لجوء الصيادين إلى المغامرة والمجازفة من خلال توجههم إلى المياه الأفريقية للصيد فيها سببه نضوب الأسماك في الأماكن المتاحة والمخصصة للصيد. وسبب هذا النضوب هو طريقة الاصطياد التي تمارسها دول تحالف العدوان حالياً، ومارسته سابقاً بعض شركات الاصطياد العربية والأوروبية والصهيونية منذ عقود مضت، وذلك باتباع الجرف والتفجير وعدم الالتزام بوقف الاصطياد في مواسم التكاثر، وهو نهب للثروة السمكية بطريقة استنزافية تؤدي إلى انتهاء بيوض ومواطن الأسماك وانتهاء الثروة. تم ذلك في البحر الأحمر. وهناك سبب آخر لنضوب الثروة، وهو المخلفات والنفايات التي ترميها سفن وبوارج العدوان في مياهنا الإقليمية في البحر الأحمر.
أما عن المناطق التي لا تزال مليئة بالثروة في البحرين الأحمر والعربي فإن بوارج العدوان تمنع الاصطياد فيها، وقد تعرضت عشرات القوارب للاستهداف والتدمير وقتل العديد من الصيادين بحجة التأمين أمنيا، بينما الهدف الحقيقي هو ترك المجال لنهب الثروة السمكية وعمليات الاصطياد الاستنزافية التي تحدثنا عنها سابقاً.
مأساة الصيادين اليمنيين أكبر من أن توصف. وبسبب تدمير كثير من القوارب والكم الهائل من التعسفات التي تعرض لها الصيادون حدثت المجاعات في كثير من المناطق على طول الساحل الغربي، وذلك في إطار الحرب الاقتصادية وسياسة التجويع أيضاً وليس للنهب فقط. وللأسف الشديد لم يحظَ هذا الملف باهتمام إعلامي بالشكل المطلوب واللازم، رغم أنها جرائم حرب لا تسقط بالتقادم، إلا أن هناك من أطفأ القضية رغم استمرار الانتهاكات الجسيمة؛ علماً بأن الإمارات تعمل منذ بدء العدوان على اليمن بوتيرة عالية جداً في نهب الثروة السمكية في سقطرى.
وبهذا الشأن، نناشد قائد الثورة (سلام الله عليه) توجيه القوات البحرية والطيران المسير باستهداف كل قوارب الاصطياد في مياهنا بالبحرين الأحمر والعربي بعد التحذير اللازم والمطلوب كإجراءات قانونية لا بد منها، كما حدث في موضوع نهب الثروة النفطية.
* نقلا عن : لا ميديا