في الجزائر انعقدت ما تسمى القمة العربية والتي لم يكن للعرب والعروبة منها سوى الاسم فقط، حيث خلت القمة من أي قرارات أو خطوات عملية تصب في مصلحة العروبة والعرب، ولكن ما يثير الاستغراب والعجب العجاب في الإعلان الصادر عن ختام أعمال انعقاد هذه القمة هو البند الذي تحدث الأوضاع العربية والذي سنتناول منه الجزئية المتعلقة بالأوضاع في بلادنا باعتبار الملف اليمني من الملفات الشائكة التي كان من المفترض أن تحظى بأولوية في النقاش والخروج بتوصيات إيجابية من شأنها حلحلة هذا الملف وتصحيح النظرة السوداوية تجاه القوى الوطنية والانحياز الفاضح لقوى العدوان على حساب أبناء الشعب اليمني .
إعلان قمة الجزائر أكد على (رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية عبر تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية العربية) في الوقت الذي تواصل السعودية والإمارات تدخلاتهما السافرة وانتهاكهما للسيادة اليمنية على مرأى ومسمع العالم قاطبة ، وقس على ذلك تدخلاتهما في ليبيا وسوريا ولبنان وسلطنة عمان وقطر والجزائر وغيرها من الدول العربية، والمضحك هنا الحديث عن تقوية دور الجامعة العربية في حل المشاكل العربية، في الوقت الذي يمثل فيه هذا الكيان بؤرة لتغذية وإذكاء الخلافات والتباينات العربية – العربية وفقا للإملاءات والتوجهات السعودية والإماراتية والمصرية، حيث تعتبر الجامعة العربية جزءاً لا يتجزأ من العدوان على بلادنا، حيث كانت في صدارة الكيانات التي أيدت العدوان وشرعنة لقتل اليمنيين تحت يافطة دعم الشرعية حسب الإملاءات السعودية، ولم يحصل أن تقدمت بأي مبادرة لإيقاف العدوان وإنهاء الحصار ورعاية حوار يمني -يمني رغم أن ذلك من صميم مهامها ، ولا تزال مواقفها داعمة ومساندة ومؤيدة للعدوان والحصار، وما تزال مع الجلاد ضد الضحية بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء .
المهم جاء إعلان الجزائر فيما يخص الملف اليمني كما كان متوقعا، حيث أكد على دعم ما أسماها بالحكومة الشرعية اليمنية وبارك تشكيل ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي، و( دعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياس ي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة مع التشديد على ضرورة تجديد الهدنة الإنسانية كخطوة أساسية نحو هذا المسار الهادف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه وأمن دول الخليج العربي ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية)، ولا أعلم عن أي شرعية يتحدثون ؟!! شرعية الاحتلال السعودي والإماراتي!! أم شرعية مجلس القيادة السعودي المختار من قبل السفير السعودي محمد آل جابر؟!! وذهب للحديث عن المرجعيات المعتمدة في إشارة للمبادرة الخليجية التي أسقطتها ثورة ١٢سبتمبر، وسلط الضوء على الهدنة الأممية الهشة وضرورة تجديدها، وتحدث عن تسوية سياسية تضمن وحدة اليمن وسيادته واستقراه وسلامة أراضيه وأمن دول الخليج، في الوقت الذي تجاهل ما تقوم به الإمارات من تفكيك للنسيج الاجتماعي اليمني وتآمر واضح على الوحدة اليمنية من خلال دعم مشاريع الانفصال والتشظي، حيث كان الأحرى أن يتضمن البيان دعوة الإمارات والسعودية إلى مغادرة اليمن وإيقاف تدخلاتهما السافرة في الشؤون الداخلية اليمنية .
بالمختصر المفيد، إعلان الجزائر فيما يتعلق بالأوضاع في اليمن، لا يختلف في مضمونه عن مضامين بيانات الجامعة العربية التي تنتصر للمحتل الباغي المعتدي على حساب اليمني الوطني الذي يدافع عن أرضه وعرضه وسيادة وطنه وحريته ووحدته واستقراره وسلامة أراضيه، لم يشر للعدوان ولم يتطرق للحصار وتعامل مع ما يتعرض له أبناء شعبنا من عدوان غاشم وحصار جائر على أنه صراع يمني – يمني، متجاهلا العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي للعام الثامن على التوالي، وأمام هذا الانحياز العربي الفاضح، لا خيار لدى بلادنا سوى المواجهة والصمود والثبات على الموقف، حتى يكتب الله النصر .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.