شَعبٌ ضِرغَامٌ قائِدُهُ
للجَوزاءِ امتدَّت يَدُهُ
خاضَ الهيجاء بِلا وَجَلٍ
خمساً واللَّه يُؤَيِّدُهُ
وبِكُلِّ ميادين الهيجا
بزمَام النَّصر يُزوِّدُهُ
وملائكَة ُ الباري أضحت
في سَاحِ الحربِ تُسانِدُهُ
فلو اجتمَعَت كُلُّ الدنيا
وأتى العُدوانُ وسَيِّدُهُ
ما اهتزَّ لهُ جَفنٌ يومَاً
أو لَانَ لِ (إِفٍّ) سَاعِدُهُ
شَعبٌ مَا استسلمَ للأعدا
سِيُبِيدُ الحِلفَ تَجَلُّدُهُ
حاشَا لِعَدوٍّ مَهفُوفٍ
قَرنُ الشيطانِ يُساعِدُهُ
أن يُرهِبَ شعباً جبَّاراً
آيُ القُرآنِ تُمَجِّدُهُ

بِشجاعتِهِ وبَسَالتِهِ
شَهِدَ الجُندِيُّ وقائِدُهُ
بِجَسَارتِهِ وبشِدَّتِهِ
سَاحاتُ الحَربِ تُجَسِّدُهُ
وبِقُوَّتِهِ وبِسَطوَتِهِ
نَبضُ التأريخِ يُخلِّدُهُ
شَعبٌ عرَبِيٌّ ذُو بَأسٍ
فَتَكَت بالتُّركِ سَوَاعِدُهُ
وعلى الأحباش غدا حِمَمَاً
تجتَاحُ العِلجَ وتطرُدُهُ
جَعَلت جُثَثَ الغازي جِيَفَاً
بِمَصَارِعِها شُلَّت يَدُهُ
والإستِعمَارُ بِهَيبَتِهِ
صَوتُ الثُّوَّارِ يُهَدِّدُهُ
صَوتُ الثُّوَّارِ غدا لَهَبَاً
مَا اسطاعَ الطَّاغِي يُخمِدُهُ
أرضي في الحرب بَرَاكِينٌ
تُودِي بِالعِلجِ وتُلحِدُهُ

وتُعَذِّبُ أروَاحَ الغَازِي
بِجَحِيمٍ دَهراً تُوقِدُهُ
لن يَسلمَ مِنها استعمارُ
آسَادُ اللهِ تُجاهِدُهُ
ستَخِرُّ قُوى الغازي صَرعَى
لن يُرحَمَ جَيشٌ يَحشُدُهُ
شَعبٌ في الدَّهرِ بَنَى مَجدَاً
بِسَمَا المرِّيخِ قَواعِدُهُ
وعلى الجَوزَا بِسَواعِدِهِا
أُسدُ الهَيجَاءِ تُشَيِّدُهُ
شَمسُ الجَوزاءِ لَهُ بَزَغَت
وبَدَا كالبَدرِ تَوَاجُدُهُ
كُلُّ الأفلاكِ لَهُ سَجَدَت
والجِنَّة ُخَرَّت تَعبُدُهُ
إن خاضَ الهيجَا مَا استبقى
أحداً فِي الحَرب تَوَقُّدُهُ
عَزمُ الأحرارِ غدا حَجَراً
وبَدَا للكَونِ تَجَلمُدُهُ
صَدَّ العُدوانَ بِخِنجَرِهِ
ومضى كالَّليثِ يُجالِدُهُ
ويلقِّنُهُ اقسى دَرسٍ
لاحت للنَّصرِ شَوَاهِدُهُ
حِلفُ العُدوانِ بَدَا هَشَّاً
أنصَارُاللهِ تُبَدِّدُهُ
وجميعُ النَّاسِ بهِ هَزِؤا
والشَّعبُ الصَّلبُ وسيِّدُهُ
حَصدَ المهفُوفُ هزيمتَهُ
والنَّصرَ غدونا نحصُدُهُ
فَتَكَت أنيَابُ ضُبَارِمَةٍ
بِعَدُوٍّ زَادَ تَشَرُّدُهُ
تاجَ السُّلطانِ على يَدِنَا
هذا المهفُوفُ سَيفقِدُهُ
وسَيُسقَى المَوتَ بِأيدينَا
مُرَّاً في يومٍ تَشهَدُهُ
كُلُّ الدُّنيَا فالنَّصرُ غدَا
كالصُّبحِ قريباً مَوعِدُهُ