إيهاب زكي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
إيهاب زكي
اليمن أصبح دولة طوق
الخطأ الأمريكي في اليمن ودور الأمّة
مشاهد من غزة: الهزيمة ليست ثقافة فلسطينية
في ظل بلادة سعودية وقحة .. مفاجآت واحتمالات
"طوفان الأقصى" والنصر الغزّي الخالص
تسع سنوات على العدوان.. صمود اليمن كان انتصارًا لفلسطين
الميناء البحري الأميركي.. بهلوانيات ركيكة وأهداف مبطّنة
"جيشٌ لا يُقهر؟"
"طوفان الأقصى" اسم "كودي" لزوال الكيان
غزّة والطوفان والنفط
غزّة والطوفان والنفط

بحث

  
مونديال المودَّة لفلسطين..«لماذا يكرهنا العرب؟»
بقلم/ إيهاب زكي
نشر منذ: سنة و 11 شهراً و 18 يوماً
الإثنين 05 ديسمبر-كانون الأول 2022 06:56 م


إنّ ردّة فعل الجماهير العربية والإسلامية في مونديال قطر، على وجود هؤلاء القتلة ما هي إلّا الرغبة بالتودد لفلسطين، قضية وجودهم وسرّهم المكنون. إنّ مجرد السماح لهم بتغطية أحداث المونديال على أرضٍ عربية هو جريمة تطبيعٍ مكتملة الأركان لن يسامح التاريخ عليها قبل الشعوب، ولا يوجد ما يبررها على الإطلاق، وكان بإمكان الدولة المضيفة منع دخولهم، لأنّ «فيفا» وقوانينها لم تكن يوماً بديلاً عن سيادة الدول وقراراتها السيادية.
عنونت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية على صدر صفحتها الأولى «مونديال الكراهية»، وهو انعكاسٌ لإخفاء الضغينة التي تبديها ألسنتهم، «وما تُخفي صدورهم أكبر»، فلا يوجد في العقيدة الصهيونية عربيٌ جيد -أي يستحق الحياة- سوى العربي الميت، وهذا الداء الدفين الذي يتدفق من أفواههم، هو الحقد المتراكم في صدورهم على كل ما هو عربي.
الصحفيان «راز شاشنيك» و«وعوز معلم» في إعلام العدو العبري، قالا في تقريرهما: «عندما وصلنا إلى قطر، توقعنا معاملة عادية كصحفيين يغطون حدثاً دولياً، ولكن بدلاً من ذلك شعرنا بالعداء، ونواجه بالشتائم ونظرات الكراهية من المشجعين العرب». وقال معدّ التقرير: «أنت تتحدث لمواطن قطري، تستضيف بلاده المونديال، وليس مجرد شاب لبناني عابر سبيل في مونديال قطر»، وأضاف: «أدركنا في هذا المونديال أن الكراهية ليست من الحكام والأنظمة، وإنما من الشعوب والناس والجماهير في الشارع، ونشعر بأننا مكروهون ويكتنفنا العداء، نحن غير مرغوبٍ بنا».
ويروي الصحفيان أنهما في اليوم الأول كان بإمكانهما تبادل التحيات والتعريف عن نفسيهما كـ«إسرائيليين»، وكان ذلك دائما يؤدي إلى مواجهةٍ صعبةٍ وصدامٍ مع العرب، وصولاً للشتائم الصارخة بلغةٍ يمكن فهمها حتى قررا التعريف عن نفسيهما كصحفيين من الإكوادور.
ويقول شاشنيك في «يديعوت أحرونوت»: لطالما اعتقدت أن المشكلة كانت مع الحكومات العربية وحكومة «إسرائيل» ولكن في هذا المونديال عرفت مدى الكراهية لـ«إسرائيل» و«الإسرائيليين» بين الناس، وكم يريدون مسحنا من على وجه الأرض، وإلى أيّ مدى يثير كل ما يتعلق بـ«إسرائيل» حقداً شديداً في نفوسهم».
وأضاف: «في كل مكان يرافقنا فلسطينيون وإيرانيون وقطريون ومغاربة -المغرب العربي- وسوريون وأردنيون ومصريون ولبنانيون بنظراتٍ تملؤها الكراهية».
لا يوجد تفسيرٌ لهذا الأمل لدى هؤلاء القتلة، سوى أنّ عمليات التطبيع المسعورة قد غرَّتهم، وجعلتهم في حالة ظنٍّ آثم، أنّ المنطقة قد دانت لهم، وبات بإمكانهم التجول في عواصم العرب وتحت أنظارهم، ثم يلقون الترحاب.
إنّ مجرد السماح لهم بتغطية أحداث المونديال على أرضٍ عربية هو جريمة تطبيعٍ مكتملة الأركان لن يسامح التاريخ عليها قبل الشعوب، ولا يوجد ما يبررها على الإطلاق، وإذا كان الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، قرر إقصاء روسيا عن المونديال على خلفية الحرب في أوكرانيا، كان بإمكان الدولة المضيفة منع دخول الصحفيين والمشجعين من الكيان المؤقت، كما أنّ «فيفا» وقوانينها لم تكن يوماً بديلاً عن سيادة الدول وقراراتها السيادية.
حتى الأمم المتحدة بكل قوانينها ليست بديلاً عن القرارات السيادية، حيث رفضت الولايات المتحدة الأمريكية منح تأشيرة لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974، كذلك عام 1988، وهذا ما كان منافياً لاتفاقية استضافة مقر الأمم المتحدة، التي تنص على منح بعثات الدول تأشيراتٍ دائمة ومتجددة، بغض النظر عن الخلافات السياسية مع البلد المضيف (الولايات المتحدة)، لكن الولايات المتحدة استغلت فقرة في اتفاقيات الاستضافة، تنص على أنّ البلد المضيف من حقه حماية أمنه، وقد اعتبرت ياسر عرفات خطراً على أمنها.
وكان بإمكان قطر رفض استقبال هؤلاء القتلة، لأنّهم بالفعل خطرٌ على أمنها وهوائها ومائها وشوارعها وبرها وبحرها، فهؤلاء الملوَّثون الملوِّثون، لا يصلح بوجودهم أمنٌ ولا هواء ولا ماء ولا طعام، ولنفترض أنّ عربياً عاجلهم بفعلٍ دموي، كيف سيتحول أمن المونديال وأمن قطر؟
إنّ ردّة فعل الجماهير العربية والإسلامية في قطر، على وجود هؤلاء ما هي إلّا الرغبة بالتودد لفلسطين، قضية وجودهم وسرّهم المكنون. إنّه التودد والمحبة اللذان حاولوا أن يقولوا من خلالهما كم نحن خجلون من ألّا نعطي لفلسطين حتى أضعف الإيمان، فهذا القاتل يتجول بين أيدينا، ويدبّ فوق أرضنا، يتنفس هواءنا ويشرب ماءنا، ولا نملك له إلّا الشتم والازدراء، لأنّ هناك قانوناً سنّته أيدٍ عربية، كبّل كل ما فينا إلا القلب واللسان.
سيعود الصحفي «الإسرائيلي» من قطر بعد انتهاء المونديال «بطلاً» احتمل «إرهاب» الكراهية والعرب، ليقول في أول تقاريره الصحفية، إنّ «جندياً بطلاً» قتل «إرهابياً» عربياً يبلغ من العمر عشر سنوات في القدس، أو إنّ «جندياً شجاعاً» قتل امرأة عربية في نابلس تحمل سلة من فاكهة، ظنّها الجندي الحريص لغماً، ثم يتساءل قبل أن ينتهي من تقريره: «لا أعرف لماذا يكرهنا العرب؟!».
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد محمد السادة
أمن اليمن البحري بين المصالح الوطنية والأجندات الدولية
محمد محمد السادة
عبدالرحمن مراد
متاهُ العُملاء في المحافظات المحتلّة
عبدالرحمن مراد
مجاهد الصريمي
قرية كل مَن فيها أعور
مجاهد الصريمي
مجاهد الصريمي
الثقافة بمنظور الشعوب الحية
مجاهد الصريمي
عبدالكريم محمد الوشلي
المقالح .. “ويبقى الخصبُ”
عبدالكريم محمد الوشلي
عبدالرحمن الأهنومي
شاويش السعودية حتى النفس الأخير
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد