أبأس اجتماع لجامعة الدول العربية، وعلى مستوى وزراء الخارجية، هو الذي عُقد أمس، الاحد، ليكون بمثابة اعلان للحرب السعودية، معززة بمناصريها واتباعها وازلامها و”الخويان” من وزراء الخارجية العرب، على إيران ـ عبوراً بلبنان، وصولاً إلى سوريا وانتهاء بالعراق.
كان المنافقون كثرة، والذين يهزون برؤوسهم ولا ينطقون قلة، وكان لبنان غائباً او مُغيباً نفسه لانهماكه بمعالجة كرامة رئيس حكومته سعد الحريري الذي اقتيد إلى السعودية بالأمر، واجبر على تقديم استقالته بالأمر، ولم يتم الافراج عنه الا “بمكرمة ملكية” نتيجة وساطة فرنسية ضاغطة معززة بتأييد دولي واسع وعربي محدود.
لم يتوقف احد من الوزراء الفصحاء الذين القوا خِطباً عصماء امام هذه السابقة: احتجاز رئيس حكومة عربية مستقلة في بعض القصور الملكية المذهبة بالرياض، واجباره على تقديم استقالته عبر نص أُملي عليه قهراً، من ضمن حملة منسقة على ايران..
وللتغطية على هذه الفضية الدولية والاهانة العلنية لكرامة بلد عربي شقيق شنت السعودية بلسان وزير خارجيتها الفصيح الجبير حملة شعواء على ايران واستطراداً على لبنان بشخص “حزب الله”..
اما السبب المباشر لهذه الحملة فهو أن بعض المقاتلين ضد الحرب السعودية على اليمن قد نجحوا في توجيه صاروخ نحو الرياض!
يا للهول! صاروخ على الرياض!.. وماذا عن مئات الغارات الجوية وآلاف الصواريخ الفتاكة التي القتها الطائرات الحربية السعودية والاماراتية على مدن الحضارة وقرى البؤساء في اليمن وعلى المستشفيات والجامعات في صنعاء والحديدة وتعز وحرض وجبل نهم والمخا وسائر انحاء اليمن السعيد!
الصاروخ ايراني.. لقد ضبطت طهران بالجرم المشهود!
حسناً: هل لو كان الصاروخ اميركياً كما التي تدمر صنعاء وسائر انحاء اليمن لكانت الجريمة مقبولة؟
دولة تحكمها عائلة في قبيلة محصنة بالذهب الاسود والتبعية للأميركان والولاء لإسرائيل واحتجاز شعبها بعيداً عن القصور الملكية وما يجري فيها من تصفيات داخل الاسرة الحاكمة واصدقائها المذهبين من رجال المال.
هذه المملكة ـ الاسرة تقتل اليمنيين، براً وبحراً وجواً، منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتحاصر اليمن براً وبحراً وجواً، فلا يجد المصابون بالكوليرا فيها، اطفالاً ورجالاً ونساءً، لا الدواء ولا الاطباء ولا المستشفيات التي يمكنها أن تنقذهم.
هذه المملكة ـ الاسرة التي تستغل فقر مصر وضعف الحكم فيها لتستولي على تيران والصنافير (بالثمن) من اجل طمأنة العدو الإسرائيلي..
هذه المملكة ـ الاسرة تواطأت مع “داعش” على العراق، وقاتلت سوريا عبر “النصرة” و”جيش الشام” وسائر العصابات المسلحة..
هذه المملكة ـ الاسرة احتجزت “ولدها” سعد الحريري في الرياض، وأجبرته على الاستقالة، خلافاً لرغبته، وبقصد تخريب ايران بخلق فوضى الفتنة..
هذه المملكة ـ الاسرة تدعي انها ترسم المستقبل في مشروع الملك المقبل محمد بن سلمان، والواضح انها ترسمه بالحديد والنار والاختطاف والمصادرة ونهب ثروة البلاد والعباد.
والشاهد: ابو الغيط الذي “يعشق” اسرائيل، ويكره العرب، ويهين مصر، ويحقر الجامعة العربية..
وكل ذلك بثلاثين من الفضة!