طلال سلمان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طلال سلمان
الخيانة السوداء في البيت الأبيض: “العرب” يرهنون اصواتهم للرئيس الخاسر!
إنهم “يحجّون” إلى إسرائيل.. على جثث أهلهم!
حرس الغد الإسرائيلي
بين خاشقجي والسعيد: انه الاسلوب الخاص بمملكة الصمت والذهب!
العرب في مزاد البيع.. والاميركان.. في كل مكان!
الاجتماع الفضيحة على أنقاض اليمن..
عن قتل اليمن وتحويل “باب المندب” إلى قاعدة عسكرية أمريكية
الحرب الظالمة على اليمن السعيد

بحث

  
ستنتصر حضارة اليمن على حرب الابادة السعودية..
بقلم/ طلال سلمان
نشر منذ: 6 سنوات و 9 أشهر و 7 أيام
الجمعة 21 يوليو-تموز 2017 09:45 م



فجأة، ومن دون سابق انذار، تفجرت ازمة سياسية خطيرة بين المملكة العربية السعودية ومعها دولة الامارات العربية المتحدة ضد الامارة المن غاز قطر..

انشغل العالم جميعاً بهذه الازمة الحارقة في قلب المنطقة الغنية بالنفط والغاز، برغم أن احداً لم يعرف اسبابها الفعلية وخلفياتها ومراميها: تفرغ سلطان الكون دونالد ترامب للوساطة، بتحريض الطرفين على المضي قدماً في الصراع مجهول الاسباب المفيد لمن يرغب ويقدر ـ مثله ـ على دور الوسيط.. بالثمن!

ثم انشق العالم بين مؤيد لمملكة الذهب والصمت ومناصر للإمارة المن غاز وأميرها الاطول من حكام الجزيرة والخليج جميعاً.. وكل ذلك مدفوع.. بالذهب ابيض واسود.


لم تشتعل ارض الذهب، اسود وابيض، بنار الحرب، ولم يسقط القتلى والجرحى والاسرى على ضفتي ميدان الصراع، بل ظل الامر محصوراً في الحرب الكلامية والتوعد والتهديد تارة بالنفط وطوراً بالغاز.. وقناة “الجزيرة”!


وحققت اسرائيل مكسباً سياسياً ممتازاً، فقد ثبت شرعاً انها لا تشكل عدواً للعرب، لا اوحد ولا اولاً، بل هي الآن “دولة صديقة”، لها من يدافع عن مصالحها التي تكاد تكون بعض مصالح هذه الدولة العربية او تلك، لا سيما في الجزيرة والخليج..


في هذه الاثناء كانت الكوليرا تفتك بأهل اليمن، اطفالاً ونساء ورجالاً فقراء: غصت المستشفيات القليلة بالمرضى، ومات اطفال في عمر الورد على الطرقات، وسقطت النساء إعياء وبكى الرجال الذين لم يهربوا من ميدان المواجهة مع العدوان السعودي ولكنهم وجدوا أنفسهم عاجزين عن انقاذ اطفالهم من الداء المستشري.


لم يتحرك الضمير العالمي، ولم تهب الدول لمكافحة الكوليرا، واختفت المنظمات الدولية سواء تلك المنبثقة عن الامم المتحدة او الصليب الاحمر الدولي او العاملة في اوروبا بعنوان فرنسا… في حين ادارت الدول العربية، لا سيما الغنية منها، وجهها إلى الجهة الاخرى حتى لا تتهم بمواجهة الحرب السعودية اذا هي تقدمت لمكافحة الكوليرا..


صارت الكوليرا حليفاً مقدساً لمملكة الصمت والذهب..

وصار التصدي بالمكافحة الجدية للمرض الفتاك انحيازاً لفقراء اليمنيين في مواجهة المملكة المقدسة وحلفائها من الدول العربية، الامارات والبحرين ومصر.. فضلاً عن السودان والصومال وجيبوتي وجزر القمر!

صارت الكوليرا شريكاً فعالاً في الحرب السعودية على شعب اليمن، وصار من يكافح هذا المرض القاتل عدواً شرساً للمملكة التي تتقدم لتقود العالم بالثورة العلمية الباهرة لولي العهد فيها، الذي اطاح ابن عمه الاكبر منه وقبل يديه وقدميه وهو يخرجه من دست الحكم ليتركه له وحده بلا شريك..

من يجرؤ، والحال هذه، على مكافحة الكوليرا؟

بين الشائعات الرائجة الآن واحدة تقول أن الطائرات الحربية السعودية بطياريها المرتزقة، اميركيين وباكستانيين واسرائيليين مموهين، هي التي رمت اليمنيين بجرثومة الكوليرا التي وجدتها اعظم فعالية من اشد القذائف تدميراً للانسان، لا فرق بين أن يكون رجلاً او امرأة او طفلاً على وجه الخصوص..

إن “حروب الاشقاء” قد تجاوزت حدود المألوف والمعروف من اسلحة القتال.

انها حروب إبادة: ففي بعضها يستخدم الذهب، وفي بعضها الآخر تستخدم كل انواع الاسلحة، بما فيها المحرم دوليا، وفي بعضها الاخير كما في الحرب على اليمن، التي لا يهتم احد لمصير الملايين من اهلها الفقراء كتبة تاريخ الامجاد العربية، يمكن استخدام الاسلحة المحرمة دولياً والمعادية للوجود الانساني ذاته..


انها حرب متوحشة..


لكن اليمن التي احترف شعبها الحرب ستصمد، في قلب الموت الذي يُصدره الاشقاء الاغنياء، إلى مدنها الغنية بتاريخها، والتي صمدت لإذلال الفقر كما لحرب الاخوة المتنكرين لأصولهم..


وهي ستصمد بإرادة شعبها الذي صد الغزاة والطامعين، بمن فيهم آل سعود.. ويذكر التاريخ أن الملك الراحل عبد العزيز آل سعود قد طلب من ابنه الامير فيصل التراجع وعدم السقوط في فخ اليمنيين الذين تركوه يتقدم في ارضهم الوعرة حتى يفقد الاتجاه، فيكرون عليه ويهزمونه شر هزيمة..


لكن هؤلاء اليمنيين الاذكياء، بناة الحضارة، وبناة المملكة المذهبة ذاتها،بعقولهم كما بسواعدهم، قبل أن يُطردوا منها خوفاً من ذكائهم وحنكتهم ودهائهم وبراعتهم في التجارة..


لكن هؤلاء اليمنيين المقاتلين الاشداء، حتى في قلب الجوع، سينتصرون، مرة أخرى، على محاولة السعوديين استعمارهم واستتباعهم، وهم الاذكى والأثقف من مهاجميهم من الجو بالنابالم والكوليرا.. فالأرض تنصر اهلها،

 
ولم يسبق أن نجح أي طاغية أجنبي في احتلال اليمن، ولن ينجح السعوديون اليوم في ما فشلوا فيه عبر التاريخ.

 

* رئيس تحرير السفير العربي
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
مقالات ضدّ العدوان
د.أسماء الشهاري
" أحرار على خُطى الإنتصار "
د.أسماء الشهاري
عبدالملك الفهيدي
الإصلاحيون بين حصار قطر والعدوان على اليمن
عبدالملك الفهيدي
عبدالفتاح حيدرة
أيها العالم القذر.. لا تحدثني عن الحقوق والإنسانية وأنت تغطي جرائم من ينتهكها في بلدي
عبدالفتاح حيدرة
د.فايز الربيع
الكوليرا في اليمن
د.فايز الربيع
وليد الحسام
النظام السعودي يرفع أسعار الحج والعمرة والإقامة لإشباع الخزينة الأمريكية وشراء سلاح الجرائم
وليد الحسام
د.أسماء الشهاري
“حلم الأبرار يحققه الأحرار”
د.أسماء الشهاري
المزيد