في توقيت مدروس بعناية ، ومخطط له بإتقان ، اختارت الإدارة الأمريكية موعد زيارة الرئيس الأمريكي جون بايدن للسعودية والتي تتزامن مع احتفالات المسلمين بعيد الغدير ، ذكرى ولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ففي الوقت الذي يجدد فيه المؤمنون ولايتهم للإمام علي في عيد الغدير الأغر ، يطل علينا قادة الدول الخليجية النفطية ومصر والأردن والعراق في اجتماع مشترك مع الرئيس الأمريكي بايدن ليعلنوا الولاية والسمع والطاعة والانقياد له والتسليم لتوجيهاته وأوامره التي تهدف في المقام الأول لرفع سقف الإنتاج النفطي من أجل ضمان تغطية العجز الحاصل في إمدادات النفط جراء توقف إمدادات النفط والغاز الروسي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية .
توقيت خبيث لزيارة لا تقل خبثا عن توقيتها ، لرئيس أفصح عن تصهينه وأظهر يهودته خلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة ولقائه برئيس حكومة كيان العدو الإسرائيلي ، ودولة تمثل في سياستها ومواقفها وتحركاتها الشيطان الأكبر ، ولا تتوقف عن العبث بأمن واستقرار واقتصاد العالم ، ونشر الفوضى والتشجيع على العنف والصراع وإذكاء الفتن والأزمات في أرجاء العالم ، خدمة لمصالحها ، وتعزيزا لنفوذها ، وتنفيذا لأجندتها وأهدافها ومشاريعها القذرة في العالم عامة ، ومنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الخصوص ، وهنا استوقفتني تغريدة لأحد الناشطين علق من خلالها على زيارة بايدن للسعودية ، حيث ذهب إلى أن بايدن جاء للسعودية من أجل استلام عائدات الحج من آل سعود ، في سياق قرابين الولاء والطاعة التي يقدمها الزهايمري سلمان ونجله المهفوف للأمريكان مقابل الحماية .
لقد أسقط بايدن بزيارته للسعودية كل التنظيرات التي لطالما روج لها وتشدق بها وتحدث عنها تجاه السعودية والتي وصفها بالدولة المنبوذة عقب جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي المحرر الصحفي بصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بمقر القنصلية السعودية في إسطنبول والسجل الدموي للنظام السعودي في جرائم انتهاكات حقوق الإنسان والحقوق والحريات ، والتي تنوعت بين الإعدام والاعتقال والإقامة الجبرية ومصادرة الحقوق والممتلكات الخاصة ، وغيرها من الجرائم و الانتهاكات والاعتداءات التي تمثل جرائم ضد الإنسانية ؛ وها هو بايدن يلتقي بقتلة خاشقجي ويصافحهم ويتبادل الابتسامات معهم ، وكل ذلك من أجل مصالح أمريكا وتعزيز هيمنتها وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط ، والحصول على المزيد من الأموال والثروات الخليجية ، وتوسيع دائرة التطبيع واليهودة والتصهين مع كيان العدو الإسرائيلي تحت يافطة (إحلال السلام في الشرق الأوسط).
واللافت هنا هي حالة الرهبة والرعب والذل والمهانة التي طغت على قادة الخليج ومصر والأردن والعراق خلال الاجتماع الذي ضمهم مع بايدن ، حيث ظهر الزهايمري الأمريكي العجوز في حالة انتشاء وهو يلتقط الصور التذكارية مع قطيع العربان ، بعد أن ألزمهم بزيادة إنتاج النفط خلال شهري يوليو وأغسطس لتأمين الطلب الأمريكي والغربي من النفط ، غير مكترثين بالانعكاسات الاقتصادية التي ستترتب على ذلك، وفي مقدمتها تراجع أسعار النفط ، لقد ضربت عليهم الذلة والمسكنة، ففي الوقت الذي يهاجمون فيه من يحتفلون بعيد الغدير، ذكرى ولاية الإمام علي عليه السلام ، الولاية الإلهية الممتدة من ولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يسارعون إلى إعلان الولاية المطلقة لأمريكا ورئيسها ويبذلون في سبيل ذلك المال والثروة والمواقف والقرارات والتوجهات التي تغضب الله ورسوله والتي تستعدي من خلالها شعوبها والشعوب العربية والإسلامية إرضاء للأمريكي والإسرائيلي ، من أجل الحفاظ على كرسي الحكم .
بالمختصر المفيد، من يتولون الإمام علي يتولون الله ورسوله ، ومن يتولون بايدن يتولون الطاغوت ، وشتان بين الطرفين ، ويبدو أن نهاية عبيد الطاغوت باتت قريبة جدا ، وسيدفعون ثمن خيانتهم لله ولرسوله وتنكرهم لولاية الإمام علي ، وسيكونون أول حصاد الطاغوت الأمريكي ( الشيطان الأكبر ) بعد أن يستكمل حلب أموالهم وشفط ثرواتهم ، قبل أن يعلن البراءة منهم ، والتخلي عنهم ، والبحث عن أدوات وعملاء جدد .
قلت قولي هذا.. وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .