السياسة تجعل من أخيك الشقيق عدواً لدوداً لتصطاد به فريستك أو عدوك.. وما يحدث اليوم بين دويلة قطر وبين السعودية ومصر والإمارات والبحرين من هجوم إعلامي وسحب سفارات وممثلين دبلوماسيين بين البلدين يبدو وللوهلة الأولى أن من وراء هذا التراشق أهداف استراتيجية وسياسية تسعى إلى تحقيقها.
والمتابع للسيرة الذاتية لتحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والدول المشاركة فيه سيقول أن هذا الخلاف الذي طفى على السطح ما هو إلا في إطار الاستراتيجية العدوانية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية في عدوانها على اليمن وتستخدم السعودية وحلفاءها في تحالف العدوان لتنفيذه على الشعب اليمني..
فكل معركة أو جبهة تفتحها على الشعب اليمني يسبقها تهيئة أو لفت أنظار إلى مسار آخر.. فكثير من المعارك التي فتحت كانت تسبقها فتح مفاوضات أو مشاورات سواء في جنيف أو الكويت والتي باءت جميعها بالفشل ولحقها جميعها ارتكاب عدد من المجازر وتدمير البنى التحتية خصوصا في مارب وتعز والساحل الغربي وباب المندب وغيرها.
اليوم تريد أمريكا والسعودية تطويق الخناق أكثر على الشعب اليمني ورفع نسبة الحصار البري والبحري والجوي المفروض على الشعب اليمني منذ اليوم الأول من العدوان في الـ26 من مارس 2015م بفتح جبهة مواجهة جديدة على الحديدة بهدف السيطرة على ميناء الحديدة الذي يعتبر الشريان الرئيسي لدخول المواد الغذائية والسلعية والمشتقات النفطية..
ومن البديهي إذا ما بدأ تحالف العدوان استهدافه للحديدة ستكون ردت فعل المجتمع الدولي ساخطة ورافضة لهذا التوجه.. لكن مع وجود الخلاف القطري-السعودي إذا صح التعبير ستتوجه جميع الأنظار إلى نتائج هذا الخلاف وإلى ما سيؤول إليه.. وستغيب قضية أكثر من 24 مليون نسمة من قائمة أولويات اهتماماتهم وبالتالي سيكون المجال مفتوحاً لمحاولة السيطرة على الحديدة متى ما شاءوا وكيف ما أرادوا وبأي طريقة يرونها مناسبة.. وطبعا الغطاء الجوي هو سيد الموقف في جميع معاركهم ومواجهاتهم.
هي رسالة للمجتمع الدولي أن ينظروا إلى الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني باهتمام.. وأن يحللوا المشهد السياسي الخليجي العربي الأمريكي تحليلا منطقياً حتى لا تراق الدماء أكثر ويستمر استهداف أطفال ونساء اليمن من قبل طيران وصواريخ وبوارج تحالف العدوان على اليمن.