لا يمكنك أن تسد أذنيك أمام أصوات الناس، كل ما في الأمر أنك تخدع نفسك وتمثل أنك لا تسمع آراءهم ومطالبهم، فلا ترهق نفسك بالهروب. هذه القاعدة الأولى.
أما القاعدة الثانية: يمكن المساومة على أي شيء في هذه الحياة، باستثناء شيء واحد وهو الوطن، نعم فالوطن ليس بضاعة أو سلعة ما يمكننا أن نتلاعب بسعرها.
يبدو أن الأخ “صادق أمين أبوراس” لم يسمع بهذه القواعد البديهية، أو أنه سمع بها ولم يفهمها، وربما فهمها ولم يقتنع بها.. المهم.
مضت فترة لا بأس بها والكثير من الأحرار يطالبون حزب المؤتمر الشعبي العام بفصل الخونة الذين اختاروا صف قوى العدوان والاحتلال، ولم يأت هذا المطلب الشعبي إلا لضمان أمن واستقرار الوطن وحفظاً وصوناً لتضحيات الشهداء والجرحى والمجاهدين...
في البداية حاول الناس إيصال مطلبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكنت كلما تصفحت “فيسبوك” وجدت كل المنشورات تتحدث عن الموضوع، ومذيلة بهاشتاغ #افصلواالخونةياحزب-المؤتمر.
كانت حملة شعبية واسعة جداً، لدرجة أنها تجاوزت الداخل ووصلت إلى الخونة الذين في الخارج وسمعوا بها، وأينما ذهبوا وجدوا الهاشتاغ المذكور يطاردهم.
كل الناس بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم يعرفون هذه الحملة، باستثناء شخص واحد لا يعلم شيئاً وكأنه يعيش في كوكب زحل، وهو الأخ صادق أبو راس رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، فالرجل لم يقرأ تلك المنشورات ولم يصل إليه هذا المطلب الشعبي الواسع، وكأن الأمور كلها تمام التمام.
اخترعنا له عذراً وقلنا احتمال نظره ضعيف أو عنده مشاكل في القراءة، لذلك قام كل واحد بتصوير نفسه “فيديو” وهو يطالب بفصل الخونة من حزب المؤتمر، وانتشرت الفيديوهات معبرة عن تمكسنا بهذا المطلب، الذي يعد حقاً للأحرار والشرفاء لا بد منه.
وبرغم ذلك لم تُجدِ الفيديوهات نفعاً، ومرت الأيام حتى أطل علينا العيد الستون لثورة 26 سبتمبر، وحينها خرج الخائن “حمادة عفاش” وارتفع صوته فجأة بعد صمت طويل.
وعلى هيئة تهنئة بعيد الثورة.. عبر السفير “حمادة” بصراحة وشفافية تامة عن انخراطه في معسكر قوى العدوان، وولائه الكامل لها.
نعم هذا هو “حمادة”، الذي لطالما برروا له بأنه تحت الإقامة الجبرية في الإمارات، واليوم ها هو يبوح بولائه لعيال زايد والقوى المعتدية والغازية، ويدعو الناس للاصطفاف لمواجهة القوى الوطنية والمناهضة للعدوان وعلى رأسها “أنصار الله”.
“صادق أبو راس” الذي لم يسمع أصوات بني وطنه، بالتأكيد سمع خطاب الكيوت “حمادة عفاش”، واليوم بات عليه لزاماً أن يثبت وطنيته ويحدد موقفه من خونة المؤتمر الشعبي العام، بالفصل والتبرؤ منهم.
نحن لسنا وحدنا من يخبره بذلك، بل الدستور اليمني واللائحة التنظيمية لحزب المؤتمر أيضاً يحتمان عليه ذلك.
أما أن يحاول التملص والتبرير لخيانة حمادة الواضحة بقوله “هذا موقف شخصي”، فمرفوض تماماً من قبل كل الأحرار، وسيدخله في مرحلة أصعب ربما لن يطيق المؤتمر نتائجها.
قلنا لكم “الوطن” ليس بضاعة، ولا مجال للمساومة عليه.
* نقلا عن : لا ميديا