صلاح الشامي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
صلاح الشامي
من حيث لا يعلمون
اليمن يقلب المعادلة
مُجَرّدُ أقنِعة
اليمن.. والتغييرات المضادة..
ما بين كشف شبكة التجسس وفتح الطرق في "تعز" انتصارات في طريق مسيرة التصدي والبناء
خطاب
خطاب "الوفاء ما تغير" عهد الأحرار باقٍ على مواجهة أنظمة الاستكبار
ثقافة الإستشهاد
حوثيون ومن قرح يقرح
عن دور اليمن بعد الهدنة
الخطاب الاستراتيجي للسيد القائد.. خطاب التحدي في ذكرى الشهيد
الخطاب الاستراتيجي للسيد القائد.. خطاب التحدي في ذكرى الشهيد

بحث

  
مداخل الأعداء في حديث الولاية
بقلم/ صلاح الشامي
نشر منذ: سنتين و 4 أشهر و 3 أيام
الأربعاء 20 يوليو-تموز 2022 07:10 م


يتبادل الكثير من العامة المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغيره، حول حديث الولاية، ومناسبتها العظيمة، التي لو تمسك المسلمون الأوائل بها منذ ذلك الزمن، لكان حال العالم كله غير ما هو عليه الآن، ولكان الإسلام المحمدي الأصيل يملأ أرجاء المعمورة عدلاً ورفاهاً، وسعادة وأمناً.
لقد استخدم الأعداء، عبر القرون الأربعة عشر الماضية، هذا الحديث، وهذه المناسبة، لدس السموم، وزرع الفتن، فهل نحن مستعدون الآن لنفهم، فقط نفهم، مداخلهم، ونزج بها في صدورهم؟!!
أليس (اليهود) المتضرر الأكبر، بل الوحيد، من حديث الغدير، ومناسبته، والاحتفاء به، بل من إحياء مناسبته بالولاء لسيد الأولياء، خليفة سيد الأنبياء، وصفوة الأصفياء، مولانا (الإمام علي) عليه السلام، الذي على يديه، لا غيره، فتحت (خيبر)، واقتلع بابها، كتعبير عن أنه عليه السلام جعلها بلا حماية إلى قيام الساعة.
ولكي نناقش مداخل اليهود، في حديث الولاية، وما بعده من وقائع وتاريخ، لا بد من الاعتراف بأنهم، فعلاً، استطاعوا خلق فجوة كبيرة في الوعي لدى المسلمين أجمع، حول أشهر حديث قاله رسول الله وأمَرَ به، في حياته كلها، فقد شهده أكثر من 124000 (مائة وأربعة وعشرين ألفاً) من الصحابة، ورغم ذلك نرى من يكذبه، أو يؤوله في غير معناه، بعد عجزه عن تحريفه أو تكذيبه، لكثرة رواته وتواتره، وتردده بين الناس، منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان.
تأثير السياسي على الديني
لقد ظل اليهود يحاربون هذا الحديث عبر القرون الماضية، نظراً لخوفهم من أن يظل المسلمون بالقوة التي تضربهم، فهم لن يشعروا بالأمن مادام الإسلام قوياً، ولذلك زرعوا الفرق والتوجهات المتباينة في صفوف المسلمين، حتى يضربوهم ببعضهم، ومن أبرز إنتاجاتهم (الوهابية)، التي تدين بدين الموالاة لليهود، والمعاداة للإسلام وأهل الإسلام، (الوهابية) التي أنتجت _بدورها_ كلاً من (القاعدة، وداعش، والنصرة، ومورو، وغيرها) التي لم تُعادِ إلاّ الإسلام وأهله.
وبالعودة إلى موضوعنا، وفإن من أكثر مداخل أعداء الإسلام، في حديث الولاية، هو:
لماذا سكت الإمام أيام الثلاثة قبله، ثم لما قام قامت الدنيا عليه ولم تقعد حتى يومنا هذا؟!!
الواقع يشهد بسكوت الإمام علي كرم الله وجهه، لما تولاها الثلاثة الخلفاء قبله، وعدم سكوته على معاوية.
ولكنّ (من كان أولى بالمؤمنين من أنفسهم) “صلى الله عليه وآله وسلم” أوصانا بولاية (علي)، ولم يوصنا بولاية أحد من الصحابة، فلماذا نحن اخترنا لأنفسنا غير من اختاره الله ورسوله لنا؟!!
ألم تلعب السياسة لعبها؟!! ألم يحولنا الحُكام إلى دُمىً وألعاب؟!! ألم نتبع كل ناعق وزاعق، ونصير (إمّعات) إن أصابوا أصبنا وإن أخطأوا أخطأنا؟!!
ثم ما مدى تأثير التغيرات السياسية على المنبر الديني والخطاب الديني؟!!
ولماذا صرنا (كلٌ يغني على ليلاه) كما يقال، لا تأتي مناسبة إلاّ وسارعنا وتسابقنا إلى التراشق بالأدلة؟!! هذا يبطل دعوى هذا، وهذا يكذب أدلة هذا، وهذا يدحض رأي هذا!!
انظروا كيف حولنا أعداؤنا إلى فرق وأحزاب ومذاهب ونِحَل، حتى يستأصلوا هذا الدين الحنيف من جذوره!!
نحن في غنىً عن هذه التناولات، حتى لا نقدم للعدو المزيد من التنازلات.
العدو يتربص بنا، ويعمق من فجوات التباعد بيننا، ونحن نفغر أفواهنا لكل ما يأتينا عبر إعلامهم، وإذا خلونا لأنفسنا تبادلنا التراشق بالأدلة والإثباتات، وفتحنا أبواباً للشيطان للدخول بيننا.
لقد صارت الحقيقة غريبةً، في زمن غريب، غدا فيه كل شيء غريباً، حتى الدين غدا غريباً.
أين الحقيقة، وأين المنهج الذي إن اتبعناه، تأكدنا من أننا نسير وفق الهدي المحمدي الأصيل، الذي لم يتحول ولم يتبدل، رغم كل ما مر به عبر القرون، من جور السلاطين، وتجبر الحاكمين، وتغييب الفاسقين لهدي سيد المرسلسن، وتنطع علماء الخلفاء، وتعسف الأولياء والأمناء، وفوق ذلك كله مداخل الماسون، وتأثيراتها في تغييب الوعي وطمس البصيرة، عبر ترويج المحرمات، وبث المنكرات، وحجب الشموس الساطعات، من براهين الحقائق المجرّدة، بحجاب الغفلة والشهوات.
أين الحقيقة أين، وكل طرف يأتي بالبراهين، التي لا يملك العقل من نورها المحيص، فليس ثَمَّ بصيص، إنه نور البرهان، دوّى في الآذان، وأسمع ذوي الأذهان، أن لا فكاك من فتن الزمان، إلاّ بالعودة إلى القرآن، والأخذ بسنة سيد ولد عدنان، وجعل القرآن عليها دليلاً، وإلاّ أضعنا السبيلَ، وتركنا الدليلَ، وأصبح كل منا لعدوه مهاناً ذليلاً..
نعم كان سيدي ونور عيني ومولاي الإمام رابع الخلفاء، لكن ذلك كان لحكمته، ورجاحة عقله، وقوة دينه، وغزارة علمه، وصيانة عهده، ولو شاء لضرب بمن سبقه أينما شاء، ولأخذها بالقوة، دون استحالة عليه، ولا وهن لديه، ولكنه رآها إن ماجت، ماجت على الأمة جمعاء، ولن تخمد إلاّ بلكنة خرساء، وعين شوهاء، وسيرة عرجاء، وملة لن تستقيم بعدها على أرض، ولن تعرف بعدها طولاً من عرض.
أقول: لم يكن الوعي آنذاك _كما هو عليه الآن أيضاً_ قد تطور إلى مستوى التسليم بـ(حديث غدير خم)، ولو كان كذلك، لما ذَهَبَتْ إلاّ إليه، لأنها فُصِّلت عليه، ولو لم يكن لها أهل لما سكت، أي أن سكوته يعني أنه فوقها لا تحتها، لقد كان له نفس أبيّة، عن الفتن عصيّة، ولو كان غيره صاحب الولاية، لأخذته الغيرة، أخذاً لنفسه بحقها، وهو يعلم أنه أهلٌ لها، بل إن ما في الأرض ومن عليها ليس له أهليّة كأهليّته، ولا مزيّة كمزيّته، ولا أناة كأناته، لذلك تركها، بل عافها كما تُعافُ الجيفة، إذ رأى تكالب الناس عليها قد زاد من نتنها، ولكن حين رأى أمر المسلمين سيؤول إلى الظالم الفاجر، لم يسكت، ولو سكت حينها لضاع الدين، وعادت جاهلية المشركين، إلى أضعاف ما كانت عليه من جهل مبين.
اللهم إني أتولّاك، وأتولى رسولك، وأتولى الإمام علي، وأتولى من أمرتنا بتوليهم من هداتك وأعلام دينك.
اللهم إني أبرأ إليك من أعدائك، وأعداء رسولك، وأعداء الإمام علي، وأعداء من أمرتنا بتوليهم من هداتك وأعلام دينك.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
علي الدرواني
حزب الله .. التجربة والحجة لدى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
علي الدرواني
عبدالفتاح علي البنوس
المسؤول الفاسد.. معطيات وشواهد
عبدالفتاح علي البنوس
حسني محلي
قمة طهران الثلاثية… لا جديد سوى “الكيان الإسرائيلي”
حسني محلي
عبدالفتاح علي البنوس
ولاية الإمام علي وولاية بايدن
عبدالفتاح علي البنوس
سند الصيادي
يومُ الغدير.. كمالُ الدين وأساسُ الدولة
سند الصيادي
مرتضى الجرموزي
مخرجاتُ سقيفة جِدَّة والرفضُ اليمني
مرتضى الجرموزي
المزيد