بالله عليكم، تستهويهم فكرة إنشاء وإقامة حلف (ناتو) شرق أوسطي ولم تستهوهم يوماً فكرة تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك رغم مضى أكثر من 72 عاماً على توقيعهم لها!
وهكذا هم عرب هذا العصر دائماً!
يهرعون للتحالف مع الأجنبي لقتال أخيهم العربي أَو المسلم ولا يطيقون تحالفاً مع أخيهم العربي أَو المسلم لقتال أجنبي غازٍ أَو محتلّ!
أخبروني.. ما حاجتكم اليوم بحلف (ناتو) شرق أوسطي إذَا كنتم لن تحاربوا إسرائيل وتنتصروا لفلسطين؟!
ما حاجتكم به إذَا كان من المتفق عليه أن تكون إسرائيل عضواً مؤسّساً وفاعلاً فيه؟!
ومن ستحاربون أصلاً؟
إيران مثلاً؟
أم دول المغرب العربي؟
أم يا تُرى دول المشرق الإسلامي؟
غير هؤلاء من؟!
أُورُوبا وأمريكا مثلاً؟!
لا أعتقد ذلك!
فقد علمت الدنيا كلها أن هؤلاء القوم لو انتعلوكم واحداً واحداً أَو رفسوا رؤوسكم (بالجزمات)، فلن تحاربوهم أَو تتجرأوا على التفكير في ذلك!
إذن فهي إيران!
يريدون أن يحاربوها، ولكن بمن؟
بكم أنتم!
يعني يريدونكم أن تكونوا فقط (وقوداً) لهذه المعركة كما كنتم (وقوداً) من قبل لمعارك مماثلة كثيرة – الثورة العربية الكبرى أنموذجاً!
فهل سمعتم عن الثورة العربية الكبرى؟
وهل تتذكرون ما فعله البريطانيون يومها بالعرب؟
وكيف أنهم استخدموهم وجعلوا منهم -وتحت هذا العنوان وهذه اليافطة- وقوداً لحربهم ودول الحلفاء على الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
فما الذي حدث بعد ذلك؟
انتهت الحرب وانتصر البريطانيون وحلفاؤهم وسقطت الدولةُ العثمانيةُ وهجعت الثورة وانتهى الحالُ بالعرب إلى كمائن (سايكس-بيكو) وشباك (بلفور)!
أليس هذا ما حدث بالضبط؟
ها هم اليوم يكرّرون معكم نفس السيناريو ولكن هذه المرة تحت عنوان ويافطة أُخرى تقول:
حلف (ناتو) شرق أوسطي؟
أو هكذا أعتقد.
فإن هم عزموا على محاربة إيران فعلاً!
فما عليكم يا عرب إلا أن تتصدوا لها أَو أن تقفوا حائلين بينها وبين إسرائيل لتنتصر أمريكا وإسرائيل في الأخير وتدفعون أنتم الثمن!
ويعلم الله وحده في الحقيقة أي (سايكس – بيكو) وأي (بلفور) قد أعدوا وخبأوهم لكم!
أو هكذا يخططون!
طيب..
فماذا إن لم يحاربوا إيران؟
إن لم يحاربوها، ولا أظنهم سيفعلون، فهذا لا يعني سوى أمر واحد فقط هو أن الهدف من وراء تشكيل وإنشاء هذا الحلف إنما يأتي في إطار النية المبيّتة لديهم في الإبقاء على إيران (بعبعاً) في المنطقة مع استكمال ضمان وتعزيز أمن إسرائيل طبعاً وكذلك إتمام عملية (التطبيع) معها وإدماجها بالمحيط!
وأما العرب..
فكما تعلمون: الساعة بخمسة جنيه.. والحسّابة بتحسب، أَو كما قال الكوميديان عادل إمام في أحد أفلامه ذات يوم!
قللك حلف (ناتو)..
قلك شرق أوسطي.. قال!