ما خابَ ظنُّكَ يا "ابن البدر" ما خابا
في فتيةٍ تبصِرُ الميدانَ محرابا
بحريّةٌ من هدى القرآنِ مُذ نهلتْ
قوّاتها، فتّحت للنّصر أبوابا
بخمسةٍ أسقطوا فرعون حين طغى
وحطّموا للعدا قرناً وأنيابا
إيمانُهم كان والإحسانُ عُدّتَهم
وصبرُهمْ جحفلاً في الحرب غلّابا
إن كبَّروا أقلقوا "إسرائيل" واضطربتْ
كُلُّ الشياطين أنظمة وأحزابا
إن هلّلوا جمَّدوا الأهوالَ أسفلهم
إن سبَّحوا أعطبوا الرادار إعطابا
بركعتينِ أضاؤوا البحرَ وانطلقوا
مع المهيمن لا يخشون أربابا
لا مستحيلاتُ تمنعهم وقد عزموا
وأبحروا في سفين الآل أحقابا
في عينهم تصغرُ الدنيا وإن عظُمتْ
عداوةً واغتلت حقداً وإرهابا
بحريّةٌ قوّةُ الجبار في يدهم
أمامهم يصبح الأسطولُ ألعابا
كأنّما الموتُ طفلٌ حينَ قابلهم
من شدّةِ الخوف من أهوالهم شابا
بحريّةٌ طوّر القرآنُ قدرتها
إنجازها اليومَ لا يحتاجُ إسهابا
تلكَ السفينةُ كالآيات شاهدة
فليأخذ الدرسَ من لازال مُرتابا
نحنُ اليمانين من ذا ليس يعرفنا؟!
بنا تغنّت سطور المجدِ إعجابا
نحن الجذوع التي من أصل طينتها
تفرّع العُربُ أحساباً وأنسابا
نحنُ الأكـارمُ ومـــا عـــرفـت
من قبلنا الخلقُ أخلاقاً وآدابا
ونحن أنصار طه منذ مولده
كنّا له العون أصحاباً وأحبابا
بنا استقامت حضاراتُ الشعوبِ ومن
نضالنا تحصدُ الألقابُ ألقابا
كانت قريشُ رؤوساً في عداوتنا
واليوم أضحت لـ"إسرائيل" أذنابا
كم حاولت طمسنا، كِبراً وغطرسةً
وفرّقتنا جماعاتٍ وأحزابا
تفوح كالعطر في الأزمانِ سيرتنا
ما خاب شعبٌ بحبِّ الله قد ذابا
ها قد صمدنا وآمالُ العدوّ هوت
وهيّأ الله للأنصار أسبابا
قيادةٌ نهجها القرآنُ ما انحرفتْ
عن درب طه وكان الله وهّابا
سنحكم الأرضَ بالإيمان نعمُرها
ونزرعُ الوعي أرواحاً وألبابا
رسالةُ الشعب مثل الشمسِ واضحةٌ
فليُخبرِ الحاضرون الآنَ من غابا
* نقلا عن : لا ميديا