أشرنا في هذه الزاوية اكثر من مرة الى ان امريكا والسعودية واسرائيل لم يعد يهمهم تحقيق نصر في اليمن يحفظ لهم ماء الوجه ولايهمهم الحاق الهزيمة بهم وهي واردة بقدر مايهمهم الحؤول دون تشكل المشهدالسياسي الجديد الذي سيكون بخلاف ماكانوا يخططون له ويجعلون منه منطلقا لتحقيق الشرق الاوسط الكبير وكانوا يعدون له منذ مايقارب العقدين معتقدين بان سقوط اليمن في ايديهم سيسهل عليهم تنفيذ هذا المخطط الخطير ومن ثم احتلال المنطقة بالكامل وتقسيمها الى كانتونات بسهل التحكم فيها واخضاع شعوبها لارادتهم ..
لكن كانت المفاجاة الكبرى والذي جعلتهم لايستوعبونها حتى اللحظة هي في تصدي الشعب اليمني ممثلا في جيشه ولجانه الشعبية لعدوانهم الظالم وافشال مخططهم الجهنمي وهو مالم يتوقعونه ابدا وربما لم يحسبوا حسابه في خططهم.. ورغم مرور اكثر من عامين على عدوانهم الذي استخدموا خلاله كلما انتجته مصانعهم من اسلحة حديثة بمافيها تلك المحرمة دوليا الا ان شجاعة المقاتل اليمني بامكانياته البسيطة استطاعت ان تقلب المعادلة وتربك تحالف العدوان الذي يئس تماما من تحقيق مكاسب تذكر تعيد له توازنه وزمام المبادرة وهو ماجعل النظام السعودي يستنجد بالرئيس الامريكي دونالد ترامب ليرأس قمة في الرياض في 21من شهر مايو الحالي دعي اليها 17دولة عربية واسلامية للمشاركة فيها ولايستبعد مشاركة دولة الكيان الصهيوني لتكتمل بذلك حلقة التآمر على اليمن..
ولاشك ان اهم ماستناقشه هذه القمة وتجعله اولوية بالنسبة لها هو وقوف الشعب اليمني في وجه العدوان الامريكي السعودي الصهيوني على اليمن والصمود الأسطوري امام بربريته ووحشيته وارهابه والتصدي له وكيف استطاع مواجهته بايمان الصابرين المحتسبين والمتوكلين على الله يتصدرهم ابناء الجيش واللجان الشعبية الميامين الابطال الذين بامكانياتهم المحدودة وقدرتهم التسليحية البسيطة المقرونة بالشجاعة والوعي والارادة المستمدة من عدالة قضية شعبهم في ان يعيش حرا مستقلا عزيزا وكريما على ارض وطنه استطاعوا ليس فقط افشال هذا العدوان الغاشم والغادر فحسب وانما الحاق الهزائم النكراء بآلة حربه الضخمة بكل تقنياتها الحديثة والمتطورة وتحالفاته الاقليمية والدولية وحشود الخونة والعملاء والمرتزقة الذين باعوا انفسهم ودينهم ووطنهم وامتهم لامبراطورية الشر امريكا ومملكة قرن الشيطان التكفيرية راعية الارهاب نظير اموال البترودولار المدنسة وأوهام طموحات وتطلعات غير مشروعة سقطت جميعها تحت اقدام الصناديد رجال الرجال من ابناء وطن الحضارة الاول ومصدر الحكمة والايمان .
ان صمود اليمانيين للعام الثالث على التوالي وهي فترة زمنية طويلة قضوا ساعات ايامها ولياليها تحت قصف صواريخ وقنابل وقذائف العدوان الذكية والغبية وادواته الاجرامية التي حولته الى عدوان ليس ضد اليمن بل ضد الانسانية في ظل حصار جائر وظالم هو بحد ذاته نصر.. فكيف برجال الرجال وهم يحققون الانتصارات العظيمة على امتداد جبهات المواجهة والقتال في الداخل وفيما وراء الحدود ..انه انتصار اسطوري ملحمي غير مسبوق مثبتين ان الايمان وقوة الحق هو من ينتصر على قوة الباطل مهما كان تفوقه العسكري وعدته وعتاده التي لامجال للمقارنة بها .. ولا نعتقد ان قمة الرياض المرتقبة ستخرج بجديد ينقذ النظام السعودي من المستنقع الذي اوقع نفسه فيه وانما سيزداد ابتزازه من قبل سيدته امريكا ونهب امواله بينما هو سيظل يدور في متاهة لانهاية لها قد تؤدي حتما الى سقوطه لترتاح الامتين العربية والاسلامية من الفتن التي يصدرها الى شعوبها بامواله المدنسة .