غرب الاستكبار والهيمنة و”الصدارة الحضارية” المبنية على جماجم الضحايا وثرواتهم المنهوبة آخذ في الأفول.. هذا ما تقوله، بكل وضوح، الأحداث والتطورات الدراماتيكية المتسارعة بجذريتها الحافرة، وتحوليتها الممتدة على جغرافيا عالم اليوم السياسية والاستراتيجية، التي يُعد سيلان المجرى الأوكراني المتصاعد الحُمم، وما حدث ويحدث في منطقتنا ومنطقة جنوب شرق آسيا وغيرها من المناطق وحلبات الصراع والمقاومة للشر الهيمني الاستكباري الاستئثاري المستشري.. بعضَ مؤشرات نوعيةِ وصميميةِ ما ستؤول إليه هذه المجريات والإرهاصات التي تشهدها، بكل ما فيها من سخونة وتعقيدات وامتزاج للنار والنور فيها..!
المقروء بجلاء في كل ذلك يفيد بأن وحوش الهيمنة الغربية على العالم تئن تحت مطارق شيخوختها، وأن أنيابها ومخالبها القاسية التي جالت وصالت طيلة سنين وعقود في مساحات واسعة من العالم سلبا ونهبا وإملاءات وفرض أجندات وشروط وأنظمة فساد واستبداد وظيفية وأداتية..هي الآن في طور التخلع والتساقط والاهتراء التدريجي، بفعل عوامل من هذه الأحداث الكبرى المشهودة عالميا، والصحوة الفتية والعنفوانية للشعوب التي أُدميت بتلك المخالب ولحقتها أغوار الجراح والأضرار في كراماتها وهوياتها وثقافاتها وسياداتها وسياساتها واقتصاداتها، وشتى حقوقها الطبيعية المشروعة وثرواتها ومقدراتها..
هذا ما حدث، ونشهد اليوم بوادر طي صفحته السوداء.. بما يَعِدُ بعالَم ليس فيه فرعون أمريكي يرى نفسه نصف إله ! وليس فيه أوثان تتسربل بالتمدن وشعارات الزيف وعناوين التضليل، كي تمارس بسهولة ودون مقاومة من الفرائس والضحايا.. هواية القضم والنهش لحقوقهم ولحومهم، بما يجعل بلدا كفرنسا صاحب ثاني أكبر احتياطي ذهب في العالم (قرابة ثلاثة آلاف طن) وليس فيه منجم واحد لهذا المعدن النفيس..! وكثيرة هي الأمثلة على التنمر والتوحش الغربي العنصري العدواني المستكبر، والمجال يضيق على سرد المزيد منها..
والمهم في السياق هو ملاحظة أن هذه القوى والذئاب النهمة والضواري المفترسة في الغابة الدولية، وتحت وطأة الشعور بتآكل سطوتها وهيبتها، وقرب نهاية شهر عسلها الطويل..!، تأخذ في التخلي عن قشرة المكر والدهاء والكياسة المصطنعة في سلوكها العنصري العدواني وسياساتها الأنانية، وهذا ما نرى اليوم شاهده البارز في تمادي ووقاحة الهجمة على مقدسات أمة الملياري مسلم، التي أبرحوها ضرباً في كل عزيز لديها مباشرة وعن طريق عملائهم ومديري محمياتهم في هذه المنطقة، وشربوا نفطها وغازها ودماء أطفالها ونسائها حتى الثمالة، واليوم يتجشأون مزيداً من الحقد المتراكم والمجنون والمغذَّى صهيونياً ويهودياً على كنوز روح الأمة وهويتها وإيمانها، في حلقات شيطانية متوالية لا نتوقع أن يكون ما حدث في السويد خاتمة مطافها..