تحضُرُ الذكرى السنويةُ للشهيد القائد “رضوانُ الله عليه” في وقت يواجهُ اليمن على مدى ثمانية أعوام أعتى عدوان وأشد حرب ظالمة على الساحة العالمية اليوم، حرب على كُـلّ المستويات وفي كُـلّ المجالات وبكل الوسائل، حرب عسكرية، واقتصادية، وثقافية فكرية، وسياسية، واجتماعية وإعلامية وأشدها ضراراً وأكثرها خطورة الحرب الاقتصادية والحصار الخانق الذي تقوده أمريكا عبر إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية وهذا الحصار يهدّد حياة أكثر من عشرة ملايين إنسان يمني معرضون للمجاعة حسب ما ورد في تقارير منظمات الأمم المتحدة التي بدورها تتواطأ مع قوى العدوان بغية كسر إرادَة أبناء اليمن ولكن بفضل الله “سبحانه وتعالى” وبصمود وثبات وتمسك أبناء الشعب اليمني بالمشروع القرآني العظيم الذي أسسه الشهيد القائد “ع” والتسليم المطلق لتوجيهات الله والقيادة سننتصر على كُـلّ المؤامرات وسنكسر قوى الغزو والاحتلال والحصار، والتسليم المطلق للقيادة والتمسك بثقافة الجهاد وروحية الاستشهاد وقيم ومبادئ وأخلاق ومنهجية هذا المشروع التي تحولت إلى واقع عملي ملموس عاملاً من أهم عوامل الصمود والثبات وهو والمخرج الوحيد لليمن والأمة، وهو سر تحقيق الانتصارات منذ بداية تأسيس هذا المسيرة المباركة بمران صعده وُصُـولاً إلى صنعاء وعدن ومعظم محافظات اليمن ومرحلة ثمانية أعوام من شن الحرب الظالمة وما تحقّق فيها من تدخلات إلهية كبيرة وانتصارات عظيمة وصمود أُسطوري لا نظير له ومواقف بطولية فاقت الخيال كسرت هيبة أعظم وأقوى وأحدث ترسانة عسكرية عالمية رغم الفارق الكبير في الإمْكَانات التي لا تُقارن بما يمتلكه تحالف عدو جمعت فيه ترسانة وقوى أكثر من 17 دولة منها قوى كبرى عالمية على رأسها أمريكا، وإسرائيل، وبريطانيا، ودول وممالك نفطية على رأسها السعوديّة والإمارات وبقية المنطوين في تحالف الشر والإجرام الذي يمتلك أقوى وأحدث الطائرات من الأباتشي والدرونات المسلحة والـF16 ومختلف الطائرات والبارجات البحرية والآليات البرية من الدبابات وأحدثها الإبرامز وغيرها والمدرعات وأقوى التقنيات الحديثة، وهذه المواقف التي سيخلدها التاريخ في أنصع صفحات الشرف والبطولة لم تأتِ مصادفة عمياء وإنما هي فضل من الله على الشعب اليمني الذي قيض لهم هذا الشهيد القائد السيد: (حسين بن بدر الدين الحوثي) ليخرجهم من حالة التيه والعبودية لأمريكا وإسرائيل وقوى الاستكبار العالمي إلى حالة العزة والكرامة والاستقلال والجهاد في سبيل الله.
كيف لا وهو من آل البيت -عليهم السلام- الذي قال فيهم رسولُ الله صلوات ربي وسلامه عليه: “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي آل بيتي”.
فمن القرآن وضع المشروع وكشف الكثيرَ من الحقائق القرآنية التي أثبتتها الأحداث وأثبتت مصداقيتها المواقف والحروب وسيظل هذا المشروع وستظل هذه الثقافة القرآنية المباركة باقية أبد الدهر، وستظل كرامة وعزة هذا الشعب اليمني بل وأمة الإسلام مرهونة بهذه الثقافة وبهذا المشروع العظيم الذي مثل الزلزال الكبير لدك عروش الطواغيت من اليهود والنصارى وَالمستكبرين وفضح زيفهم وخلع أوتاد موروثاتهم وأفكارهم المغلوطة وشرع في بناء الأُمَّــة على طريق سليم.
هذا المشروع العظيم وهذا القائد العلّم لا بُـدَّ أن يستقر في عقل أبناء اليمن خَاصَّة وأبناء الأُمَّــة الإسلامية ووعيها ولا بُـدَّ أن يعي كُـلّ إنسان مسلم أن الدين الحق قوة ووعي وثقافة وبناء وإعداد لمواجهة الأخطار هذا المشروع هو العزة والكرامة هو التمكين هو الجهاد في سبيل الله ومواجهة الطواغيت وهو السيادة التي هي رداء الأحرار والتمسك بهذه الثقافة القرآنية وبأعلام الهدى يعني القوة التي هي المهابة الرادعة للبغاة والمجرمين، الصمود والثبات والفلاح والصلاح والعزة والتمكين والسيادة والريادة هي دليل صحة الثقافة والدين والمعتقد في أهله وأنصاره.
إن الشهيد القائد لَنموذجٌ للقائد الملهم الصادق الذي مثّل دينَ الله خيرَ تمثيل كما يريد له اللهُ أن يكون وكما كان عليه جَدُّه رسولُ الله “صلوات الله عليهم” وأطلق مشروعاً قرآنياً تحرّرياً شاملاً يحيي الحق ويقيم العدل وينصر المظلومين المستضعفين وأحيا به ثقافة الجهاد وروحية الاستشهاد التي أحياها نبينا الكريم وقدَّم الحل في زمن اللا حَـلّ وكشف من القرآن زيف الأعداء ومكائدهم ومؤامراتهم وأدى أمانته خير أداء حتى لقي الله شهيداً شامخاً.
ويحق أن نقول لأعداء المشروع القرآني الحق والخير أعداء هذه الثقافة القرآنية المباركة من ظنوا بقتلهم مؤسّسَ هذه الثقافة أنهم قضوا على نموها وانتشارها: موتوا بغيظكم فَـإنَّ هذا المشروع قد وصل إلى معظم أبناء الأُمَّــة الإسلامية وهو المنتصر تحقيقاً لوعد الله تعالى: “وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”، والعاقبة للمتقين.