الإجرام والتوحش من السمات التي رافقت عصابة آل سعود منذ تأسيس ما يسمى بالمملكة العربية السعودية على يد المؤسس الهالك عبدالعزيز آل سعود ، النزعة الدموية الإجرامية المتوحشة كانت ديدنهم وخصوصا تجاه اليمن واليمنيين ، فالعدوان السعودي على بلادنا كما يرى الدكتور حمود عبدالله الأهنومي بدأ في الأول من يوليو من العام 1923م الموافق 17 ذي القعدة 1341هـ عندما أقدمت عصابات الإجرام التابعة لعبدالعزيز آل سعود على قتل أكثر من 3000 آلاف حاج يمني كانوا في طريقهم لأداء مناسك الحج في منطقة تنومة التابعة لعسير السعودية أثناء استعدادهم تناول طعام الغداء ، حيث أجهز القتلة على الحجاج وشرعوا في قتلهم بالرصاص والذبح في مشهد دموي ومذبحة وحشية غير مسبوقة .
قافلة تضم حجاج بيت الله الحرام من أبناء يمن الحكمة والإيمان ، خرجوا من بيوتهم قاصدين بيت الله الحرام سيرا على الأقدام لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام يحملون معهم الزاد والراحلة ، قلوبهم مشتاقة لبيت الله الحرام وزيارة الروضة الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم ، في أمان الله والشوق يشدهم نحو البيت العتيق ، وإذا بمليشيات الإجرام والتوحش الداعشية السعودية تباغتهم وتهاجمهم وتفتك بهم ، فصل أولئك المجرمون رؤوس قرابة 900 حاج عن أجسادهم في محاكاة لما تقوم به عناصر داعش والقاعدة اللتين تمثلان امتدادا لنفس المدرسة والفكر والمنهج والعقيدة ، لم يراعوا حرمة النفس المسلمة ولم يحترموا جموع الحجيج وهم بملابس الإحرام يمنون أنفسهم بأداء فريضة الحج ، ولم يستشعروا فداحة ما هم بصدد القيام به ، فبعد أن قدموا التطمينات للإمام يحيى بتأمين طريق الحجاج وعدم وجود ما يستدعي الخوف عليهم أو القلق بشأنهم ؛ فجروا وغدروا ومكروا بالحجاج وارتكبوا مجزرة تنومة التي ستظل وصمة عار في حق هذه العصابة الإجرامية المتوحشة التي وضعتها الاستخبارات البريطانية للنخر في جسد الأمة العربية وضرب الإسلام والمسلمين من الداخل من خلال الوهابية النجدية التي عملت على تشويه صورة الإسلام والمسلمين على امتداد العالم .
عمل آل سعود على تغييب هذه الجريمة ، كما عملوا على تغييب الكثير من الجرائم التي ارتكبوها في حق الكثير من الأحرار من مختلف الدول العربية وفي مقدمتهم أحرار بلاد نجد والحجاز ، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك رغم الأموال التي ضخوها ، فها هي مجزرة تنومة بعد ٢٠١عام تنكشف تفاصيلها وتنشر كل ملابساتها ويطلع العالم على وحشيتهم وإجرامهم وحقيقتهم ، ولذلك لا غرابة إزاء ما يرتكبه آل سعود منذ أكثر من سبع سنوات من جرائم ومذابح في حق اليمن واليمنيين .
لا غرابة في عدوانهم الوحشي وحصارهم الإجرامي ونزعتهم العدائية تجاه اليمن واليمنيين ، فالإجرام والتوحش والكراهية والحقد تجاه اليمن واليمنيين ورثوه من جدهم الهالك عبدالعزيز ، مذبحة تنومة بحق الحجاج كانت البداية وتواصل الإجرام السعودي تباعا حتى اليوم ، لم نشعر معهم بحق الجوار ، ولم يتعاملوا معنا بحق الإخاء ، ولكنهم أظهروا الحقد والكره والغل ومارسوا في حقنا صنوف الإذلال والإستعباد ، وبلغت بهم الجرأة للحد الذي فرضوا فيه الوصاية على القرار اليمني ، وأخضعونا للتبعية السعودية ، وحولوا اليمن إلى حديقة خلفية لهم ، وباتت سفارتهم مصدر القرار اليمني. وبات سفيرهم هو الحاكم بأمره في البلاد ، إلى أن قامت ثورة 21 سبتمبر في العام 2014م لتقطع أيادي السعودية وتسقط أذنابها وأذرعها في الداخل اليمني ، وتنهي حقبة الوصاية والتبعية وتضع نهاية للتدخلات السعودية السافرة في الشؤون الداخلية اليمنية .
مجزرة تنومة مفتتح العدوان على اليمن واليمنيين ، وسلسلة الجرائم التي ارتكبها آل سعود في حق أبناء شعبنا طيلة ما مضى من سنوات العدوان والحصار وحتى اليوم ؛ شاهد إثبات على وحشيتهم وصلفهم وإجرامهم ودمويتهم، وهي جرائم ستظل محفورة في ذاكرة كل اليمنيين ولن تسقط بالتقادم، ولن يفلت آل سعود من العقاب في الدنيا قبل الآخرة ، لن تمر كل تلكم الجرائم مرور الكرام وسينتصر الله عز وجل لكل الضحايا الذين سقطوا على أيديهم ، إذا خذلتنا عدالة الأرض في الدنيا فلن تخذلنا عدالة السماء في الدنيا والآخرة ، وسيقتص الله من آل سعود وسيرينا فيهم عجائب قدرته وعظيم سلطانه .