|
من ” وحي” كلمة السيد القائد بمناسبة أسبوع الشهيد 1444
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: سنة و 11 شهراً و 13 يوماً الثلاثاء 13 ديسمبر-كانون الأول 2022 02:40 ص
أكد السيد القائد في معرض كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، أن هذه الذكرى محطه مهمة نتزود منها الوعي والبصيرة والدروس، لأن الله سبحانه وتعالى جعل للشهداء مكانا ومنزلة عظيمة، وما قدمه شعبنا اليمني العزيز من تضحيات كبيرة في اطار الموقف الحق، وأهمية هذه المناسبة تأتي في ترسيخ مفهوم الشهادة، ومن العناوين المهمة بهذه المناسبة هو استذكار الشهداء وتمجيد تضحياتهم، وفطرة الإنسان السليمة هي استذكار الشهداء وشكر هذه التضحيات والتي لها اثرها العظيم في الواقع وثمارها مستمرة ومتجدده.. فالشهداء هم مدرسة عظيمة جسدت القيم والمواقف الحق، ومن أهم العناوين هو التذكير بقدسية الموقف والمسئولية تجاهه، ومن الأهم التذكير بالمسؤولية تجاه أسر الشهداء..
العنوان الكبير لمفهوم الشهادة ، يحاول الأعداء ان يقدموا صورة مشوهة عن الشهادة، ولكنهم فاشلون لأن مفهوم الشهادة محمي بقدسيته في كتاب الله الكريم، فالشهادة في سبيل الله منزلة رفيعة واختيار إلهي، ومن يحظى بها منزلته عند الله منزلة رفيعة في القرب من الله، من التكريم الإلهي، فالشهادة اختيار إلهي، وهذه مرتبة كبيرة، لهذا الحديث عن الشهادة في القرآن الكريم حديث مميز وفي موقع متميز، هي فوز عظيم وسعادة وتكريم كبير، وفيها معالجة كبيرة للخوف من الموت، برحمة من الله وبحكمته، وبهذا لا يمكن أن يكون الإنسان خاسرا في سبيل الله وعند استجابته لله، والتضحية بالحياة في سبيل الله، فيبدله الله بحياة سعيدة واستضافة كريمة، ويؤكد لنا الله في كتابه (بل أحياء عند ربهم يرزقون) ، وهذا دليل قاطع على أنهم في حياة حقيقية سعيدة فرحين بما آتاهم الله من فضله ، محقق لهم الهناء الدائم، بضمانة آلهية وعد بها الله..
إن ما يقوله المثبطون في تشويه الشهادة، يرد عليه الله سبحانه بكل تلك الوعود المليئة بالنعم والهناء والفضل، وهذا لتصحيح الموقف الحق في مواجهة الطغاة والأعداء، ولهذا أثره الأخلاقي للتحرك في اطار هذا التصحيح القرآني، ولا يمكن لأمة يغلب عليها الذل والهوان أن تعتد وتتحرك وتحظى بالعيش الكريم والاستقلال والحرية إلا مع الاستعداد للتضحية مع كل ما أحاط الله سبحانه وتعالى من قدسيه التضحية في سبيل الله، وعدم الاستعداد للتضحية يؤدي لكوارث وخسائر اكبر، والتهرب من الاستجابة لله تعالى لا ينجي الإنسان من الموت والزوال، والقرآن يقدم درسا مهما في أحد الأقوام التي خرجت من ديارها حذر الموت، وهم كانوا ينظرون بنظرة سلبية فهربوا وخرجوا من ديارهم ومكنوا العدو من ديارهم، فكانت النتيجة ان قال الله لهم (موتوا)، ثم يأتي التعقيب من الله (قاتلوا في سبيل الله)، وهذا درس كبير، والقرآن يتحدث بعد غزوة بدر كيف يكره البعض الخروج في سبيل الله..
إن ثمرة التحرك في سبيل الله ثمرة عظيمة نتائجها هي الفوز العظيم، والتحرك الصحيح خير للامه، بدل من أن يحشرها الأعداء في القتال في صف الباطل، وما أكثر اليوم من يقاتل في صف أمريكا وإسرائيل، وما أكثر من قتلوا حيث ما أرادت أمريكا وإسرائيل منهم ان يقتلوا ويقاتلوا، وخسروا، والأعداء يدخلون في برامج كثيرة لاستهداف الأمة، في اطار الذل والاستسلام وفي قضايا عبثية، وهذا هدر لجهود الأمة، وعندما يرتقي وعي الأمة ترتقي الحلول لمعالجة قضاياها، والرؤية القرآنية لمفهوم الشهادة هي ما تحتاجه الأمة في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى، فالأعداء قد قطعوا شوطا كبيراً في استهداف الأمة العدائية من جانب الأمريكيين والإسرائيليين في كافة المستويات، والأمة تعاني اليوم أشد المعاناة، ومساعي الأعداء تتجه لإفساد نفسية الأمة، واليوم يتم استهدافها أخلاقيا ومعنويا ويسعى العدو لتفريغ الأمة منها لتسهيل السيطرة عليها، والدفع للمجتمعات بالفساد والافساد والدفع نحو الرذيلة كما تفعل هيئة الترفيه بالسعودية لضرب الروح الإيمانية الجهادية..
مفهوم الشهادة وفق الرؤية القرآنية يرتقي بالأمة لمستوى التحرك لمواجهة الأعداء مهما كان جبروتهم، والأمثلة كثيرة ونماذج راقيه في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق لمن تحركوا بالعزة الإيمانية وفي الاتجاه الصحيح الذي يحمي الأمة من الاتجاه لخدمة أعدائها، والفرز اليوم على نحو غير مسبوق، يتجلي فيه من يتولى أمريكا وإسرائيل، ومن يضم مع إسرائيل وأمريكا بينما الدم الفلسطيني يسيل كل يوم، وحالة الفرز اليوم واضحة، وجبهة أمريكا وإسرائيل جبهة عارية ومفضوحة أكثر مما مضى، وقليل من الوعي وشيء من البصيرة.. يساعدان على اتخاذ الإنسان موقفه الصحيح، وفيما يتعلق بما يعانيه شعبنا ان هناك مشكلتين أساسيتين على أساسهما يحاربنا الأعداء، المشكلة الأولى هو سعي شعبنا للتحرر والاستقلال، وسعي العدو لأن يكون هذا البلد خاضعا لهم تماما سياسيا وامنيا واقتصاديا، ولا يزال العدو يستكثر حتى حصول أبناء شعبنا على المرتبات، المشكلة الثانية أنهم لا يريدون جيشاً يمنياً حراً بل جيشاً تحت أمرهم، ولهذا يسعون لتصميم واقع البلاد كواقع مأزوم تحت المشاكل والأزمات..
أكد السيد القائد أن اليمن قيادة وشعبا لن يقبلوا بذلك، ولن تكون النتيجة إذا فرطنا إلا أسوأ من كل ذلك، والعدو قد افتضح في حضرموت والمهرة وسقطرة بنزعة عدائية وإجرامية، والبعض ذهب لرهن عائلته عند الإماراتي، وعلى مستوى التوجه الخارجي يريدوننا أن نطبع مع إسرائيل وأن نعادي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولهذا فموقفنا هو أن حريتنا هي في ديننا ولن نفرط في استقلالنا وحريتنا، ونحن على بصيرة من أمرنا، ويجب أن يتجاوزوا هم مشاكلهم هذه، وهذه أمور لن نتنازل عنها، وليس المقام مقام مناورات سياسية، ولن نقبل في أي احتلال على بلدنا، والكرامة والعزة والحرية ليس فيهما مجال للمساومة، ولن نقبل ان يذلوا شعبنا بالحصار، مهما كلفنا ذلك، والأمريكي وهو اصل المشكلة مستفيد من الحرب ولا يريد غير سلام واستسلام، وهذا لا يمكن أن نقبل به، وإذا اتجهت الأمور للتصعيد فإننا معنيون كما في المراحل الماضية إلى قوة أكبر وأكثر، والأعداء يريدون أن يضعونا بين خيارات غير منصفة وغير عادلة، ولا يمكننا أن نفرط في مواقفنا القرآنية، ولا يمكن أن ندخلها في مساومة، وَنحن جاهزون للتصعيد بما هو أكبر وأقوى وأعظم..
كما أكد السيد القائد أن ما يعنينا في الوضع الداخلي هو الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، والعمل على إصلاح الوضع المزري في العمل والجانب الرسمي، والارتقاء بالعمل الرسمي وتجاوز الأنانيات، والاتجاه نحو الاهتمام بالشعب اليمني والسعي لتقوية العلاقة بين الجانب الرسمي والشعبي، والتعاون لتفعيل طاقات وجهود الشعب اليمني كله، والحذر من مسارات الفرقة بين أبناء الشعب اليمني الذي له إيمانية مقدسة وواقع وطني واحد، ويجب أن نعزز كل حالات التعاون، العدو يسعى لتأجيج الفتن، ويجب أن نعي أساليب الأعداء للحذر منها، وأن نجعل تضحيات الشهداء مدرسة للتخلص من الأنانية والمطامع الشخصية، وأن نسعى لأن نكون من الصابرين ولا نصاب بالوهن، كما يجب الرعاية الرسمية والشعبية بأسر الشهداء، ونأمل العناية بالبرامج والأنشطة في أسبوع الشهيد . |
|
|