أنا شخصياً لا يمكن أن أذكر اسم الشهيد القائد على لساني دون أن أسبقه بكلمة «سيدي»، يعني هكذا في سياق الحديث: قال سيدي حسين رضوان الله عليه كذا وكذا...
أقولها بكل فخر واعتزاز وتباهٍ، وإذا ذكرت الاسم المقدس بدون كلمة «سيدي»، فسأشعر أنني شخص مذنب وقليل أدب وجاحد وناكر للجميل و... و... اإلخ.
هناك فئة من الناس تافهة ومنحطة وغبية تلومني على كلمة «سيدي»، وتعتبر ذلك مظهراً من مظاهر التذلل والجهل والرجعية.
بكل رحابة صدر سأشرح الموضوع لكم أيها الأغبياء، ونظراً لكونكم تحملون حقداً أسود على أهل بيت النبوة؛ وتتخذون أعلام الهدى سخرياً؛ فسنتحدث عن الموضوع باللغة التي تفهمونها.
قبل كل شيء، اعلموا أن «سيدي حسين» ضحى بدمه وروحه وماله من أجلي برغم أنه لا يعرفني، من أجل أن أحيا حياة حرة كريمة عزيزة.
أنا واحد من أبناء الأمة العربية والإسلامية، وذلك الرجل ضحى بكل ما لديه في سبيل كرامة هذه الأمة، أي أنه قدم تلك التضحيات من أجلي وأجلكم يا حمقى.
«سيدي حسين» تخلى عن كرسي مجلس النواب وجلس على حجارة جرف مران، ثم حوصر في الجرف ومعه أطفاله ونساؤه لأيام وأيام، هكذا ظلوا عطشى وجوعى تحت قصف الدبابات والمدافع والطائرات بأنواعها.
كانت الدنيا مظلمة موحشة، فأضاءها لنا «سيدي حسين» بدمائه الطاهرة الزكية، وأخرجنا من الظلمات إلى النور.
«سيدي حسين» أعادنا إلى عبادة الله بعد أن كانت قلوبنا قد زاغت بفعل هجمات التضليل والتزييف.
«سيدي حسين» علَّمنا أن القرآن كتاب هداية، بعد أن كنا قد جردناه من قيمته وجعلناه أداة للتغني وتجميع الحسنات.
كنا نخاف رئيس الجمهورية أكثر من الله، أما أمريكا فكنا نرى مواجهتها أو استفزازها بكلمة انتحاراً حقيقياً، ثم علَّمنا «سيدي حسين» أن الخوف من سوى رب الأرباب شرك وكفر، وأن أمريكا مجرد قشة أمام جبروت ملك السماوات والأرض.
لولا «سيدي حسين» لكنا ضمن المرتمين في أحضان العدو الصهيوني، ولتخلينا عن القضية الفلسطينية كما فعل عربان الخليج وبقية العملاء.
لولاه لكان السفير الأمريكي اليوم يدوس على أنوفنا في صنعاء، بينما اليهود يتجولون داخل مساجدنا ومعالمنا الإسلامية المقدسة.
أنا أقول «سيدي حسين» باختياري وحريتي وإرادتي، إضافة إلى كوني حراً عزيزاً شامخاً لا تخيفني أمريكا ولا «إسرائيل» ولا كل القوى المتكبرة في الأرض، بينما أنتم صاغرون أذلاء مهانون أمام كل الطواغيت، ومستعدون لتقبيل أقدام أصغر مسؤول أمريكي أو حتى سعودي.
باختصار: «سيدي حسين» علمني أن أكون عبداً لله، بينما أنتم عبيد للكونجرس.
لهذه الأسباب أقول «سيدي حسين»، ولنفسها أقول «سيدي عبدالملك»، فهو النور الذي لم يشعرنا بغياب نور الشهيد القائد رضوان الله عليه.
عظم الله لنا الأجر في استشهادك يا «سيدي حسين»، وجزاك عنا وعن سائر المؤمنين خير جزاء، وحفظ الله «سيدي عبدالملك» روحي له الفداء.
* نقلا عن : لا ميديا