الضربة الجوية على ميناء الضبة في حضرموت أوجعت هوامير الفساد وأسيادهم في الخارج، خوفاً على حقول النفط ومناجم الذهب.
رد الفعل السريع من أصحاب المصالح تمثل في قرار ما يسمى "المجلس الرئاسي" الذي يمثل حكومة الفنادق في الخارج، الذي أصدر قراراً بتصنيف جماعة أنصار الله "جماعة إرهابية"! هذا القرار عبارة عن جس نبض ورسالة من الخارج إلى حكومة صنعاء؛ رغم أن حكومة الفنادق تصوره عبر إعلامها بأنه عقاب وحصار وضغط على أنصار الله.
القرار الضعيف قدّم خدمة كبيرة لأنصار الله، ودفع النسبة المتبقية من الشعب اليمني إلى الوقوف بجانبهم؛ لأن القرار جاء بعد قيام صنعاء بتوجيه ضربة تحذيرية للسفينة التي أرادت نقل نفط اليمن إلى الخارج، وهنا خسرت "الشرعية" مصداقيتها أمام المخدوعين من الشعب، وضعف موقفها في الميدان السياسي والإنساني. أما الحربي فليسوا أهلاً لذلك، وسوف يتم إلغاء القرار قريباً من قبل أسيادهم.
النفط والغاز ومناجم الذهب والمعادن والموانئ والبحار والثروة السمكية وغيرها من الثروات كلها خطوط حمراء ممنوع الاقتراب من معرفة تفاصيلها أو الحديث عنها. هكذا ظل الحال من التسعينيات وحتى اليوم مع دخول فاسدين جدد أكثر وحشية.
تقول التقارير الأجنبية بأن اليمن يملك أكبر احتياطي نفطي في العالم ومناجم الذهب بكميات تجارية كبيرة، إذ يبلغ حجم ثروات اليمن المنهوبة من الذهب والنفط فقط مئات المليارات من الدولارات. تلك الثروات الهائلة لا تدخل في ميزانيات الدولة، ولا يعرف عنها المواطن أي شيء، يتم نهبها والاستيلاء عليها من قبل الأسر المتنفذة في اليمن وعصابات من قيادات الجيش وتجار الإرهاب الذين يلبسون رداء الدين، كل ذلك بالتعاون والتنسيق مع شركات أجنبية عديدة، وتغطية من دول مستفيدة تريد استمرار الحال على ما هو عليه، حتى تستمر في سرقة ثروات اليمن، وحتى لا ينعم الشعب اليمني بخيرات وطنه، يريدون أن يظل اليمن غارقاً في الفقر والحاجة والصراعات المستمرة، بعيداً عن التقدم والتطور والرخاء.
يقول آي ويوي: "إنّ فساد القضاء هو الوجه العلني لكيان سياسي مفلس أخلاقي، وهو نقطة سوداء تشوه العصر الذي نعيش فيه"، وهذا هو الذي يحدث في عالمنا العربي، وفي اليمن خاصةً، حيث تسيطر الحكومة والقبيلة على القضاء والنيابة والشرطة وأجهزة المخابرات والجيش، لأنهم يرون أنفسهم فوق القانون والنظام، ولديهم الحصانة الكاملة ضد أي محاسبة، لذلك يقومون -وبكل بساطة- بنهب ثروات وأموال الشعوب، محميين بأجهزة الدولة المختلفة، وفي حال وجود أي معارضة يتم استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد كل من يعارض فسادهم.
الصراع في اليمن تديره الدول العظمى من في سباقها على النفط والغاز والذهب والثروات المعدنية والبحار والموانئ والجزر والمنافذ البحرية. إنه صراع دولي بين الكبار قبل أن يكون إقليمياً محدود المصالح والأهداف.
يقول الخبير الاقتصادي هارلود بوب: "إن اليمن الفقير في حقيقته سوف يكون من أقوى اقتصاديات العالم، وسوف يتخطى كل الحدود الاقتصادية عالمياً. اليمن بلد يمتلك أكبر الثروات النفطية والمعدنية والموانئ والجزر والممرات الدولية، وخطوط مد الأنابيب إلى البحر العربي والأراضي الزراعية، والقهوة الأفضل في العالم... كل تلك المقومات ستعود على اليمن بمئات المليارات من الدولارات سنوياً، وأنصح اليمنيين بنبذ خلافاتهم والتمسك بالأرض. المستقبل القريب جداً هو لليمن، رغم التحديات الحالية، ولا يحتاج اليمن سوى قيادات نزيهة كفؤة مبدعة بدرجات عالية، وتلاحم اجتماعي والابتعاد عن التنازع والحروب وسفاسف الأمور".
قيادات "الشرعية" تتفنن في نهب ثروات الشعب اليمني من أجل أشخاص محدودين يعيشون في رفاهية وترف مطلق، وتذهب معظم أموالهم إلى بنوك الغرب، والاستثمار في مختلف دول العالم، وغالبية الشعب اليمني يعانون من ضيق العيش، وهناك من عامة الشعب من قرر الرحيل عن الحياة عندما فقد كل سبل العيش الكريم. واقع مؤلم سوف يحاسبون عليه أمام الله.
* نقلا عن : لا ميديا