عبدالملك سام
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالملك سام
أبناء الأفاعي!
احذروا «البهلوانات»!
الرؤية واضحة ولكن...!
ماذا بعد رفح؟!
دماؤكم ليست رخيصة
موقف لأجل فلسطين
مطلب جذري واحد!
لا تخذل الحق فتُخذل!
الصماد مشروع تحرير واستقلال
حديث مع الجثث!

بحث

  
ملهم الثوار وقائد الأحرار
بقلم/ عبدالملك سام
نشر منذ: سنتين و 8 أشهر و 22 يوماً
الأربعاء 02 مارس - آذار 2022 07:32 م


يقول أمل دنقل: «وغدا سوف يولد من يلبس الدرع كاملة، يوقد النار شاملة، يطلب الثأر، يستولد الحق من أَضْلُع المستحيل». كلام يلخص الكثير عما كنا نعيشه -هنا في اليمن على الأقل- قبل أن نتغير. ضياع شخص يعتبر أمراً محزناً، أما أن تضيع أمة بأكملها فهذه فاجعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
أن أتكلم عن شخص استثنائي كالسيد حسين بدر الدين يعتبر مغامرة لمن لم يعش معه في تلك المرحلة الصعبة، ولكن مما يجعل الأمر ممكناً هو عندما نرى مشروعه قائماً بعد أن زالت أسباب الكبت ومحاولة التعتيم على سيرة هذا الرجل العظيم ومشروعه.
هناك سؤال يلح عليّ كلما فكرت أن أكتب عن السيد حسين، ألا وهو: ما هو الشيء الذي دفع السيد حسين للتحرك بهذه الفاعلية والقوة من بين الناس الذين حوله، رغم أن الظروف التي عاش فيها لا يمكن أن تكون مؤثرة بهذا القدر الذي أحدثه تحركه فيما بعد؟! لقد زرت مران ورأيت بساطة الناس هناك، وبصراحة لم أصدق حينها أن هذه المنطقة البسيطة (جداً) قد أنجبت رجالاً دقوا بأيديهم المتعبة باب أعتى وأشرس إمبراطورية عبر التاريخ!
كان السيد الشهيد مدهشاً بمنطقه البسيط. ولعل هذه البساطة التي كانت تلامس قلوب مستمعيه هي ما أرعب قلوب المجرمين؛ فهم أرادوا للأمة أن تظل خانعة مستكينة تعيش الضلال وتشكر الله عليه! لقد كان كلام السيد حسين صادقاً لدرجة أنه كان يصدم من يستمع إليه لدرجة أن السيد كان ينهي محاضرته دون أن يدرك الناس أنه انتهى فعلاً؛ فقد كان تأثيرها كبيراً رغم أنه لم يتكلم إلا بمنطق القرآن الذي كان يرتله معظمنا مئات المرات!
إنها قوة الحق، ومنطق الحق ببساطته وقوة معناه. وقد بذل السيد حسين كل جهده ليجعلنا نفكر بحرية ودون قيود، فقد استطاع الأعداء أن يغيروا طريقة تفكيرنا عبر قرون من المؤامرات والحروب الناعمة الخبيثة حتى قلبوا لنا الأمور، فبات الحق باطلاً والباطل حقاً، ولعقود رأينا أن الهوة كانت تتسع بين الآباء والأبناء، وضاعت الأخلاق شيئاً فشيئاً، وكنا نتحرك بطريقة لا تخدم إلا أعداءنا، بل لم نعد نعرف العدو من الصديق! وبمرور الأيام تزداد معاناتنا، وضياعنا، لذلك كان لابد أن نجد من يرشدنا بعد سنوات من البحث واليأس.
لو أردت أن أكتب عن الشهيد القائد لكنت في حاجة لعشرات المجلدات، ولا أرى أني لذلك كفؤ، ولكن يكفي الباحث منا أن يقرأ ما تركه لنا الشهيد من ملازم ليستطيع أن يصل للحقيقة بنفسه، وهي رغم قلتها إلا أنها استطاعت أن تلهم الملايين، وما تزال هذه الكلمات التي ألقاها الشهيد تتداول بين الناس وتغير حياة الآلاف كل يوم، وستظل تؤثر وتلهم المستضعفين إلى ما شاء الله. كيف لا وهي دروس من هدي القرآن الكريم الذي لا يُدرك قعره؟! تأملوها لتفهموا ماذا فقدت الأمة يوم أن تكالب الباطل ضد الشهيد القائد، وأنا متأكد أن من يقرأها لن يتجاوز اثنين: مهتدٍ وضال!
في الختام، عليك يا حسين العصر وعلى آبائك مني سلام. وفي ذكراك يا ملهم الثوار، يعجز الحرف عن أن يبوح بكل ما في الضمير من عرفان لك يا سيدي. وعذري منك أنني منذ عرفتك لم أعد أحد التائهين في الظلمات، ومع مرور الأيام يزداد الطريق وضوحاً ونحن نرى ما حدثتنا عنه يتجسد في هذا الزمن الذي نعيشه حقائق كما قلت. علمتنا كيف نكون أحراراً، وأن نغير واقعنا لنعيش كرماء، وها نحن قاب قوسين أو أدنى من تغيير وجه هذا العالم الذي تسلط عليه الظلم وازداد فيه عدد المظلومين. فالسلام عليك ما تعاقب الليل والنهار ورحمة الله وبركاته.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
مجاهد الصريمي
علموا الحق ولم يعرفوه
مجاهد الصريمي
هاشم أحمد شرف الدين
الأمة تريد إسقاط النظام العالمي
هاشم أحمد شرف الدين
حسين علي حازب
في ذكرى الشهيد القائد.. أليس في ذلك عظة وعبرة؟
حسين علي حازب
عبدالرحمن مراد
المشروعُ القرآني
عبدالرحمن مراد
محمد أبو نايف
عالمية الثورة والمسيرة
محمد أبو نايف
عبدالفتاح علي البنوس
المنظمات ومشاريع " البعسسة"
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد