قبل 1383 عاماً، خرج ومعه أهله ونساؤه وأصحابه وأعزاؤه، وكل وجوده؛ مِن أجلِ الحقيقة، ليسجل حضورَه أمام الله والتاريخ والإنسان.
ذهب إلى شاطئ الفرات ليسجل شهادتَه؛ مِن أجلِ الإنسانية والقيم السامية في ميادين الأرض، أمام محكمة التاريخ.
نادى الجميعُ بالرحيل إلى كربلاء، ليسجِّلوا حضورَهم معه في ساحة صراع الحق والباطل، والعدل والظلم.
سجل هو وجميعُ من كانوا معه بلا استثناء من أكبرهم وحتى طفله الرضيع درساً أبدياً خالداً على طول خط التاريخ، وشهادة بدمائهم لا بالكلمات فحسب.
وبعد أن أنجز مهامَّ مسؤوليته، واختتم وقائعَ شهادته هو وكل أعزاءه بشتى الوسائل على أرقى مستوى، صرخ بسؤال يبعث في كُـلّ الأجيال على مدى العصور والميادين والساحات..
سؤال للأمس واليوم والغد البشري.. سؤال يعترضُ التاريخ ماضيا وحاضرا ومستقبلا.. سؤال لنا ولمن كانوا معه ولمن سيأتي من بعدنا.. سؤال لكل عصر وقرن وارض وزمان.
سؤال للإنسان أينما كان ومتى كان وللبشرية جمعاء.. سؤال لكل عاشق للحقيقة مؤمن بالعمل رافض للظلم والجور، حريص على المشاركة في الساحة وعدم التخلف عن ميدان الصراع..
سؤال أطلقه الإمام الحسين “عليه السلام” صارخاً: «هل من ناصر ينصرني؟».
فبمَ سنجيب، وكيف سنجيب؟!
بمحاربة الظلم والجور والطغيان.. أم بمُجَـرّد الشعارات وإظهار الحزن والاستياء على جريمة الدهر كربلاء.