الجبهة الثقافية
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
الجبهة الثقافية
على عتبة المضيق.. تنتهي عربدة أمريكا 
على عتبة المضيق.. تنتهي عربدة أمريكا 
عن خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي
عن خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي
قراءةٌ في تشكيل حكومة
قراءةٌ في تشكيل حكومة "التغيير والبناء" وبرنامج عملها
حكومة
حكومة "التغيير والبناء": الميزات والتحديات
لماذا تخشى
لماذا تخشى "إسرائيل" من اندلاع حرب متعدّدة الجبهات؟
مرحلةُ التغيير والبناء
مرحلةُ التغيير والبناء
لا عتاب، ولا نداء استغاثة ف
لا عتاب، ولا نداء استغاثة ف"هم" صُم بُكم عُمي
سيناريوهات الرد.. ضربة محدودة أم حرب واسعة؟
سيناريوهات الرد.. ضربة محدودة أم حرب واسعة؟
الطوفان يكشف هشاشة اقتصاد
الطوفان يكشف هشاشة اقتصاد "بيت العنكبوت"
التغييرُ الجذري من حكومة الإنقاذ إلى حكومة البناء.. الخطة والأهداف
التغييرُ الجذري من حكومة الإنقاذ إلى حكومة البناء.. الخطة والأهداف

بحث

  
من لا يتثقف بثقافة القرآن فإنه ممن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم
بقلم/ الجبهة الثقافية
نشر منذ: سنتين و شهر و 21 يوماً
الثلاثاء 04 أكتوبر-تشرين الأول 2022 06:17 م


عندما يقرأ الإنسان صفات المؤمنين في القرآن الكريم يجدها صفات راقية، عندما تعود إلى المجتمع تجدها صفات مفقودة، أليس هذا حاصل؟ وكأن القرآن يتحدث عن نوعية من الناس ليست موجودة؟

إذًا فعندما أنت – هذا من الخداع للنفس، الإنسان قد يخادع نفسه: أنا أريد أن أعرف ما لي وما عليّ، ولا أرى أن مما عليّ هو أن أكون ممن يتمتع بتلك المواصفات التي ذكرها الله لأوليائه والمؤمنين من عباده في القرآن الكريم؛ لأن الجنة أعدت لمن؟ أعدت للمؤمنين، أعدت للمتقين، أعدت لأولياء الله، العزة في الدنيا أعدت للمؤمنين {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية 8) الرفعة، الشرف، القوة، التمكين هو للمؤمنين. وفي الآخرة الحساب اليسير لمن؟ لأولياء الله، الأمن لأولياء الله {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس:62) ألم يقل الله هكذا؟ {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (يونس:62).

فعندما يظن الإنسان أن بإمكانه أن يقرأ كتابًا فقهيًا، وهو يعلم أنه عندما يقرأ القرآن يجد أن بينه وبين تلك المواصفات التي عرضها الله عن أوليائه عن المؤمنين عن المتقين، أن بينه وبينها مسافات، ويرى الناس من حوله، يرى زملاءه، يرى أسرته، يرى المجتمع كله من حوله بعيدًا عن هذه فاعرف بأنك تمشى على طريق هي غير الطريق التي رُسمت للمؤمنين، تؤدي بك إلى غاية هي غير الغاية التي تؤدي إليها السبيل التي رُسمت للمؤمنين. أين يسير المؤمنون؟ أليسوا يسيرون إلى الجنة، يكون حسابهم يسيرًا، يُبعثون فرحين يوم القيامة آمنين، ويساقون مكرمين إلى الجنة، فهل تنتظر، هل تنتظر أنت وأنت تقول: أنك تريد أن تعرف ما لك وما عليك، وأنت لا تحاول أن تتحلى بهذه الصفات التي ذكرها القرآن الكريم للمؤمنين هل تنتظر أن تحشر كالمؤمنين؟ وأن تدخل الجنة كالمؤمنين؟ لا.

والقضية أسوأ من هذه، القضية أيضًا من جانب آخر أسوأ؛ إذا لم يكن الإنسان الذي ينطلق للتعليم، الذي يحمل اسم (مسلم) إذا لم ينطلق وفقا للمواصفات القرآنية التي أرادها الله للإنسان المسلم فإنه سيكون من يخدم في حياته الباطل أكثر مما يخدم الحق، يخدم الباطل حتى وإن حمل علمًا، خاصة إذا كان باطل وراءه يهود.

نقول أكثر من مرة، نقول أكثر من مرة: اليهود يستطيعون أن يُسَيِّروا علماء لخدمتهم، أن يسيروا عبّاد لخدمتهم، إذا لم نعد إلى القرآن ونتثقف بثقافته بمعنى صحيح وبشكل جاد، فإنهم يستطيعون أن يُسيّروا إنسانًا يتعبد ليله ونهاره لخدتمهم، عالِم قد يخدمهم.

قد تتعلم وتتخرج وتخدم اليهود من حيث لا تشعر، من حيث لا تشعر؛ لأنك حينئذٍ لا تتمتع بحكمة، ليس لديك رؤية حكيمة، لا تتمتع بالمواصفات الإيمانية، المواصفات التي ذكرها الله لأوليائه في القرآن الكريم، التي تمنحهم القوة، وتمنحهم الحكمة، وتمنحهم زكاء النفس، فتضل وأنت تحمل القرآن، وهذا من أسوأ الأشياء، ومن أعظم الأشياء إساءة إلى القرآن وإلى الله أن تحمل القرآن الكريم، أن تتعلم القرآن الكريم أو تُعلّم القرآن الكريم وفي نفس الوقت تبدو إنسانًا هزيلًا، ضعيفًا في مواقفك من أعداء الله.

القرآن الكريم كله قوة، كله عزة، كله شرف، كله رؤى صحيحة وحلول صحيحة تعطي كل من يسيرون على نهجه أن يكونوا بمستوى أن يضربوا أعداء الله كيفما كانوا، وكيفما كانت قوتهم، فالذي يجهل القرآن الكريم ولا يتثقف بثقافته – وإن كان يتلوه ليله ونهاره – هو من سيكون في الواقع ممن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وسترى أن الشخص الذي يحمل القرآن وتراه ضعيفًا في مواقفه من أعداء الله، ضعيفًا في رؤيته للحل الذي يهدي إليه القرآن فاعرف أنه بمعزل عن القرآن الكريم، وبعيد عن القرآن الكريم، وأنه يسيء إلى القرآن، وأنه في نفس الوقت سيعكس وضعيته هذه المتردية وضعفه على الآخرين، فيصبحُ قدوة للآخرين في ضعفه بدلًا من أن يكون قدوة للآخرين – وهو يحمل القرآن الكريم – في قوته، فنحن يجب أن نتعلم القرآن الكريم، وأن نتثقف بثقافته.

ومما يعطينا القرآن أننا سنعرف كيف نقيّم الآخرين، فأعرف أن هذا مواقفه قرآنية ومنسجمة مع القرآن، أن هذا – مهما كان شكله، مهما كانت عبادته، مهما كان يمتلك من كتب – تبدو وضعيته غير منسجمة مع القرآن الكريم، رؤاه غير منسجمة مع القرآن الكريم، في الوقت الذي يحث القرآن الكريم الناس على الجهاد، يحثهم على الوحدة على الأخوة على الإنفاق في سبيل الله، على أن يبيعوا أنفسهم من الله على أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويأمرهم بأن يقاتلوا أعداء الله، تجد كلامه – والمسبحة في يده – [مالنا حاجة وأحسن للناس يسكتوا، وقد يجني الناس على أنفسهم] وكلام من هذا النوع، هذا لا يمكن أن يكون منسجمًا مع القرآن الكريم.

سنصبح ضحايا لكثير ممن يحملون عِلْم إذا لم نُمنح – نحن كطلاب علم كناس مسلمين – نُمنح مقاييس قرآنية نستطيع من خلالها أن نعرف ما هي المواقف الصحيحة، ومن الذي تعتبر مواقفه صحيحة، وحركته قرآنية، ومن الذي هو بعيد عن القرآن الكريم، سيصبح الإنسان ضحية، قد تسمع مثلًا [يا رجال سيدي فلان أو سيدنا فلان ما بعده، ذاك عالم كبير ولا يهتم بهذه الأشياء، ولا يقول كذا، هو يقول للناس فقط سيثيرون الآخرين على نفوسهم أحسن للناس يسكتوا ولا يتفوهوا بكلمة، ولا..، ولا..، لسنا أحسن منه، هل فلان أحسن منه]. أليس هكذا يتصرف الناس على هذا النحو؟ لا، يجب أن نرجع إلى القرآن الكريم فنستفيد منه كيف نكون حكماء في رؤيتنا، في تقييمنا لأنفسنا أولًا، وفي تقييمنا للآخرين من حولنا، وفي معرفتنا لما يذكره أعداؤنا، وفي معرفتنا لما هو الحل في مواجهة أعدائنا.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

الثقافة القرآنية

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 4/8/2002م

اليمن – صعدة

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
بين جاهليتين..أخراهما أكبر من أولاهما
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
اليهود وعداؤهم لخاتم الأنبياء والمرسلين
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
النبي الخاتم.. لمحة عن المولد والنشأة
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
المرجفون دعاة للكفر وقادة إلى جهنم
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
الاعتصام بحمل الله ضمان لنجاة الأمة من العذاب العظيم
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
اختلاف الأمة ليس رحمة بل هو استعباد وهوان
الجبهة الثقافية
المزيد