على الجانب الآخر من ميدان المواجهة والصراع مع الأعداء، لم يتوقف الغرب ومن خلفه اليهود، عن القفز إلى الخطوط الحمراء والمحرمات، وانتهاك المقدسات الدينية لدى الآخرين، وهي التي أجمعت البشرية كلها على قداستها، في مختلف الشرائع والطقوس التعبدية.
وآخر هذا السفور هو ما قام به الغرب مؤخّراً من حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد، وعلى أن اقتصار ردة الفعل العربية على استدعاء السفراء الغربيين وتوجيه الإدانات لهم دون طردهم وغلق سفاراتهم، والعمل على قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع كُـلّ دولة تسعى في توفير الحماية لمثل هكذا أعمال تنتهك المقدسات لدى الآخرين في أوساط مجتمعاتها، ومقاطعة البضائع والمنتجات التجارية لها إجراء لا يزيد المجتمعات الغربية إلا تطاولاً، ويشجعها أكثر فأكثر على الاستمرار في إطلاق المزيد من الإساءَات للمقدسات الإسلامية.
خرج الشعب اليمني واحتشد تنديداً ورفضاً لذلك التطاول والسفور، بمظاهراتٍ غاضبة انتصاراً لكتاب الله المجيد، محطماً بذلك الخروج الكبير والمشرف، جليد البرود العربي والإسلامي، وحاجز الصمت المذل والمهين الذي تعيش فيه الأُمَّــة الإسلامية في واقعها اليوم، أمام كُـلّ تلك الانتهاكات والتجاوزات الغربية المستفزة لمشاعر المسلمين، ليثبت اليمن للعالم وعلى رأسه المجتمعات الغربية بذلك الخروج العظيم والاحتشاد الكبير انتصاراً لكتاب الله المجيد، أنه لا يزال وسط الضعف العام الذي تعيشه الأُمَّــة الإسلامية، حالات نهوض ووعي قائمة على أَسَاس الشعور بالعزة والقوة، كما هو حال شعب الأنصار في يمن الإيمان والحكمة في غضبته الشعبيّة الكبرى واحتشاده الكبير انتصاراً لله ولكتابه العظيم.
* نقلا عن :المسيرة