عندما ذهبتم إلى ميادين الشرف والكرامة كنتم تعلمون أنكم ربما لن تعودوا ثانية .. ذهبتم لأجلنا و لأجل ذلك الحلم الجميل..
ها هو الحلم نحن نجعله حقيقة لأجلكم.. فلن يموت حلمكم طالما هو حي ينبض في قلوب عشقتكم..
لأجلكم يا شهداءنا الأبرار نصنع من خيوط الشمس سيمفونية الانتصار..
ها نحن نمضي بخطىً واثقة وبكل عزم وقوة نحو الحرية والاستقلال لا نلتفت لأحد.. ولم ولن يعيقنا شيء عن تحقيق حلمكم الذي قدمتم لأجله أغلى ما تملكون و أغلى ما في الدنيا قد يوهب..
بدمائكم المتقدة كتبنا عهداً عانق أرواحنا أن أهدافكم وأحلامكم وطموحكم سيراها جليّاً أبناؤكم وأبناء أبنائكم وهكذا حتى يرث الله الأرض و من عليها..
منذ أن خرجت تلك الملايين التي ملأت بكل جلال وجمال ساحة السبعين شكلت آخر مسمار يدق في نعش الوصاية وإلى غير رجعة..
ها هو اليمن الأبيّ ينتزع حريته بكل شموخ وقوة رغم كيد المتآمرين..
وهذا يعني أن اليمن في كل يوم يسجل انتصاراً عسكرياً وسياسيا وأسطورياً.. بينما يسجل التحالف خيبةً وفشلاً وصغاراً وأن وصمة العار ستظل تلاحقه كظله..
إن تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني يعني الكثير، أهمها أن أهم الأهداف التي قام لأجلها التحالف بعاصفة الحزم قد اندحرت.. وهل تحقق من أهدافهم شيء إلى اليوم وبعد ما يقارب سنتين منذ بدء العدوان سوى الخيبة والخسران والإيغال في سفك الدماء وتدمير الممتلكات والأحياء.!
حكومة وطنية يمنية خالصة أي بدون أي تدخل خارجي عربي أو غربي يعني أن كل ذلك الإرهاب والقتل والتدمير والحصار الذي مورس على هذا الشعب طيلة أشهر مضت لم يزده إلا قوةً وعزةً وشموخاً وأنه مهما استمر لن يغير من الأمر شيئا سوى زيادة تحدي هذا الشعب و صموده و عنفوانه..
نعم.. إن هذا الشعب المحاصر الذي تكالبت عليه الدنيا ودول الاستكبار عجزت عن إركاعه وإذلاله وفشلت في النيل من عزته وكرامته التي هي زاده وقوته التي عليها يموت ويحيا..
وهذا يعني أن الشعب اليمني العظيم يقول للعالم وبملء فيه أنه لا يبالي بأي حماقات أو قرارات تأتي من خارج سيادته وأن على الجميع مرغما أن يحترم القرار اليمني الخالص..
إنَّ كل شيء في هذا الكون قد يتوقف إلا وطن بهذا الشموخ يحظى بهذا الحب والولاء من أبنائه فحق للعالم أن يقف منبهراً وأن يخرَّ منحنياً أمام عظمته و شموخ أبنائه..
فلتناموا قريري الأعين يا شهداءنا الأبرار.. فلن تذهب دماؤكم الطاهرة هدراً.. وإنّ حلمكم الجميل في الحرية والاستقلال قيد التنفيذ وهو دين يسدده لكم كل الأحرار..