أبصرتُ طه فيك والكرارا
والأشتر النخعيَّ والمختارا
أبصرت فيك حسينَ منتصراً دماً
ومهنداً ومسيرةً وشعارا
أبصرت فيك نضال كل مناضل
حرٍّ من "اسْبَارْتَا" إلى "جيفارا"
أبصرتُ أحراراً بلا حصرٍ وما
أمعنتُ إلا زِدْتَنِي أحرارا
أبصرتُ فيك الـ"لاء" لا مَيّادةً
رَهَباً ولا هيُابةً إضمارا
"لاءٌ" تَكاثفتِ الكرامةُ ثورةً
فيها وضوّأَ فِكْرُها مضمارا
وصَلَتْ يمينُك من خوالي حلمنا
زمناً تقَطَّع يَمْنةً ويسارا
واستنهضت زخَمَ الكفاح مسيرةً
كبرى ووحّدَت الشتاتَ مسارا
والعدل دون البندقية أبترٌ
تَهْمِي السحائبُ حين تقدح نارا
* * *
أخشى عليك وأنت بدرُ زماننا
ليلاً تسربل حقدُه أقمارا
أخشى عليك صحابةً أسلافُهم
قتلوا بـ"سيف محمدٍ" عمّارا
أخشى محبةَ شيعةٍ كوفيةٍ
باسم الذبيح تُعانق الجزّارا
وَعَدُوْه ألّا يخذلوه مجدداً
لكنهم خذلوا الحسين مرارا
إن قام فيهم ثائراً قعدوا فإن
ظَفِرَ العدو به أقاموا "زَارَا"
يخشونه حرباً على أهوائهم
ويغازلون بحبِّه الأوطارا
كم واعدوه وحين أشرق ثورةً
خَلَفُوه والتحفوا الظلام ستارا
كم ناشدوه وحين لبّى قابَلوا
إقباله يوم الندى إدبارا
كم بايعوه على الكريهةِ لَاْمَةً
وبِدِرهَمٍ باعوا الهدى أطمارا
* * *
أبكي الحسين للؤم نادبه ولا
أبكيه أنْ لَقِيَ الردى كرّارا
أَبْغَى من الشِّمْرِ اللعين مَعَاشرٌ
شَهَرُوا الحسين وأغمدوا أشمارا
أَدْمَى من النصل الذي احتزُّوا به
رأسَ الحسين، يدٌ نَضَتْه مزارا
أرنو إلى جمع الحسين فلا أرى
فيهم حواريين أو أنصارا
أَوْفَى حواريِّيه إمّا استشهدوا
أو صدّهم عن بابه من جارا
* * *
لا تُوْلِ أمرك لـ"الحريص" فإنه
يُبدِي القيودَ لمعصميك سِوارا
يصفو لِذِي الشّنَآن غير محاذرٍ
إلا الأحبةَ -فيك- والأخيارا
ويدير شُحَّ شِماله بيمين من
أجرى السخاء، ويحبس استئثارا
ورَعٌ يَغيظ المؤمنين به على
جشعٍ وفحشٍ يعجب الكُفّارا
* * *
بين الظِّماء وبين مُزْنك سيدي
بيْدٌ، فجاوزها وغِثْ مدرارا
بين الحضيض وبين كفّك أذرُعٌ
شَهَرَتْ تواضعَ روحك استكبارا
بين العباد وبين عدلك كفّةٌ
عدَلَتْ تُنيب القاسطَ الختَّارا
فالخلق تفتقد البدورَ إذا الدجى
أدجى ونفتقد البدورَ نهارا.
* نقلا عن : لا ميديا