هي: حقيقة الشيء أو حقيقة الشخص، التي تميِّزُه عن غيره. وهي أيضاً بطاقة يُثْبَتُ فيها أهم المعلومات التي تميز الشخص الحامل لها عن غيره، مثل اسمه، جنسيته، مولده، وعمله... وتسمى البطاقة الشخصية. ومصطلح «الهُوية» مُحْدَثٌ لا أساس له في اللغة العربية. وكثيرا ما يبرز سؤال الهُويات عند حصول التناقضات والصراعات، ولهذا فقد عرّف المعجم الفلسفي الهُوِيَّة بأنها: حقيقة الشيء من حيث تميُّزِه عن غيره. وذكر أن مبدأ الهوية مبدأ يعبر عن ضرورة منطقية تقضي بأن يكون كل معنى يُتَصَوَّرُ أنه عينُ ذاته، فلا يتغير بحال، وما هو صادق دائما وفي مختلف الأحوال، والموجود هو ذاته دائما، فلا يختلط به غيره، ولا يلتبس به ما ليس منه، ويسمى «مبدأ وحدة الذات».
وإذا كانت الهوية عبارة عن إجابة على سؤال: ما هو؟ أو من هو؟ فإن المعجم الفلسفي عرّف الـ»هو» بأنه: ما يقابل الأنا، ويُطْلَقُ على الغير. وليس بيسير دائما أن يضع الإنسان نفسه موضع غيره تماما، ولا يَعْرِفُ الإنسانُ نفسَه حقا إلا إذا عرف غيره. كما عرّف المعجم الفلسفي الـ»هو هو»، الذي تشتق منه «الهوية»، بأنه مطابق الشيء وما يشبهه من كل وجه وإن تميز عنه، وأيضا بأنه أساسا ما يبقى دائما ثابتا رغم ما يطرأ عليه من تغيُّرات، فالجوهر هو هو وإن تغيرت أعراضه.
وبهذا العرض يتبين أن الهُوِيَّة هي ذِكْرُ ما يُبَيِّنُ الشيء أو الشخص، بما هو جوهر فيه، وبما يميِّزُه عن غيره. وهي السمات والخصائص الذاتية للشيء أو الشخص أو المجتمع أو الأمة أو غيرها، بما تميز كلا منها عن غيرها.
ويتبين أيضا أن تعريف الهوية يراعَى فيه ذكر الآخَر، فحين نضع تعريفا أو هوية لشيء ما أو شخص ما فإننا نُعَرِّفه بالنظر إلى الآخَر بالنسبة له.
وبالتالي فإننا حين نعرف الهوية الإيمانية فإننا نذكر السمات والخصائص التي تعود لذات الإيمان والمميِّزة له عن الآخَر بالنسبة له، وهو الكفر، والنفاق، والفسوق، وما شاكلها.
وكذلك فإننا حين نعرِّف الهُوِيّة اليمانية فإننا نذكر السمات والخصائص الذاتية لليمنيين، التي تميزهم عن غيرهم من الشعوب الأخرى.
وعلى هذا الأساس يظهر بوضوح أن الهوية تعني أنها نمط حياة يعتمد على عقائد، ومفاهيم، وأعراف، وعادات، وتقاليد، وأفكار، وثقافات معينة، تمثل عاملا مهما جدا في اجتماع أمة ما، وترابطها، لتتجه في هذه الحياة اتجاهاً واحدا. ومن هنا تأتي أهمية هذه الهوية، في أنها تمثل عاملا رئيسا في تماسك الأمة، وتوجِد للأمة اتجاهاً واحدا يجمعها، ويوحِّد أفرادها.
* نقلا عن : لا ميديا