إلى وطن من أعالي الجنان
إلى الأرض أسداه مسدي النعم
منارا به تهتدى كل آن
إلى الله في الأرض كل الأمم
فصار الهدى في البرايا يمان
وصار إليه انتساب الحكم
إلى يمن مطلقٍ للعنان
لأبطاله نحو أعلى القمم
مسيرته نحو كسب الرهان
تغذ سرى المجد منذ القدم
إذا لاح في خطب كل امتحان
حروف اسمه بلسم للألم
تطوف به مفردات الزمان
وتشدو به صادقات الهمم
تجلى على حزن جدب المكان
وصُبَّ على الورد حتى ابتسم
بنوه بهم في الوغى يستعان
يمانون أهل الندى والكرم
***
أيا وطنا شامخا كالجبال
عليه من العز أبهى الحلل
ومرتديا عزمه لايزال
على عرش أمجاده للأزل
يقود خطاه إلى الإكتمال
هدى قائدٍ جاوز المحتمل
أتى من سرى خير بدرٍ هلال
ولازال يعرج حتى اكتمل
يسوِّرُ جناته بالرجال
ويروي زروع الرؤى بالأمل
أيا يمنا حبه لايُقال
تقدس عن وصفه في جُمَل
به المجد مختصرا في أزال
تسطره بالدموع المقل
لك الله يا آيةً في الجمال
ويا قمرا مشرقا ما أفل
ستبقى مدى الدهر نبع الجلال
ويُضرَبُ للأَرض فيك المثل
سنبنيك نعليك في كل حال
ونبذل من أجلك المقتبل
ونهتف في باب كلِّ اكتمال
حيا على...خير...خير العمل
25/ربيع آخر/1444 هجرية