في طفولتنا أيام زمان كنا نكره أي طفل مدلل «بُكِّي»، وكنا نتهرب من اللعب مع هذه النوعية التي لا نطيقها، فالطفل «البُكِّي» يعتبر كائناً منبوذاً ليس له أصدقاء، لأنه مزعج وثقيل دم.
المشكلة أن «البُكِّي» يولد مضربة بالفطرة، هكذا.. يعشق تلقي الضرب بشكل عجيب.
يركلك وهو يضحك، وبمجرد أن تركله يجهش بالبكاء والنواح، ويشكوك إلى الناس في مشارق الأرض ومغاربها، حتى يجعلك في أعينهم مجرماً مصاص دماء..!
يصفعك بقوة على أساس أنه يمزح، وبمجرد أن تتفاعل مع مزاحه وتصفعه صفعة خفيفة ينفجر باكياً حتى يغطي المخاط شفتيه..!
يذهب لينادي أباه وإخوته وأولاد عمه ليأخذوا بثأر طفلهم الباكي، يشير إليك وهو ممسك بخده والدموع تسيل والمخاط ينزل.. حالة كارثية. بينما أنت بادلته المزاح لا أكثر.
طيب يا مضربة مادمت تعرف أنك «بُكِّي» فلماذا تمزح؟
الأمير المدلل يريد أن يمزح مع الناس وفي نفس الوقت لا أحد يمزح معه، يعني ثقالة دم لا تقاس باللتر ولا بالجالون ولا بالبرميل.
هذه مشكلتنا مع دويلة الإمارات ومملكة الشر السعودية...
يقصفوننا منذ سبع سنوات بأخطر القنابل والصواريخ المحرمة دولياً، يدمرون المنازل والمدارس والمزارع والأسواق وكل شيء في بلادنا، وعندما يمسهم أبسط سوء ينفجرون بكاءً.
السعودية والإمارات أشبه بطفلتين مدللتين، وكل واحدة مدللة أكثر من الأخرى.
لم يبق أحد إلا وسمع بكاء السعودية بعد استهداف مطار أبها الدولي بطائرة مسيرة، والله شيء مثير للضحك.
صنعاء تُقصف في الليلة الواحدة بعشرات الغارات الإجرامية يا مدللين، ولم يسمعها أحد.
وأنتم أشغلتم العالم بكاء وشكاوى لأمريكا وأوروبا ومجلس الأمن و.. و.. و..، رغم أنها طائرة مسيرة واحدة.
الإمارات ذهبت لتبكي في أروقة فرنسا وأمريكا ودول أخرى، وباتت تستغيث بالجميع لإنقاذها من ضربات رجال اليمن.
أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومجلس الأمن والأمم المتحدة يستنكرون دفاع اليمنيين عن أنفسهم، بينما عيال زايد وبنو سعود يبكون في الزاوية كالأطفال.
والله لو أبادوا صنعاء عن بكرة أبيها لما علم أحد، وبمجرد أن تصيبهم طائرة مسيرة واحدة يبكون حتى يشحب صوتهم..!
أيها التحالف البُكِّي.. يا مضربة.. لماذا ترمي الناس بالحجارة وبيتك من زجاج؟
* نقلا عن : لا ميديا