قال الرئيس الأمريكي المخلوع دونالد ترامب: لولا الحماية الأمريكية لكانت السعودية في خبر كان ، واليوم نقول : لولا الحماية الأمريكية لكانت إسرائيل في خبر كان ، بديهيات واضحة وجلية ولا تحتاج إلى أدلة وبراهين وشهود إثبات ، فلولا أمريكا لم تجرأ بن سلمان على شن العدوان على بلادنا ، ولما أقدم على فرض الحصار الخانق على أبناء شعبنا منذ ما يزيد على سبع سنوات ، ولولا أمريكا لما كان هنالك أي أثر للكيان الصهيوني ، فأمريكا هي الشيطان الأكبر، ورأس الكفر، وعدوة الشعوب، وراعية الإرهاب والإجرام ، ومصدر كل الشرور في العالم ، هي من عملت وتعمل على فرعنة كيان العدو الإسرائيلي، وهي من توفر له الغطاء السياسي والدولي لممارسة جرائمه وانتهاكاته الصارخة لكل القوانين والقرارات والمواثيق الدولية ، وهي من توفر له الحماية لانتهاك سيادة الدول والاعتداء عليها كما هو حاصل في سوريا ولبنان واليمن والعراق والسودان وغيرها من الدول العربية .
الإدارة الأمريكية بقطبيها الجمهوري والديمقراطي تعمل من أجل إسرائيل وتسعى جاهدة لتأمينها وفرض كافة أشكال الحماية من أجلها ، الفيتو الأمريكي دائما ما يكون حاضرا لمنع أي قرار أممي يدينها ، والضغوطات الأمريكية المكثفة تمارس عندما يتعلق الأمر بهذا الكيان الغاصب ، ترامب اعترف بالقدس عاصمة لهذا الكيان ، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس ، وأعلن عن صفقة القرن وأجبر قادة الخليج على التطبيع مع هذا الكيان والاعتراف به كدولة والدخول معه في اتفاقيات ومعاهدات ومناورات وعلاقات وزيارات وتبادل فتح سفارات وتسيير الرحلات وافتتاح المشاريع والاستثمارات ، وها هو جون بايدن يواصل ذات المسار وذات السياسة التي عليها ترامب تجاه الكيان الصهيوني .
حيث كشف وزير حرب كيان العدو الصهيوني ( بيني غانتس ) عن ما أسماه التحالف الدفاعي الجوي للشرق الأوسط والذي تشارك فيه أمريكا وبريطانيا وعدد من الدول الإقليمية بالإضافة إلى الدول الخليجية ومصر والمغرب والأردن ، مشيرا إلى أن جولة الرئيس الأمريكي جون بايدن في الشرق الأوسط والتي يبدأها بزيارة السعودية تهدف في المقام الأول لتأسيس هذا التحالف والإعلان عنه ودعمه ، من أجل تحقيق الهدف الأسمى له وهو حماية الكيان الصهيوني في المقام الأول ، ومن ثم تأمين الدول والأنظمة المشاركة فيه وضمان ديمومتها على عروش السلطة وسدة الحكم في بلدانها ، والمضي قدما في تمرير صفقة القرن التي تمثل المؤامرة الكبرى على القضية الفلسطينية وثوابتها الرئيسية التي تمثل لب القضية المصيرية لكل العرب والمسلمين الأحرار الشرفاء على امتداد العالم .
بالمختصر المفيد، التحالف الجديد الذي تسعى أمريكا لتأسيسه في الشرق الأوسط هو تحالف ضد إيران ودول محور المقاومة المعادية للكيان الصهيوني ، والمتمسكة بخيار المقاومة من أجل تحرير فلسطين المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، الدولة التي تضم كل أبناء فلسطين في الداخل والخارج ، يستعدون إيران ويوجهون بوصلة العداء نحوها ، ويعملون على تجميل وتحسين صورة الكيان الصهيوني الذي يمثل العدو والخطر والتهديد الحقيقي لدول وشعوب المنطقة كما أخبرنا بذلك المولى عز وجل في القرآن الكريم ، يقدمون كيان العدو الإسرائيلي حمامة سلام وحملاً وديعاً والضحية ، ولا يجدون أي حرج في شيطنة حركات المقاومة ووسمها بالإرهاب والتطرف وتقديمها على أنها الجلاد ؛ هكذا بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء ، غير مدركين أن مصير تحالفهم القادم سيكون مشابها لتحالفاتهم السابقة ، وهو الفشل ، فلا تفريط في القضية الفلسطينية، ولا مساومة على الثوابت والمبادئ التي عليها دول محور المقاومة وكل الأحرار في العالم تجاه كيان العدو الإسرائيلي مهما بلغت التضحيات .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.