|
«محور الاعتدال الصهيو – عربي»
بقلم/ هشام الهبيشان
نشر منذ: سنتين و 4 أشهر و 23 يوماً الأربعاء 29 يونيو-حزيران 2022 06:15 م
يؤكد الخبراء الصهاينة، أنه خلف الكواليس يستتر تعاون أمني واسع بين ما أسموه «محور الاعتدال العربي» والكيان الصهيوني، وهو آخذ بالتطور، ففي السنوات الأخيرة – حدّ وصفهم -بدأت منظومة علاقات حميمة جداً «مع بعض الأنظمة في المنطقة وخصوصاً مع بعض دول الخليج وغيرها من الدول، لأنّ هوية المصالح متشابهة، فمضمون مسار هذه العلاقات -كما وصفها أحد الخبراء الصهاينة- يتلخص بالآتي، حسب قوله: «اليوم للعلاقات شكل معيّن… بمعنى آخر هم يجلسون معنا في غرف مغلقة ويتصافحون ويتفقون على كلّ شيء، لكن هذه الدول تقول إذا كنتم تريدون أن تكون هذه العلاقات اكثر علنية عليكم أن تظهروا كأنكم تحاولون حلّ الصراع مع الفلسطينيين .
وتزامناً ،تؤكد وسائل الإعلام الإقليمية والدولية على حجم الزيارات المتبادلة بين مسؤولي الكيان الصهيوني ومسؤولي «محور الاعتدال العربي»، حسبما تتحدّث معظم وسائل الإعلام، وتأتي هذه الزيارات في وقت يتحدّث فيه بعض المحللين العرب الخليجيين والكثير من الخبراء الصهاينة، «عن ضرورة توحيد ورص الصفوف بين تل أبيب والمحور»، في وقت زاد فيه بشكل متسارع تطوّر العلاقة بين «محور الاعتدال العربي» والكيان الصهيوني، وهنا يعلق أحد الخبراء الصهاينة حول تطور هذه العلاقات بين الكيان الصهيوني والمحور على وجه التحديد في مقال له بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية ، إنه «في المحصلة العامة، المعركة في سورية واليمن هي فصل آخر من فصول الصراع بين إيران، والمحور الناشئ كجزء من المصلحة المشتركة القائمة بين دول عربية وإسرائيل في كبح الهيمنة الإيرانية على الشرق الأوسط»، ويكمل أنّ «على إسرائيل أن تساعد حلفاءها، ولكن ليس فقط عن طريق إرسال الجنود لدعم حلفائها في «محور الاعتدال العربي»، بل عن طريق بناء رؤى مشتركة تخدم الجميع.
وفي ما يخصّ الملف اليمني يجمع معظم المحللين الصهاينة على وجوب التقاء المصالح الصهيونية مع مصالح النظام السعودي لالتقائها مع بعضها في الملف اليمني، ويعلق هنا أحد الخبراء الصهاينة في تقرير له بـصحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية بالقول : ومن مرتكز أنّ السعودية ودولاً أخرى من بينها إسرائيل قلقة من أنّ أنصار الله والجيش اليمني يهدّدون المضيق القريب باب المندب ، والذي يُعتبر البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، عرض المضيق في جزئه الأضيق يبلغ حوالي 27 كم ، ففي معارك حرب أكتوبر 1973م أغلقت مصر المضيق في وجه الملاحة الإسرائيلية، واليوم إسرائيل قد تعمل سوياً مع السعودية من أجل تأمين الملاحة لمصر وإسرائيل عبر باب المندب، وعلى ضوء الحساسية في العالم العربي، بما في ذلك مصر، تجاه إسرائيل، فكلّ ما يتعلق بتدخلها العسكري ومساهمتها في تأمين الملاحة في باب المندب يجب أن يجري في الخفاء، على حدّ تعبيرهم.
اليوم بدأت تتبلور لدى صناع القرار في الكيان الصهيوني معالم المرحلة المقبلة في المنطقة، فإسرائيل -كما يقولون- لديها اتفاقات سلام مع مصر والأردن، أما العراق وسوريا فإنهما تشهدان عمليات تفكك متقدّمة -كما يتحدّثون- مع أنّ الواقع غير ذلك بالمطلق، وخصوصاً في سوريا، بالنسبة السعودية طبعاً لن تتوجه ضدّ إسرائيل، بل على العكس في السنوات الأخيرة تمّ نشر سلسلة من الأخبار حول تفاهمات عقدت بين الدولتين ضدّ إيران، من بين الكثير من الأمور، وجرى الحديث عن ممرّ جوي سعودي لهجومٍ إسرائيلي محتمل ضدّ مواقع إيران النووية.
ختاماً، إنّ حديث خبراء وجنرالات وساسة الكيان الصهيوني عن تطوّر العلاقات بينهم وبين بعض أنظمة محور الاعتدال العربي، لم يعد يأخذ منحى عابراً، بل أصبحت علاقة يرعاها السيد الأمريكي بين الكيان الصهيوني وهذه الأنظمة، وهذا ما يوحي بتطورات ومشاريع خطيرة ستعيشها المنطقة العربية وشعوبها في المقبل من الأيام.
كاتب صحفي أردني |
|
|