تبدلٌ في المواقف والولاءات، وتغيرٌ في اتجاه رياح العاصفة الهوجاء حتى باتت تعصف بحلفائها وتنثر الغبار على رؤوس أصحابها وفي أعينهم..
لم تنفعها كل خدماتها وجهودها الجبارة ولم تشفع لها بشيء حين أذن مؤذنٌ أن الأيام دول وأن الجزاء من جنس العمل وأنه ليس ببعيد من أقرب قريب ولن يكون بعيداً حتى ممن يحسبونه بعيداً.!
تلك هي قطر وتلكُمُ هي قناة الجزيرة، التي هوت وتخلت عن كل معاني القيم والمهنية وحتى الإنسانية إلى أسفل سافلين، وسخرت نفسها بكل ما أوتيت لتزييف الحقائق ودعم البغي والظلم والمتاجرة بدماء الأبرياء والرقص على الأشلاء. لكن هيهات هيهات فمالها من صرخاتهم ولعناتهم اليوم من مناص.!
لم يكن الانقلاب على قطر صعباً ولا مستحيلاً.. ولم نزل في صدمة الدهشة مما نرى ونسمع حتى توالت الأحداث سِراعاً، لتقول لنا هكذا قضت أمريكا..و عند عبيدها كان أمرها مقضياً..
هل هي مسرحية أم حقيقة؟
لا يهم
هل سترضى عنها أم ستظل ساخطةً عليها؟ أيضاً لا يهم..
ما يهم أن هذا هو مصير الأذيال والعملاء كل العملاء، وليس فيهم رأس ولا ذنب كما قد يوهم الحمقى أنفسهم، فكلهم في عين أمريكا سواء.. لكن لمّا يأتي دورهم..
فجميعهم مجرد أحذية كما تم انتعالها لغرض ما، فلا بد أنه سيتم رميها في يومٍ ما أيضاً.!
تُرى..هل هذا المشهد بعيد عن الإخوان، أعني إخوان اليمن من ارتهنوا للأعداء وباعوا أنفسهم بأبخس ثمن!
وإذا تحدثنا عن مستوى الانحطاط والبشاعة فلن يفوقهم أحدٌ فيه عبر الزمن.!
في البداية سرعة مذهلة في الانخراط في صفوف العدوان وتأييده بكل أنواع ووسائل التأييد قولاً وفعلاً وعملاً وتشجيعاً ودعماً من الإعلان الرسمي للتأييد إلى التشجيع والتصفيق إلى القتال ضد الوطن وأبنائه في كل الجبهات إلى الشرائح والإحداثيات وإلى إثارة البلابل والمشكلات وزرع الفتن والمحن والنكبات وإلى ما إلى ذلك.!
وكما أسرعوا في خيانة وطنهم وأبنائه وطعنوه في قلبه فقد كانوا أسرع في إعلان التخلي عن قطر أو التبرئ منها..فما أجبنهم وما أعجبهم!
وها هي السعودية قد بدأت تعلن عن تخليها عنهم شيئاً فشيئا وتقلب الدائرة عليهم ولن يكونوا أعز عليها هي وربيبتها أمريكا من غيرهم، وستتخلى عنهم ذات يوم مهما طال الوقت أو قصر ولعله يكون قريبا..
وحينها سيجدون أنفسهم لوحدهم قد أوصدت الأبواب في وجوههم من كل جانب، وقد انقلب الأصدقاء أعداء وقد ضاقت عليهم الأرض كما ضاقت من وجودهم السماء!
وربما سيتم ملاحقتهم من قبل أمريكا وعبيدها كإرهابيين ولن يجدوا لهم مفر لا عن الشمال ولا عن اليمين!
لكن المنافقون لن يعجزوا وستذكرون ما أقوله لكم أيها اليمنيون، حينها سترونهم يسارعون هذه المرة، لكن ليس كأول مرة وبسرعة ليست كأي سرعة، ليتذكروا فجأة! ويقولون لكم نحن يمنيون وهم من كانوا قد انسلخوا من يمنيتهم ومن كل مبادئ هذا الدين! ويقولون نحن ضد العدوان والويل للمجرمين، وهم أصل الإجرام ومنبعه وصديقه الأمين!
وحينها سيهرولون إلينا لنفتح لهم أبواب قلوبنا التي قد مُلِئت قيحاً وصديداً منهم ومن أفعالهم، بل وقد ينخرطون في صفوف المجاهدين! وحينها سيكونون كعادتهم ويلاً وثبوراً على هذا الوطن وسيفعلون فيه كما فعل من أسلم يوم الفتح مضطراً وكارهاً فكان فيما بعد من أكبر أسباب دمار الأمة وضياع الدين، بل وهم من لم يألوا جهداً لمحاربة الدين وأهله والحق وزمرته حتى صرنا إلى ما صرنا إليه اليوم من هوانٍ وذلٍ مبين.
نعم في هذه الحالة فقط عندما يتبرأ منهم إخوانهم الشياطين تماماً سيعود إليهم رشدهم وستبعث فيهم روح الحميّة والوطنية.
وهم..هم أولئك الذين لم يؤثر فيهم توالي أشهر طويلة من العدوان والحصار على بلدهم، ولا تكالب العالم على إخوانهم وعليهم؛ لأنهم ظنوا أن حيادهم أو إعطاءهم للإحداثيات كان سيحميهم.
وهم من لم تؤثر فيهم شلالات دماء الأبرياء شيئا من أبناء جلدتهم والتي كادت السماء تتشقق من هول ما لحق بهم.
وهم من لم يحرك فيهم دمار بلدهم وتراثه وآثاره ساكناً.
وهم من كانوا يقاتلون في كل الجبهات ضد إخوانهم وأبناء وطنهم بل ضد أنفسهم وإنسانيتهم.
وهم من باعوا أنفسهم بثمن بخس وقاتلوا إلى جانب الأجنبي حتى يحتل أرضهم وينتهك عرضهم ويستبيح ثرواتهم.
وهم من لم يألوا جهدا في إثارة الفتن والزوابع حول كل شيء وحول كل حر وقف صامداً وكان يبذل جهده وأقصى ما يستطيع في ظل هكذا ظروف وأزمات.
وهم من لم يكلفوا أنفسهم بأن يقفوا موقفاً لله ولأوطانهم وللتاريخ وحتى لأنفسهم ولا أن يقولوا حتى كلمة حق واحدة ولم يقفوا حتى وقفة واحدة تغيظ الأعداء ولا شاركوا حتى في مسيرة واحدة يوم كان يخرجها الآلاف من أخوتهم.
وهم من لم يغير الإفراج عن مئات ومئات المغرر به منهم مرةً بعد مرة شيئا من مواقفهم.
وهم وهم وهم................
ولكن..
فقط في تلك الحالة عندما تلفظهم أمريكا والسعودية سيعودون أدراجهم ليلتمسوا نوراً وسيعلنون ولاءهم وانتماءهم.. وسيتبرأون من أولياءهم.
وحينها لن يكون لهم خيار غيرنا..
لكن ماذا عنّا نحن؟
ماذا عن كل تلك الدماء؟
هل سنقول لها عُذراً وقلوبنا تقطر دماً..
وماذا سيكون خيارنا؟!!!
آه.. وآه.. وآه
حينها قد ربما أنه لن يكون لنا خيار إلا......
أن نقبل بهم!!!