بينما كنت أقضي وقتاً رائعاً مع الأصدقاء في المقيل، وكان الجو مليئاً بالراحة والسعادة والأُنس والسرور، جاءنا أحدهم بالخبر الجليل إثر وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، هكذا فَجَّر الخبر بدون تمهيد أو مراعاة لمشاعرنا.
طبعاً، لم يفسد الجو، ولم تنقلب سعادتنا حزناً، فقط سمعنا الخبر دون أن نلتفت وواصلنا "الزبج" والضحك بشكل عادي.
المهم.. باسمي وباسم أصدقائي نتقدم بالاعتذار للفندم عيدروس الزبيدي، ذلك أننا لم نكن على علم بما تعنيه ملكة الاحتلال البريطاني له، وإلا لما ترددنا في تنكيس علاقيات القات وإقامة الحداد فوراً.
بكل جدية أرسل الرجل برقية عزاء للعائلة الملكية في بريطانيا، ويقال إنــه تــم تنكيس الأعلام في مبنى ما يسمى الانتقالي، وبرغم أن هذا انبطاح وعمالة وخيانة لتاريخ البلد فإن هذه ليست مشكلتي، فكلنا نعرف أن “الانتقالي” أرخص المرتزقة وأكثرهم وضاعة.
لكن المشكلة أنه خول لنفسه التحدث باسم شعب الجنوب، وباسم شهداء اليمن (شمالاً وجنوباً) الذين قدموا أرواحهم رخيصة في مواجهة الاحتلال ومقارعة جنود “ملكة الإنسانية وأيقونة السلام” كما يعتبرها الزبيدي.
يا جماعة بعيداً عن حقيقة انبطاحه، دعونا نعترف بأن الزبيدي طموح ومتفائل بشكل لا يمكن كبحه.
يعني شخص لايزال حشرة بالنسبة لأصغر ضابط إماراتي؛ ويظن أنه يتساوى مع العائلة الملكية البريطانية مقاماً، ويحاول أن يصبح صديقاً مقرباً للملك تشارلز الثالث.. حقاً شر البلية ما يضحك..!
وبالنظر إلى الأمر من مختلف الزوايا فأنا أعتقد أنه لا يجب تهويل ما فعله عيدروس الزبيدي بتعزية الاستعمار البريطاني، فهذا شيء طبيعي بالنسبة لحذاء للمحتل الإماراتي الذي هو أصلاً حذاء للإنجليز والصهاينة.
المهم لنغلق هذا الموضوع وننتقل إلى موضوع آخر.. تخيلوا أن العالم اكتشف أن الراحلة إليزابيث ألكسندرا ماري تعود في أصولها إلى بني هاشم!
هذا الاستحمار الفريد من نوعه نشرته بعض المواقع الساذجة بالفعل، وحاولت أن تقنعنا بكل جدية بأن إليزابيث من أحفاد بيت النبوة والطهر والعفة.
ممكن أن نضحك ونتغاضى حين يصدر هذا الكلام من موقع إعلامي أو صحيفة ما، لكن أن يصدر من عالم دين وداعية فهذه كارثة.
مفتي مصر الأسبق الداعية علي جمعة كان قد بذل جهداً لا يستهان به، محاولاً إقناع الناس بهاشمية الملكة البريطانية، وانحدارها من نسل النبي (ص).
برغم تفاهة الموضوع.. صدقوني لو سمع عيدروس الزبيدي بهذا الكلام لتراجع عن إرسال برقية العزاء، ولظن أن إليزابيث جاسوسة زرعها “الحوثي” في بريطانيا.. إنه زمن العجائب حقاً.
* نقلا عن : لا ميديا