أخليت من المرتزقة للذهاب بهم إلى مأرب لتسقط مواقعهم بسهولة (وهو خبر لم يعلن عنه بعد)، وكما حدث في الساحل الغربي.
تحسبهم جميعا، ولكن الحقيقة أن اجتماعهم في مأرب لن يؤدي سوى للمزيد من الخلافات المتصاعدة والاغتيالات، مع تقلص مساحة سيطرتهم بالتدريج. وهذا ما يعني أن من يصلون لاحقا ليسوا سوى مزيد من الوقود لأتون الحرب التي أشعلوها، ولن تنطفئ هذه النار حتى تأتي عليهم جميعا.
بعضكم سيقول بأني نبهت المرتزقة لنقاط ضعفهم، وهذا غير صحيح؛ لسببين: أولهما أن هؤلاء الحمقى يحملون حقدا رهيبا يمنعهم من الاستماع لنا حتى لو كنا ناصحين. أما السبب الثاني فهو أن الحذر لا يمكن أن يرد القدر، وهؤلاء منذ أن اختاروا أن يبيعوا دينهم بدنياهم ويتحالفوا مع الشيطان فقد تقرر مصيرهم، وهذا المصير هو الخزي في الدنيا والآخرة.
خلاصة القول، ومع اقتراب انتهاء العام السابع لأكبر وأفشل عدوان في القرن، ومع التحولات الكبرى التي حدثت في ميزان القوى لصالحنا، بات بإمكاننا اليوم أن نؤكد سقوط مشروع العدوان واستحالة تحقيق أهم أهدافه، وبات بإمكاننا أن نفكر أكثر في مستقبل بلدنا العزيز والكريم، وأن نتجه بثقة أكبر نحو ميادين الصبر والرجولة لحسم المعركة نهائيا لنحصد نتائج الصبر والثقة بالله. القادم أعظم وأجمل، ولقد استحققنا بحق حريتنا وكرامتنا. ونعم، لقد عانينا كثيرا، وفقدنا الكثير من الأعزاء، ولكنها سنة كونية، ألا ننال إلا بعد البذل.
وعام قادم يحمل لكم الخير يا أهل اليمن.
* نقلا عن : لا ميديا