|
عن السينما الإيرانية
بقلم/ صلاح الشامي
نشر منذ: سنة و 9 أشهر و 28 يوماً الأربعاء 25 يناير-كانون الثاني 2023 06:43 م
ما أعظم ما تحمله السينما الإيرانية من وعي، وما أسمى رسائلها الإيمانية والإنسانية..!!
تعرضت لمقطع سينمائي إيراني، فجّر فيّ شعوراً دافقاً بالإيمان، وبعث فيَّ ما كان مطموراً تحت ركام النسيان من تعاطف إنسانيٍّ محض، لا تشوبه النزعات بأي شكل من أشكالها، ولا تعتريه التأثيرات الآنية العابرة…، وولّد هذا المقطع الصغير فيّ مشاعرَ أُفرِغُها الآن في هذا المقال، رغماً عنها وعنّي..
سئمنا من سينما الأكشن ومسلسلات النميمة والخداع والمكر والطمع، سئمنا من دراما صراعات البشر بينهم، كأنهم وحوش الغاب… سئمنا من هوليود وبوليود، نريد ما يقربنا إلى الله، نريد هذا النموذج من الدراما الراقية، التي تربط الناس بخالقهم الودود، الحكيم، الكريم..
نريد هذا النموذج من السينما الذي يقرب الإنسان من أخيه الإنسان، ويجعل منه مظهراً لتجلي رحمة الله، ومرآةً لتدلي إرادة الله من الإنسان تجاه أخيه الإنسان.
الدراما الإيرانية الآن تنفذ أمر الله، ورحمة الله، وإرادة الله، وشرع الله. وهي تعيد الآن بلورة القوالب المفرغة -سوى من الكسب المادي الرخيص للدراما السائدة- وتملؤها بالمحتوى الجاد، والرسالة الهادفة.
والله ثم والله لو استمرت الدراما الإيرانية على هذا المنوال، وانتشرت في الدول المجاورة، حاليّاً على الأقل، لعم الأرض دين الله، وعم التآخي الإنساني الذي أراده الله، ولجزع شيطان (هوليوود) التي لم تقدم إلا التناحر، والصراعات، والأحقاد، والدماء، والعادات السيئة، وتدمير الأسرة من الداخل.. ونشرت العهر، والفجور، والخمور.. وروجت للعصابات، والنهب، والسرقة، والنصب والاحتيال.. وبثت السموم الأخلاقية، كالمثلية، والزنا، وعقوق الوالدين، والوقاحة، والانفلات الأخلاقي.
أقول إن الدراما الإيرانية بكافة أنواعها “سينما، مسرح، تمثيل تلفزيوني وإذاعي” تقدم النموذج الحقيقي لما يجب أن تكون عليه الدراما بشكل عام، ولا بد لنا في اليمن، من تقديم مثل هذا النموذج الراقي، فلتتجه الدولة لتشجيع الكُتّاب القصصيين والروائين أولاً، لإيجاد اللبنة الأولى من البناء الدرامي، فلتعمل الدولة على طباعة أعمال الكتاب القصصين والروائيين، ولتخصص لهم رواتب شهرية ليتفرغوا للقراءة والكتابة، فقد خلقوا لذلك، ولن يجيدوا غير ذلك، ثم لتعمل على إشهار جائزة سنوية للأعمال القصصية والروائية، في اتجاهات وأغراض عدة، تحددها الدولة، فيحدو حدوها الكُتّاب، ولتكن جوائز حقيقية، لا لعب على الذقون، ولتطبع كل الأعمال اللائقة، وليست الفائزة فقط، حينها، ومن أول سنة، سيكون لدينا عدة أعمال، يمكن أن نستدعي الممثلين، والمخرجين والمنتجين، وكُتّاب السيناريو، ونبدأ بالعمل الدرامي اليمني، برؤية جديدة، وأهداف واضحة، ولنهتم بجودة العمل في كل مفصل من مفاصله، وسيكون لدينا جيل آخر، جيل لا يتأثر بالدراما الغربية ولا الشرقية، لأننا أوجدنا البديل، ويا له من بديل، لو اتجهنا إليه وجعلناه نصب أعيننا.
فلنعمل أولاً، وبينما نخطو أولى خطواتنا في هذا المجال، على نشر الدراما الإيرانية في بلدنا اليمن، لا يهم اللغة، ويكفي الترجمة في البداية، ثم لنعمل على دبلجة بعض الأعمال، وباحترافية، وإلا تركنا ذلك لمن هم أهله حتى لا يفقد العمل الدرامي نكهته وتأثيره..
لننشر هذه النماذج الراقية في مجتمعنا الإسلامي، بل والبشري، لنعرف العالم بالله تعالى كما نعرفه نحن، لا كما عرفته داعش والقاعدة والنصرة وجبهة مورو، لا كما تريد أن تروجه للعالم أبواق أمريكا وإسرائيل..
لنعمل لله وبالله، وسنرى كيف سيغير المقطع القصير قناعات عقود وأعمار، لأناس ظلوا تحت تأثير السينما الغربية، وأفلام الستينيات والسبعينيات المصرية، التي لم تروج سوى الحب الرخيص، والتفسخ والمجون.
لنعمل كلنا، وسنجد كُتّاباً عمالقة، فاليمن كلها كنوز، وكنوزها ما تزال مخبوءة، ولكنها اليمن، موعودة بالظهور، ولنعمل ذلك كله من أجل الله، ودين الله، وأحباب الله. ومن أجل البشرية جمعاء، من أجل الإنسان، حتى يعلم علم اليقين أنه ما يزال…. إنساناً.
* نقلا عن :الثورة نت |
|
|