د.سامي عطا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.سامي عطا
هلوسات سياسي سفيه حول الأمن القومي
حفلة الجنون ومجون الشرق الأوسط المستحيل..!
المقاومة شرف ومقاومة المؤمن جهاد
اقتصاد السوق ومعضلاته
«الأونروا» ورقة ضغط وابتزاز
مقاومة الفعل ولتخسأ أبواق التثبيط والتشكيك
ماذا بعد زوال هيمنة أمريكا الأحادية؟
العِلمانيةُ وقيمُ حقوق الإنسان صهيونيةٌ بامتيَاز
النهضة وثقافة المقاومة..!
طوفان اليمن.. من الغزو الثقافي إلى التحول الجيوسياسي المرتقب.!

بحث

  
عن الجدل الدائر حول تغيير مقررات التعليم!
بقلم/ د.سامي عطا
نشر منذ: سنتين و شهر و يومين
السبت 22 أكتوبر-تشرين الأول 2022 08:43 م


أكبر خطأ اقترفه اليمنيون في مصالحتهم نهاية ستينيات القرن الماضي أنهم قبلوا بمقررات المملكة في التربية الإسلامية في الشطر الشمالي من الوطن اليمني، في مقابل تحمل المملكة الإنفاق على قطاع التربية والجيش، وظنوا أنه حل للإشكال المذهبي، الأمر الذي أثقل البلد بغزو فكري ظلامي متمثل بالوهابية كان سبباً مباشراً لكل مشاكله ولجوئه إلى حلها بالحروب الدائمة. ولقد هيمن هذا الفكر على عقول جيل صار يدين بالولاء والعمالة للمملكة وقضى على ثقافة البلد الأصلية. ولذا تغيير مقررات التدريس على أسس علمية ذات أبعاد وطنية ودينية مستمدة من موروثه الثقافي والمذهبي بات ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل!
لقد ظل الجنوب بعد الاستقلال معتمداً على المناهج المصرية وقليل من المناهج اللبنانية في تدريس تلاميذ المراحل الأساسية، وظلت امتحانات المرحلة الثانوية النهائية الوزارية معتمدة على مصر، ويتم تصحيح الامتحانات الوزارية للصف الثالث الثانوي بقسميه الأدبي والعلمي في مصر حتى العام 1975، إن لم تخني الذاكرة.
وعندما شرعت الدولة في وضع مناهج تربوية خاصة من وقت مبكر ابتعثت عدداً من التربويين لدراسة علم المناهج ومعظمهم درسوا في ألمانيا. وفي عام 1976 عقدت الدولة «المؤتمر التربوي الأول»، حددت فيه فلسفة التعليم المرجوة من العملية التعليمية. وخرج المؤتمر بمجموعة من الخطوات لتغيير المناهج، على أن تبدأ بتغيير منهجي الصفين الأول الابتدائي والخامس الابتدائي في السنة الأولى، وفي السنة التي تليها يتم تغيير مقرري الصفين الثاني والسادس الابتدائيين، والعام الذي يليه الصفين الثالث والسابع، والعام الذي يليه الصفين الرابع والثامن... وخلال أربع سنوات صارت مناهج التلاميذ من الأول الابتدائي حتى الثامن الابتدائي يمنية خالصة. وفي الأربع السنوات اللاحقة تم وضع مقررات الأول الثانوي، ثم الثاني الثانوي والثالث الثانوي والرابع الثانوي، وبعد ثماني سنوات صارت مناهج التعليم ميمننة.
ما أريد أن أقوله إنه ليس بالضرورة أن نقتفي هذا الإجراء؛ لأنه كان محكوماً بقلة الإمكانيات والخبرات التربوية واحتاج التغيير أن يكون تدريجياً. أما اليوم فأظن أن البلد مليء بالكفاءات والخبرات التربوية وبإمكانها أن تعد مناهج تربوية؛ لكنها بحاجة إلى محددات ورؤى تضع لهم فلسفة التعليم التي ينبغي أن يسترشدوا بها، خصوصاً لمقررات الاجتماعيات والإنسانيات، أما العلوم الطبيعية (الفيزياء والرياضيات والكيمياء والأحياء...) في اعتقادي فليس فيها إشكال.
وعليه، مهدوا لذلك بمؤتمر تربوي يشارك فيه الكفاءات التربوية من بين تربويي الوزارة وكليات التربية في الجامعات اليمنية للخروج برؤية وتصور حول فلسفة التربية التي نريدها، وكذلك آليات كتابة المناهج والفترة الزمنية لذلك.
التربية والتعليم معارف ومعلومات يكتسبها التلميذ تعده لمرحلة التعليم الجامعي وتحدد ميوله واهتماماته وشغفه بهذا العلم أو ذاك. وكل مقرر في التعليم الأساسي يتم إعداده بحيث يتضمن هدفين أساسيين: اكتساب معارف وتربية وجدانية من خلال حسن اختيار مواضيع المقرر. وعلى سبيل المثال: مقرر اللغة العربية يشمل القراءة والتعبير والشعر والإملاء، ويهدف إلى غاية بعيدة وهي أن يكتسب التلميذ في نهاية المطاف البلاغة في الحديث والتعبير والقدرة على فهم معاني الموضوعات التي يقرؤها، كما يهدف إلى تفجير الطاقات الإبداعية واستكشافها وتنميتها لكي يكون لدينا أدباء شعراء وروائيون ونقاد وكتاب في كل فروع الأدب.
وللوصول إلى ذلك ينبغي أن يتضمن المقرر موضوعات تحتوي على قيمة فنية وإبداعية فيها قدر كبير من العناصر الأدبية، فالقصيدة العمودية تحتوي على بحر شعري وتفعيلة بالنسبة للشعر الحديث، وداخل القصيدة تجد صوراً فنية وجزالة الألفاظ وطباقاً وتشبيهات ومجازات وجناساً وغيرها من العناصر الفنية. واختيار الموضوعات ينبغي أن يراعي هذا الأمر في النصوص المختارة، طبعاً بالإضافة إلى أهمية روح النص وسيرة كاتبه، بحيث يكون قدوة، فعندما تختار نصاً للشاعر عبدالله البردوني مثلاً وتعلم التلاميذ سيرته، فإن سيرته بحد ذاتها رحلة كفاح يتعلم منها التلميذ ألا مستحيلات أمام الإنسان الذي يمتلك إرادة، وإعاقة البردوني لم تقف حائلاً دون أن يغدو شاعراً كبيراً له حضوره في الفضاء الشعري العربي المعاصر، وهذا يدخل ضمن إطار التربية الوجدانية للتلاميذ واستنهاض إرادتهم.
طبعاً، أمر تحديد موضوعات المقررات الدراسية وكتابتها لها اختصاصيوها في كل مادة دراسية أو تعليمية، المهم أن تحدد لهم فلسفة التعليم المطلوب، وفق رؤية يتم طرحها من خلال مؤتمر تربوي يخرج بمخرجات ويحدد آليات وخطوات تغيير المناهج، تشكل لها فرق من اختصاصيين في كل فرع علمي لكي يضطلعوا بمهمة التغيير، ولجنة أو حتى مركز الأبحاث التربوي للإشراف على العملية وفق الخطة الموضوعة من قبل المؤتمر التربوي.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
علي عطروس
من أجل من؟!!
علي عطروس
مجاهد الصريمي
قلوب مجدبة
مجاهد الصريمي
عبدالفتاح علي البنوس
6 سنوات على الجريمة الكبرى
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالرحمن الأهنومي
رسائل تحذيرية
عبدالرحمن الأهنومي
أنس القاضي
القضية الوطنية في تجربة ثورة 14 أكتوبر المجيدة
أنس القاضي
مجاهد الصريمي
المسؤولون صنفان
مجاهد الصريمي
المزيد