|
قيم الشعب اليمني سلاح العالم لمواجهة إجرام الغرب..
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: سنتين و 8 أشهر و 6 أيام الجمعة 18 مارس - آذار 2022 07:12 م
إن تدمير الأخلاق والقيم هي الحرب التي يتنافس فيها الغرب وأمريكا وإسرائيل للسيطرة على حكم العالم، والتمسك بالأخلاق والقيم هو السلاح الذي يجعل كل شعوب ودول وأمم العالم توحد معركتها ضد الغرب الحقير، وضد اللقطاء على التاريخ والجغرافيا، إن الغرب – في جوهره – شيطاني إجرامي و حربي وقاس وعنيف، مع ذاته ومع غيره، اجلبوا تاريخه منذ تأسست روما إلى يومنا هذا، وانظروا فيه حقبة وراء حقبة، لتروا أصول البربرية كما أنزلت، ولتروا أصول الهمجية الإجرامية كما يريدها الشيطان نفسه، حروبهم بين بعضهم، حروبهم ضد غيرهم، حروبهم بالوكالة، روح الكيد و الحرب والثأر والغنيمة – قتلاً و دماراً وسلباً ونهباً وتزويراً وتضليلاً – هذه هي الموهبة والفطرة والغريزة الكامنة في أعماق الغرب، كانت هكذا، ومازالت هكذا، وسوف تبقى هكذا إلى إن يرث الله الأرض ومن عليها..
إذا تساءلنا عن السبب الذي جعل الروح الغربية الإجرامية تختفي فجأة من ذهنية الشعوب والأمم ..؟!!، أو كيف جملت هذه الروح الشيطانية نفسها خلال قرن واحد من الزمان..؟!!، السبب بسيط جدا، وهو أن جوهر الروح الإجرامية الغربية بقيادة (بريطانيا) وبتخطيط شياطين (الصهيونية) عمل على إخفاء روح القيم والأخلاق عند المجتمعات والشعوب والأمم الأخرى عمدا، عندما حشدت الدول الغربية نفسها وجيشوها لتدمير وقتل واحتلال الشعوب و الدول والأمم في أفريقيا وآسيا و الأمريكيتين وأستراليا بغزواتها الاستعمارية وصولا إلى الحرب العالمية الأولى، التي أبادت الشعوب الغربية نفسها، لهدف واحد ونتيجة واحدة هي إعلان وعد بلفور بولادة كيان العدو الصهيوني في فلسطين..
إن وعد بلفور ومنح اليهود دولة فلسطين العربية هي الصورة الأبرز لحقيقة الإجرام الغربي الذي احتاج لتغطية وجهه الشيطاني والإجرامي الذي زرعه في فلسطين، للقيام بحرب عالمية ثانية، قتلت واحتلت ونهبت وأهانت وجوعت وفككت وقسمت دول و شعوب العالم كله، لتأتي أمريكا لتقود العالم، وهي الدولة اللقيطة على التاريخ والجغرافيا، وماذا يعمل اللقيط غير تدمير الأخلاق والقيم و الأصالة، حتى يتساوى الجميع مع أخلاق اللقيط، منح الغرب اللقطاء الصهاينة والأمريكان دولا وجيوشا، ليغطي على جرائمه بقشرة رقيقة مما أبدعه شيطان الصهيونية من تضليل وزيف الديمقراطية والدساتير والعلوم والفلسفة والمزيكا والفنون والأدب والقانون، مجرد قشرة تضليلية تسقط في ثوان عندما تستيقظ روح الإجرام و العدوان الكامنة من مرقدها الغربي، المطمئن بنومه العميق في حضن الصهيونية العالمية..
وحتى لا أطيل، لست أبالغ إطلاقا عندما أقول إن ثبات وصمود وتحدي قيم وأخلاق الشعب اليمني أمام آلة الحرب والعدوان والحصار العالمي على اليمن الذي خطط له ويقوده ويدعمه ويسلحه الغرب وأمريكا وإسرائيل، وتنفذه أدواتهم وأحذيتهم السعودية والإماراتية، أخلاق وقيم الشعب اليمني التي رفضت الذل والهوان والتبعية والارتهان أكدت للعالم ولشعوب وأمم الكرة الأرضية ولمدة سبعة أعوام متتالية، أن التمسك بالأخلاق الفاضلة وقيم الكرامة والعزة هو التحدي الأكبر الذي يواجه جميع الأمم، ليس الآن فقط، وإنما عبر التاريخ الإنساني كله، منذ خلق الله عز وجل آدم حتى الآن، وسيستمر الأمر حتى قيام الساعة، ذلك أنه بدون الأخلاق والقيم تنهار دول وشعوب وممالك وإمبراطوريات..
لا قوة السلاح والعتاد ولا قوة الاقتصاد ولا أي معيار آخر ممكن أن يبقي على أمة إذا انهارت أخلاق شعبها أو السواد الأعظم منهم، وقبل البقية الباقية بهذا الانهيار الأخلاقي ووقفوا متفرجين، لهذا انتصرت مسيرة الشعب اليمني القرآنية وخلال سبعة أعوام أكدت لكافة شعوب العالم أن الأخلاق والقيم الأصيلة للإنسان السوي ليست المسؤولة فقط عن بقاء الأمم والشعوب، بل إنها في الأصل، أساس الرسالة المحمدية، التي قال فيها النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، أكد الشعب اليمني للعالم ما كان الغرب يريد إخفائه وهو أن الإسلام ليس مجرد سلوك يعتاده المسلم، وإنما هو قانون رسمي يؤكد على أن الأخلاق والقيم هي من تمنح العزة والكرامة والنجاح للأمم والشعوب، وهي من تعطيها حق الانتصار على الإجرام الغربي اليوم.. |
|
|